صـوت ضـحكاته كـان عـالي لـدرجة الإستـغراب،وكـأنه لـم يـفعل شـئ مـنذ قـليل أمـا الأخيره كـانت تـكز عـلي أسنـانها بـغيظ كـيف لـه أن يـكون بـ تلك الـوقاحه لـم ينتبـه لـ نظـراتها التـي تتـأمله وهـو يـشارك والـدتها ضـحكاتهاحـديثه مـرح كـالعـاده ولـكنها لـم تـكن بـمزاج يـسمح لـها بـ الضحـك
تـشعر بـ الأختنـاق وكـأن الأكسـجين قـد نـفذ مـن المـكان، وشـئ يحتـرق بـ عيـنيها تـجـاهد لتبـقيه داخـلها ولكـن صـوت والـدتها الـذي خـرج بـلهفـه أخبـرها بـأنـها فشلـت!
_ضـي مـالك يـاحبيبتي!وبـسرعة البـرق كـانت تـضع عينيها أرضـًا وقـالت بـ ضحكه وهـي تـُـزيل تـلك الدمـوع
_مفيـش يـا حيبتي، معرفـش إيـه اللي دخـل عينـي
تعـلم أنـه لـم يصـدق لـذلك فـرت سـريعـًا إلي المـطبخ وهـي تـردف
_هـروح أجيـب الأكـل
وكـما تـوقعت لـم يـصدق،وكيـف لايعـرف أنـها ليسـت بـخير وهـي نبـض قـلبه!كـان يـريد الإسراع خلفـها ولكـن مـا قـيده هـو خـوفه مـن قـلق والدتها، أمـا هـي وقفـت عـدة دقـائق تنـتظره كـعادته لـو جـاء سـ تقـص عـليه كـل شـئ نـعم سـ تخبـره ولـمَ لا وهـو المـلجأ...ولـكنه لـم يأتي خـاب ظنـها لأول مـره!
اللعنـه عـلي تلك الغبيـه وعـلي ذلك الحظ.وضـعت الطـعام عـلي الـطاوله ثـم جلسـت وذهـنها شـارد تـمـامـًا وكـأنها انـعزلت عـن العـالم
نظـرت لـها "هـدي" بـقلق ثـم حـولت نـظرها إلـي طـعامها الذي لـم ينـقص مـنه شـئ وأردفـت بـحيره
_مـالك يـا حبيـتي_مـاليش يـا مـامـا
قـالتـها بـ ابتسـامه قـبل أن تـأخذ نفـس عمـيق قـائله بـسرعه مـنعًا للتـردد_أنـا هـخرج... هخـرج لـوحدي يـامـامـا
لـم تكـن كلـماتها لـوالدتها بـل لـه ولـم يـحتاج الأمـر لـذكـاء لـذا تـرك المـلعقه ونـظر لـها بـاستغراب قـائلاً وهـو يـعقد حـاجبيه
_لـوحدك! ودا مـن امـتي؟رفعـت عيـناها لـخاصته وأردفت بـ ثـبات
_مـن النـهارده أنـا مـش صـغيره عـلشان أفضـل اعتمد عليكَ فـي كـل حـاجهكـلمـاتها كـانت مـتمرده بـشكل مـلحوظ ولأنـه يعـلم أنـها عنيـده تشـدق بـ ابتسامه هـادئه
_مـش مـوضوع صـغيره ولا كبيـره أنـا بـخاف عليـكِ بـس_مفـيش داعـي لخـوفك أنـا أقـدر أحمـي نفسي كويس
أغمض عينيـه بـ غيـظ ثم قبـض علـي يـده بـشـده بـالكـاد يمـنع نفسـه مـن القـيام وصفعـها حـتي تستوعب كلمـاتها، حـاولت "هـدي" تلطيـف الأجـواء بـكلـماتها الـهادئه
_ضـي، ريّــان بـس خايـف عليـكِ.. مالـك فـي إيـه؟