أصابته حالة من الرعب وقال فورًا في عجلة من أمره :
_ طيب يامريم اهدي ياحبيبتي أنا هركب دلوقتي حالًا وهاجي ، اتصلي بشريف خليه ياجي يقعد معاكي لغاية ما أوصلقالت ببكاء حار وصوت متشنج :
_ شريف مسافر معرفش جه ولا لا ، هتصل بيه وأشوفه .. بس تعالى إنت بسرعة ياتميم بالله عليك_ حاضر حاضر
وقف أنس في هلع وقال باهتمام جلي :
_ في إيه ياتميم ؟أجابه في إيجاز وقلق شديد وهو يضع باقية ملابسه بعشوائية في الحقيبة ويغلقها جيدًا ثم يبدأ في تبديل ملابسه :
_ ماما تعبت وفي المستشفىفي ظرف خمس دقائق كان انتهي وارتدى حذائه أيضًا ويتجه إلى الخارج ليستقل بسيارته وينطلق بها ، ولحق به أنس وهو يهتف في قلق مماثل له :
_ لما توصل اتصل بيا وطمنيإماء له برأسه في موافقة وسرعان ما اختفى من أمامه بسيارته كالبرق ، يشق بها الطرق ويحاول أن يسرع في طريق السفر الطويل قدر الإمكان ، وكل ربع ساعة يجري اتصال بشقيقته التي أخبرته في إحدى مرات اتصاله أنها أصبحت بخير واستعادت وعيها ، فهدأت نفسه المتوترة وكأنه خرج للتو من محيط عميق كان يقاوم تيارات المياه ليخرج على السطح ، وهدَّأ من سرعة سيارته قليلًا .
أما على الجانب الآخر فكانت مريم في طريقها إلى خارج المستشفى لكي تقوم بشراء الأدوية التي طلبها منها الطبيب ، وبينما هي في طريقها قابلت زوجها الذي كان يقطع المسافات بقدمه في لحظات ، فتوقفت في مكانها وانتظرته حتى أتى لها وقال في فزع :
_ طمنيني يامريم أمك كويسهزت رأسها بالإيجاب وهمست في إرهاق :
_ الحمدلله بقت كويسة ياشريف متقلقششكر ربه بارتياح ثم طالعها بدفء وغمغم في نظرة عاشقة :
_ وإنتي كويسة ؟!همست بنعومة وصوت ضعيف :
_ كويسة أطمنقرب شفتيه منها ولثم جبينها بقبلة رقيقة وسريعة ، ثم جذب من يدها الورقة الذي يدوَّن بها أسم الدواء وقال في صوت رجولي :
_ ارجعي ليها متسبهاش وحدها وأنا هروح أجيب العلاجابتسمت له بحب وهي توميء بموافقة ثم تتلفت بجسدها وتعود لغرفة والدتها من جديد وهو يأخذ طريقه لكي يجلب الدواء لها .
***
عبرت بوادر من بوابة المنزل الرئيسية وهي تحمل بيدها كيس يحتوى على عُلبة بها طعام ، وبينما هي في طريقها للداخل فأوقفها صوت عمرو الذي كان جالسًا في أحد الأركان ولم تلاحظه ، ولكن التفتت بجسدها له وقادت خطواتها لتغير مسارها وتتجه نحوه ، ثم تقف أمامه وتغمغم في خفوت :
_ نعم !_ رايحة فين كدا ؟!
زفرت باقتضاب وأجابته بمضض :
_ كنت داخلة ليك إنت وعمي متقلقش مكنتش هروح لزهرة
أنت تقرأ
رواية .. تيروريسموس
Bí ẩn / Giật gânتطلعت حولها في ذلك المكان المظلم ، وكان أول شيء وقعت عيناها عليه هو باب يشبه باب غرفتها تمامًا ، فركضت فورًا نحوه ودخلت ، وإذا بها تتصلب بأرضها كالألية تنظر له وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من كل جزء في جسده ، فهمست باسمه في صدمة وقد تلألأت العبار...