_ الفصل العشرون _

1.4K 95 0
                                    

واكتشفوا هذا حينما وجدوا عمرو يفتح الباب على مصراعيه ويدخل وهو شعلة نيران ملتهبة ستحرق كلاهما وبالأخص شقيقته ! ، توقف الزمن في هذه الثانية بالنسبة لبوادر وطالعته بذهول ورعب ، أما زهرة فأنزلت الهاتف من على أذنها فورًا وأنهت الاتصال ووقفت بثبات تتحدى خوفها منه ، وتقرر بداخلها أنها ستصمد لآخر لحظة وستخرج لهم كل ما في داخل هذا القلب المسكين .
اندفع نحوها عمرو كالثور الهائج وجذبها من خصلاتها وهو يصيح بها في غضب هادر :
_ أنا لو دخلت السجن هدخل بسببك

تألمت بشدة من قبضته على شعرها وأغمضت عيناها بألم هامسة :
_ سيب شعري ياعمرو

صفعاتهم لها بالأمس لم تكفي وقرر هو الآن أن تنال من بطشه نصيبًا أيضًا ، فهي من ترغمه على هذا .. صفعها هذه المرة صفعة تختلف عن صفعات أمس بكثيرًا حيث سقطت على الأرض من شدتها وسالت الدماء من شفتيها عندما اصدمت بالأرض ، ولكنه لم يبالي لها حيث جثى إليها وقبض على خصلات شعرها مجددًا وسحبها منهم الخلف قائلًا في أعين تحوم فيها الأعاصير :
_ بعد كل اللي عملناه فيكي إمبارح ده ولسا رايحة تكلميه .. شكلك محرمتيش وعايزة تاخدي علقة محترمة تخليكي ترقدي في السرير

اقتربت منهم بوادر في وجه مرتعد ومرتبك وقالت موجهة حديثها إلى عمرو قائلة في نبرة راجية :
_ سيبها ياعمرو حرام عليك

رمقها بنظرة أوقعت الرعب في قلبها وغمغم في خفوت مريب :
_ إنتي اسكتي خالص يابوادر مش عايز أسمع صوتك نهائي ، هو أنا دخلتك عندها عشان تخليها تكلمه !! ، بس أنا اللي غلطان

تراجعت للخلف في خوف جلي وضيق من نفسها ، أما الأخرى فدموعها سالت كالشلال من هذا الألم ، فهو وأبيها لم يبالوا بالألم الذي تعيشه كلما تهوى يدهم على وجنتها اليسار بالأخص ، ولكن سماعها له وهو يتحدث بهذه الكلمات جعلها تتوقف عن البكاء وتظهر عن مخالبها ، حيث قال :
_ مهو إنتي مصممة على حاجة واحدة وهو يأما أقتلك وأخلص يا إما أقتله هو وفي كلتا الحالتين هدخل السجن بسببكم

دفعت يده عن شعرها بكل ما أوتيت من قوة وهبت واقفة ونظرت له بأعين مشتعلة وهي تقول :
_ جرب كدا تقربله بس ياعمرو وشوف بنت زولا دي هتعمل إيه !

لاحت ابتسامة ساخرة ومندهشة على جانبي شفتيه وهو يقول باستهزاء بعد أن عاد ليجذبها من خصلات شعرها مجددًا  :
_ لا عال والله ! ، بتهدديني يازهرة !! ، إيه لتكوني هتقتلي أخوكي عشان خاطر الأستاذ ده

أشاحت بوجهها عنه بعد أن أبعدت فبضته من على شعرها بصعوبة وهي تجاهد في التحكم بأعصابها وتقول بتألم داخلي :
_ تميم ملوش ذنب في حاجة ، هو عرض عليا العرض بهدف حمايتي أنا وإنتوا وإني أساعده في إنه يمسك عصام ومغصبنيش على حاجة ولو كنت عايزة أرفض كنت هرفض ومكنش هيعملي حاجة ولما حس إنه غِلط طلب مني يرجعني وأنا رفضت .. إنتوا اللي مش عايزين تفهموا إني عملت كدا عشانكم ، عشان مخسركمش كمان

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن