_ الفصل الثامن عشر _

1.7K 103 4
                                    


صابتها الرجفة من منظره وخشيت أن يكون حدث معه شيء ، ونسيت غضبها منه وفورًا اقتربت منه وانحنت نحوه قليلًا مغمغمة بصوتها الرقيق الذي يعشقه :
_ تميم !!

فتح عيناه بصعوبة وتطلع لزرقاتها بضعف وعينان لا يستطيع فتحهما على آخرهم ، فقالت هي بقلق :
_ قاعد كدا ليه !؟

هب من الأرض واقفًا وجلس على الأريكة متألمًا ويجيبها بصوت متعب :
_ جسمي كله مكسر والصداع هيفرتك دماغي يازهرة والقعده اللي كنت قاعدها دي كانت مريحاني شوية .. عيني مش قادر افتحها ولا قادر أقف على رجلي من ساعة ما صحيت وحتى الجرح شادد عليا

أردفت بحدة بعدما اعتقدت أنه يمثل لينال شفقتها :
_ اتمنى متكونش بتمثل عشان تصعب عليا وأسامحك

لوى فمه بتعب امتزج بخنقه وطالعها معاتبًا وهو يقول بنفس نبرته المرهقة :
_ مش هرد عليكي لإني مش قادر اتكلم بجد !

أحست أنه صادق ، وأنه من الممكن أن تكون هذه أعراض بداية حمى شديدة ، فزفرت بيأس من قلبها الذي يرفض تركه عليل هكذا وغمغمت بامتعاض :
_ عندك ترمومتر ؟

إغمض عينه مجددًا وهو يجيبها بإيحاز :
_ في أوضتي  هتلاقي كل حاجة في المكتب اللي جمب السرير

قادت خطواتها نحو غرفته بأعلى ثم فتحت الباب ودخلت لتبحث بأدراج المكتب الصغير الذي قال عنه وأخرجت كل ما تحتاجه وبالأخص مقياس حرارة الجسم ، ثم هبطت مجددًا وذهبت للمطبخ ثم عقمت ( الترمومتر ) وعادت له من جديد وهي تمد يدها بهذا المقياس ومتمتمة بجدية تامة  :
_ حطه تحت لسانك

امسكه بيده ووضعه أسفل لسانه كما قالت وأغلق فمه ، حتى مرت لحظات طويلة وسمعها تطلب منه أن يخرجه ، ففعل وأعطاه لها لتحدق بدرجة الحرارة وتقول عابسة بقلق واضح :
_ حرارتك 40 ياتميم ، قوم البس لازم تروح للدكتور الحرارة العالية دي بتأثر سلبي لو قعدت بيها وقت طويل كدا

تمتم برفض قاطع وضيق :
_ أنا مش فاضي لدكاترة ، ورايا بلاوي أهم

انفعلت من إهماله وصاحت مغتاظة :
_ بني آدم سلبي ، لا حضرتك سيب نفسك لغاية ما تموت عشان الزفت الشغل .. ماهو إنت لو مروحتش للدكتور مش هتطلع من البيت وهتقعد في أوضتك على سريرك ترتاح وأنا هقول لحد من الحراس على أسم برشام كويس للحرارة هيجيب نتيجة معاك ، وهتحط كمادات وهعملك سوايل ولغاية بليل بإذن الله هتكون الحرارة نزلت أما لو منزلتش فغصب عنك هتروح للدكتور

استمع إلى أوامرها وتهديداتها ، ليبتسم بتعجب عليها ؛ حتى وهي قلقة ومهتمة لأمره قاسية وعنيفة في إهتمامها ، تلقي عليه الأوامر وتمنعه من الخروج كأم تمنع خروج طفلها المريض حتى يتحسن . فقال ساخرًا وهو شبه ضاحكًا :
_ مش قادر أضحك والله !

قالت ببرود مستفز وهي تبتسم يقرف :
_ احسن برضوا !!

_ ارجعي أوضتك يازهرة أنا مش ناقص والله

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن