_ الفصل السادس _

1.8K 103 3
                                    

وكانت صفعتها له أقوي من صدمته بها ، حيث نزلت بها بكامل القوة التي استجمعتها لديها برغم خوفها وقلقها من ذلك الرجل الغريب الذي تراه لأول مرة في قريتهم ويتجرأ على الاقتراب منها !! .
تسمر بأرضه أثر صفعتها له وعيناه تخرج شرارات مخيفة ، يطالعها شرزًا وكأنه ينبأها بماذا سيحدث الآن ، ولكن تحدت كل الظروف وصاحت به غاضبة :
_ إنت واحد مش محترم وسافل ، وأنا عارفة هربيك إزاي على اللي عملته ده ، أشكال تقرف

لف رأسه للجهة الأخرى وهو يبصق على الأرض في محاولة لتهدئة نفسه المتوحشة التي إن تركها عليها ستدع كل جزء منها ملقي قي قطعة من الأرض ، ويحاول تهدئة نفسه بأن هذا أمر متوقع من أي فتاة عندما يقترب منها رجل ، ولكن الأمر الآن يختلف فهي التي كانت تلاحقه وليس هو .. هي التي كانت تقسم على إخراج أسوء شيء في شخصيته .. كانت تصيبه بالجنون كل يوم في أحلامه بعيناها وكلمتها المجهولة ! .
لم تقف كثيرًا أمامه حيث غريزتها الأنثوية أخافتها برغم كل شيء ، فما فعلته الآن سيؤدي لعواقب وخيمة ، وهي بمكان خالي من الناس هكذا ومع رجل .. ألف الاحتمالات المرعبة راودتها عما يستطيع فعله بها الآن ؛ فرأت الذهاب هو أفضل حل حيث اندفعت من أمامه تسير بخطواط سريعة خشية منه ، ولكنه لن يتركها تذهب هكذا بكل سهولة حتى بدون أن يعرف من هذا المخلوق هل هي إنس أم جن ، وكأن صفعتها له لم تكفي لجعله يصدق أنها من بني آدم ، فأندفع خلفها بخفة وجذبها من ذراعها هذه المرة بدون تردد لا يخشي أي ردة فعل منها ، فأصدرت هي شهقة مفزوعة وصرخة بسيطة انطلقت منها عندما وجدته يدفعها بعنف ليصتدم ظهرها بقوة بالنخلة ، بينما هو فأشرف عليها بهيئته واقفًا أمامها مباشرة هامسًا بنبرة أخافتها :
_ إنتي مين ؟!

همت بأن تصرخ وتستنجد بأحدهم لكي ينقذها من ذلك الغريب ولكنه تنبأ بحركتها القادمة بدون أن يرى حركة فمها حتى ، فدفعها بعنف أكثر إلى النخلة وكأنه ينتقم منها على كل لحظة جعلته فيها يفقد عقله بملاحقتها له وأخيرًا بصفعتها له ، ووضع يده على فمها من فوق نقابها مانعًا إياها من إصدار أي صوت ، مسلطًا نظره على حدقتيها الزرقاوتين بغضب وهو يجيبها محذرًا :
_ لو سمعت صوتك هدفنك في أرضك ، مش هتمشي إلا لما تقولي إنتي مين وكنتي بتلاحقيني ليه هااا ، إنتي مين عشان أحلم بيكي

بدأت تشعر بارتجافة جسدها من الخوف ، وكان كلامه بالنسبة لها كشفرة لا تعرف فكها ، ورجحت بأنه .. إما مجنون .. إما ليس بوعيه وتناول أحد أنواع المخدرات ويقول كلام ليس له معنى . فلم تجد أمامها حل للهروب منها وهو يشرف عليها هكذا وكلما تحاول الابتعاد يدفعها بعنف أشد للخلف ، فمن سوء حظه أنها كانت تحمل تلك السكين معها فاستجمعت شجاعتها وتذكرت تلك اللحظة الفظيعة لكي تتحول إلى وحش كاسر لا يهمها أحد ، فأخرجت السكين من حقيبتها الصغيرة وبدون رحمة أو شفقة جرحته بها في ذراعه بقوة ، حيث اخترقت السكين قميصه وجلده مخلفة جرح عميق سيتطلب وقت لكي يلتئم ، فابتعد هو عنها فورًا ممسكًا بذراعه متألمًا ، ولكن ما جعله يقف صامتًا لا يتحرك حتى هذه المرة عندما رأى عيناها الذي أغمق لونها من شدة الغضب ، فتخيل أن بالفعل يتغير لون عيناها ولكن في الواقع ماهو إلا إتساع لحدقتي العين عند الغضب مما يجعل البعض يعتقد أن لون العين تغير .
صاحت به منفعلة :
_ المرة جاية السكينة مش هتكون في دراعك فاهم ، وإياك تحاول تقرب مني تاني  ، القلم والجرح ده تحذير مني ليك

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن