_ الفصل التاسع عشر _

1.3K 97 1
                                    

عصفت وثارت عواصفه ولهفته ، وظهر في صوت القلق والاهتمام حيث أجاب :
_ مالها زهرة إنت عرفت حاجة عنها ؟!

غمغم تميم بهدوء مزعج بالنسبة لعمرو الذي يبقى على أعصابه :
_ لما تاجي بكرا هفهمك كل حاجة ، ومتقلقش أختك بخير

أردف عمرو في دهشة أمتزجت بالغضب :
_ عرفت إزاي إنها بخير ! ، لتكون معاك

أصدر تنهيدة قوية قبل أن يقول بحسم غير واعيًا لما يتفوه به  :
_ معايا ياعمرو ، تعالى بكرا في الوقت اللي قولتلك عليه عشان نتكلم وبعدين تاخدها

قال وقد تحول وجهه و أصبح مشتعل من السخط وأحمرت عيناه :
_ أنا هاجي دلوقتي ، وفعلًا شكله هيكون في كلام كتير لينا مع بعض ياحضرة الظابط

قال مسرعًا محاولًا إنقاذ الأمر في توتر بسيط :
_ تاجي دلوقتي إيه ، تعالى بكرا بليل زي ما قولتلك ومتجيش الصبح لإني مش هكون موجود أنا هخلص شغلي وهتصل بيك أقولك تركب وتاجي ، ومتقلقش عليها في الحفظ والصون لغاية ما تاخدها

تحول إلى جمرة نيران وصاح به في صوت جهوري :
_ إختي هاجي وأخدها دلوقتي ، جهز نفسك وقولها تجهز ، لإن بإذن الله هاخد روحك قبل روحها

أنهى الاتصال بدون إن ينتظر منه إجابة ، أما تميم فتأفف بأغتياظ وقام بسب تسرعه الذي جعله يحادثه الآن وأنه كيف لم يفكر في أنه لم يهدأ إلا حينما يأخذ شقيقته ، وسيتوجب عليه الآن الاستعداد لهذه المواجهة الشرسة التي ستقام بعد سعات .
صاح مناديًا بصوته الرجولي القوي على زهرة ، والتي فزعت من صوته وارتدت إسدالها ونقابها وخرجت له مسرعة في هلع قائلة :
_ في إيه ياتميم ؟!

قال مختنقًا :
_ جهزي نفسك أخوكي جاي دلوقتي

قالت بصدمة عارمة :
_ إيه !!! ، عمرو جاي إنت مش قولت إن بكرا هترجعني إنت

وقف على قدماه وقال وهو يمسح على على شعره نزولًا إلى وجهه مستاءًا  :
_ هياجي هو يازهرة ، كلمته بغبائي وقولتله ياجي بكرا ووقعت بلساني معاه وقولتله إنك معايا ، حاولت أمنعه وأخليه ياجي بكرا على الأقل مقدرتش ، أنا معرفش إزاي قولتله إنك معايا ، تخلف وغباء و*****

حاولت إخفاء ضيقها وحزنها وقالت في خفوت :
_ خلاص ياتميم ، مش مشكلة مفرقتش النهردا من بكرا .. أنا هروح أجهز نفسي ، بس ممكن أطلب منك طلب ؟

_ أممم قولي ؟

قالت متوسلة في رجاء :
_ بالله عليك حاول تبقى هادي ومتتعصبش لما ياجي عمرو ، وحاول تفهمه كل حاجة زي ما قولت بالهداوة ، مع إني عارفة بإن اللي هتقوله لا هيقدم ولا يأخر معاه في حاجة بس أهو هنجرب

_ اطمني ، روحي إنتي على أوضتك واجهزي

إماءت له بالموافقة في نظرات يائسة وشجينة فهي لم تكن مستعدة لهذا اللقاء الآن ولن تودعه حتى وستذهب بدون توديعه .. وستكون هذه اللحظات الأخيرة التي ستراه فيها ومن بعدها سيذهب كل منهم في جهته ! .

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن