_ الفصل الواحد والعشرون _

1.5K 99 1
                                    

أصابته حالة من الرعب وقال فورًا في عجلة من أمره :
_ طيب يامريم اهدي ياحبيبتي أنا هركب دلوقتي حالًا وهاجي ، اتصلي بشريف خليه ياجي يقعد معاكي لغاية ما أوصل 

قالت ببكاء حار وصوت متشنج :
_ شريف مسافر معرفش جه ولا لا ، هتصل بيه وأشوفه .. بس تعالى إنت بسرعة ياتميم بالله عليك

_ حاضر حاضر

وقف أنس في هلع وقال باهتمام جلي :
_ في إيه ياتميم ؟

أجابه في إيجاز وقلق شديد وهو يضع باقية ملابسه بعشوائية في الحقيبة ويغلقها جيدًا ثم يبدأ في تبديل ملابسه :
_ ماما تعبت وفي المستشفى

في ظرف خمس دقائق كان انتهي وارتدى حذائه أيضًا ويتجه إلى الخارج ليستقل بسيارته وينطلق بها ، ولحق به أنس وهو يهتف في قلق مماثل له :
_ لما توصل اتصل بيا وطمني

إماء له برأسه في موافقة وسرعان ما اختفى من أمامه بسيارته كالبرق ، يشق بها الطرق ويحاول أن يسرع في طريق السفر الطويل قدر الإمكان ، وكل ربع ساعة يجري اتصال بشقيقته التي أخبرته في إحدى مرات اتصاله  أنها أصبحت بخير واستعادت وعيها ، فهدأت نفسه المتوترة وكأنه خرج للتو من محيط عميق كان يقاوم تيارات المياه ليخرج على السطح ، وهدَّأ من سرعة سيارته قليلًا  .
أما على الجانب الآخر فكانت مريم في طريقها إلى خارج المستشفى لكي تقوم بشراء الأدوية التي طلبها منها الطبيب ، وبينما هي في طريقها قابلت زوجها الذي كان يقطع المسافات بقدمه في لحظات ، فتوقفت في مكانها وانتظرته حتى أتى لها وقال في فزع :
_ طمنيني يامريم أمك كويس

هزت رأسها بالإيجاب وهمست في إرهاق :
_ الحمدلله بقت كويسة ياشريف  متقلقش

شكر ربه بارتياح ثم طالعها بدفء وغمغم في نظرة عاشقة :
_  وإنتي كويسة ؟!

همست بنعومة وصوت ضعيف :
_ كويسة أطمن

قرب شفتيه منها ولثم جبينها بقبلة رقيقة وسريعة ، ثم جذب من يدها الورقة الذي يدوَّن بها أسم الدواء وقال في صوت رجولي :
_ ارجعي ليها متسبهاش وحدها وأنا هروح أجيب العلاج

ابتسمت له بحب وهي توميء بموافقة ثم تتلفت بجسدها وتعود لغرفة والدتها من جديد وهو يأخذ طريقه لكي يجلب الدواء لها .

                            ***
عبرت بوادر من بوابة المنزل الرئيسية وهي تحمل بيدها كيس يحتوى على عُلبة بها طعام ، وبينما هي في طريقها للداخل فأوقفها صوت عمرو الذي كان جالسًا في أحد الأركان ولم تلاحظه ، ولكن التفتت بجسدها له وقادت خطواتها لتغير مسارها وتتجه نحوه ، ثم تقف أمامه وتغمغم في خفوت :
_ نعم !

_ رايحة فين كدا ؟!

زفرت باقتضاب وأجابته بمضض :
_ كنت داخلة ليك إنت وعمي متقلقش مكنتش هروح لزهرة

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن