الفصـل السـادس

460 31 1
                                    

جسـلت "هـدي" عـلي الفـراش بـجوار ابنتـها النـائمه بـعمق تـلك الغبيـه لا تـعي لأي مـدي وصـل عشـقه!
مسـحت عـلي شـعرها قـائلـه بـخفـوت
_خـايفه تـفوقـي مـتأخر يـا ضـي!

ثـم صمـتت قـليلاً وأراحـت ظهـرها للخـلف تسـترجع أحـداث السـاعات المـاضيه

  عــــــوده للـــــوقـت الـســــابق

نـاولتـه كـوب القـهوه ثـم جلسـت إلـي جـواره ومـا لبـثت أن تشـدقت بـ إستنكـار وهـي تنـظر لـه بـ ثبـات
_ريـّان هـي ضـي مـش قـاعده معـاك فـي شقـتك لـيه؟

ورغـم ضـيقه الـذي صـاحبه مُـنذ حـديثه مـعاها إلا أنـه ابتـسم ابتـسامـه خفـيفه وتشـدق بـحـرج وهـو يحـك طـرف أنفـه
_أنـا مـش قـديس يـا أمي ، مـش هـعرف أشـوفها طـول الـوقت ومقـربلهـاش، دا غـير أنـي محبتش أقيـدها بـالحجـاب طـول اليوم

ورغـم سعـادتها بـ الحـديث إلا أنـها أردفـت بـ نبـره عـاديه
_مـاهي تقـريبًا طـول اليـوم عنـدك مجتـش عـلي وقـت النـوم

هــزّ رأسـه بـ نفـي وتشـدق بـضحكـه بسـيطه
_طـول اليـوم! دا كـان نـادرًا أمـا يحـصل يـعني مثـلاً يـومين فـي الأسبوع، لمـا تكـون زهقـانه بـس فـالأغلـب مكنتـش بشـوفها غـير  وقـت الأكـل بـس تقـريبًا

_عـقدت حـاجبيها وتسـاءلت بـإستغـراب:دا أزاي!



هـزّ كتـفيه وأردف بنـبره ثـابته
_عـادي، كـنت بـاجي مـتأخر مـن الشـغل ودا علـشان كنـت بتشـغل فـي كـذا حـاجه

قطبـت جـبينها أكـثر فـ اوضـح
_أكيـد شـقه زي دي فـي مكـان زي دا هتحـتاج مبـلغ ودول شقـتين مـش واحـده!
_أنتـوا كنتـوا عايشين فين قبل كده؟

تنهد بضيـق يتذكر ذاك المكـان وأردف
_كنت مأجر شقتين بمبلغ بسيط في عماره بس مكنتش بطمن وانا نازل وسايب ضـي لوحدها خالص

وبـلا تـردد كـانت تـسأله وهـي تـرمقه بـعمـق لـتري مـدي صـدقه
_ريـّـان أنتَ بتـحب ضـي!

ابتـسم وكـأنه يـراها الآن و ردّ عـليـها بـسؤال يـحمـل إجـابته
_هـو فـي حـد مـش بـيحب روحـه؟

وكـيف لا تصـدق وهـي تـري بـريق الحـب يـلمع بـ عينيهِ!
وضـعت عـينـاها أرضـًا بـإبتسـامه مـتردده فشـجعها قـائلاً
_قـولي يـا أمـي عـايزه تعـرفي إيـه!

ابتـلعت ريقـها بـتوتر ثـم تحـدثت بـ صـوت منـخفض مُتعلـثم
_طـيب..طيـب..يعـنـ...يعـني.. أأأ.. متجـوزتهـاش لــيه !

قالـت كلـماتها الأخيره بـسرعه فـ ابتسـم بـملء فِيه وأجـاب بـ تنهـيده
_ضـي تعبـت مـعايا خالـص يـا أمـي تسـتاهل تفـرح وتعـيش حيـاه أحسن فـي مـكان أحـلي مـن دا
_مـش فـاهمه!
هـزّ رأسه بـ تفهـم وأوضـح
_كنـت مـستني مـشروعي يكـبر وبعـدين اتجـوزها ونعيـش فـي بيت الأحـلام اللي رسمتـه ونلـف العـالم سـوا

                             ******

رنـين هـاتفها المُـزعج جـعلها تتـأفف بـ ضيـق وهـي تـرفع رأسـها عـن الـوساده لـتضغـط زر الـرفض وعـادت مـره أخـري للنـوم، وعـلي مـا بيـدو أنـه مُصـر، استندت بيـدها عـلي الوسـاده ثـم استقـامت بـ نصـف جـلسه وتنـاولت هـاتفها وأجابت بـ ضيـق وهـي تـفرك عـيناها اليسـري بـ نعـاس
_أيـوه

رن صـوت ضحكـاته المـستفزه فـ عرفتـه علـي الفـور وعـادت تتـأكد عـندما قـال بـهـدوء
_لسـه نـايمـه!

_وأنتَ مـالك ،أخلـص يـا بنـي عـايز إيـه

أنزعـج مـن ردهـا ومـع ذلك أردف بـ نبـره مُـتعجله
_مـعاكي رقـم ضـي؟

ضـحكت بـمـكر ثـم أردفت بـ تلاعـب
_يـا واد خـليـك تـقيـل

_بـادلها ضـحكتها بـ أخـري ورد: التُـقل مـش هيـمشي معـاها ،المهـم هاتـي الرقـم وهقولك هعمـل إيـه

ثوانـي وكـان يـحمل بـ يـده ورقـه تـحـمل رقـمها ،حسنـًا هـا هـو يخـطو أولـي خـطواته

انتـبه عـلي صـوتها تـردف بـسرعه
_بقـولك فـاضي سـاعه تـوصلنـي أنـا وأمـي لبيتـنا القديم؟
_رد مستنـكرًا: بيتكـم القـديم!
_اهـا ،كل فتـره أنـا وأمي بنـروح ننـضف البيـت وكـده

وبـحديثها هـذا سـهلت عـليه الكـثير دون أن تـدري، ستكـون البـدايه والنهـايه مـعًا!
_أنهـي حديثـه بسـرعه وهـو يتـعجلها: طيب خـمسه كـده وأكون عندك، أجـهزي
_تـمام،سلام
_سلام
 
                             ******


دلـفـت إلـي حـجـرتها بـ إبتسامتها المُـعتاد وجـدتها كـما هي، شـارده لا تنـتبه عـلي أي شـئ، تُـري هـل أدركـت أنـها كـطفل يـتيم بـدونـه أم للـعناد رأي آخـر

_نـادتها بـصوت مـنخفض وهـي تهـزها بـخفوت
_ضـي ،يلا يـا حبيبى جهـزت الغـدا

انتبهـت عـلي صـوتها فـ استدارت بـ إبتسامه وقـالت بـتـردد
_مـش..مـش جـعانه
مسحت علـي ظهرهـا بـحنـو أمـوي أفتقدته وأردفت
_يـلا يـا ضـي ريّـان قـال أنـه أكـل مـش هيجـي ،متقـلقيش هـو مـش بـرا

لـم تحتـاج للكـلام أو التبـرير لأنها قـد خـرجت..وعلـي مـا يبدو أن رنين هـاتفها
أنقذهـا من دوامـة من التفـكير كـادت أن تقـع بـها.. تقـلصت المسافـه بيـن حـاجبيها وهـي تـري رقـم غـير مُـسجل  تـرددت ولـكن بالنـهايه غلـبها الفـضول وأجـابت وعـلي الفـور جـاء الـرد ثـباث ولـكن يفـوح مـنه الخـبث
_ضــي!

_أجابـت بـ إستغـراب :أيـوه أنـا.. ميـن حضـرتك !
_حمحم بـ حـرج مُصطنع :أنـا حـسن.

تـردد الأسم فـي عـقلها لثـواني قـبل أن تتـذكر قـائله بـخجل استطـاع تـميزه مـن نبـرة صـوتها
_أهـلاً يـا حسـن ،أزيك!

_بـخير الحمدلله
ثـم تـابع بـهدوء متنـاقض مـع حـماسته
_بـطاقتك وقعـت مـن الشنـطه ومشـوفتهاش غيـر لمـا مشيتـي أنـتِ ونسـمه

_ردد بـ إستنكـار :بطـاقتي، وقعت أزاي أنـا متـأكده أنـي مفتحتـش الشنـطه بتـاعتي !

_لم يرتبك لـ ثواني وأجـاب بـثبـات :عـادي حـصل خـير، المهـم كـنت هسبهالك مـع نسمـه بـس هـي مـش مـوجـوده فـي البيـت

_أيـوه سلمـت عـليا الصـبح وهـي ماشيـه
سكـتت قـليلاً بينـما ابتسم بـ خبـث فـالقـدر يُـسهـل عـليه خطـواته، تـابعت بـ تـردد

_طـ... طـيب... لـو عـنـدك وقـت ممـ... ممكـن أشـوفك.. جمـب بيتنـا وأأ.. أخـدها

ولأن كـل شـئ يتـوقف عـلي مقـابلتها أردف بـ إنزعـاج لـم تـلمحه
_مـاشي اتفقنـا خمـس دقـايق وهكـون تحـت بيتكـم بـس هـكون واقـف بـعيد شـويه علـشان مستعجـل

_طيب أنـا مش هتـأخر سـلام
_سـلام

                              *******

جـلسـت والـدتها بـجوار المـائده ولكـنها لـم تحـضر بعـد ،فـ استنـدت عـلي ركبتيها بـ تعـب ونهضـت وهـي تنـادي عـليها
_ضـ....

قـطعت ذلك النـداء وهـي تـدلف للخـارج تـربط حـزام خـصرها عـلي هيئـة أنشوطـه.. رمقتـها بـ إستـغراب وتشـدقت
_رايحه فين!

طبـعت قُبـله سـريعه عـلي وجـنتها ثـم سـارت بـخطـوات متـعجله للخـارج وهـي تـردف

_خـمس دقايق بالظبط وهتلاقيني هـنا

ومـع كلـمتها الأخيره كـانت تـغلق البـاب، استـدارت والدتـها تنـظر للطـعام ثـم تشـدقت
_ أمـا أشوف أخـرتها معـاكِ

                               *******

تـوقفت أمـام مـدخل منـزلها تنتـظر ظهـوره ومـاهي إلا لحظـات حـتي ظهـر ذلك اللـص المُـخادع عـلي مسـافه ليست قـريبه من بيـتها...وبـسرعه البـرق كـانت تقـف أمـامه وهـي تـلتفت يـمينـًا ويـسـاراً قـائلـه بـتـعلثم
_جبـ.... جبـت البـطـاقه

ضحـك بـإستهـزاء عـليها وأردف وهـو يخـرجها مـن جيـب بنـطاله
_اتـفضلـي
سحبتـها سـريعاً وشكـرته بهمـس لم يصـل إلـي أذنيـه ومـع ذلك هـز رأسـه بـ إبتسامه
وفـي نفـس اللحظـه التـي استدرات فيـها دق هـاتفه فـرد سـريعاً بعـد أن سكـت لـثواتي وكـأنه يستـمع للـطرف الأخـر

_إيـه! أمـ... أمـي ردي.. علـيا... طـيب.. طيـب خـلاص هبـعتلك نـسمه وهجـيب الدكـتور مـش هـتـأخر

وبـ لمـح البصـر كـان قـد استحضـر دمـوعه التـي صـاحبت أخـر كـلمـاته

لـم تـكن قـد ابتعـدت كـثيـرا فـ رق قـلبها تـعلم جـيدًا مـا مـعني أن تـكون وحـيدًا لـذا استـدارت سريـعًا وكـان هو قـد اصطنـع الرحـيل نـادتـه بـ حـزن
_حـسـن

تـصنع عـدم السـماع وسـار وكـما تـوقع لـحقته حتـي تـوقفت أمـامه وتسـاءلت
_نسمـه مـش فـي البيـت، أنتَ نـاسي ؟

وكيـف لـه أن ينسـي! ضـرب جبينـه ثـم تصنـع عـدم المـعرفه وهـو يـرفع كـتفيـه
_مـش عـارف مـلناش غـير نـسمه وأمـي ماليـش غـيرها فـي الـدنيا

اعتـصر عينيـه لتفيـض الدمـوع أكثـر، وإن كـانت مـتردده بمـساعدته بـالبدايه الأن بـدون تـردد عـرضت مسـاعدتها

_ينفـع أروح أنـا؟
_ارتبك بتصنـع وأردف :هـا! أزاي مـش هـينفع!
وبـ تلك اللحـظه دق هـاتفه مـره أخـري فـ أستعجلته
_طيب هـي فيـن ؟

_أجـاب سـريعاً وهـو يـرحل :الشقه اللي في الـدور اللي فوقكم

وبـأقـل مجهـود يُذكـر وقـعت بـأقـدم فـخ  والأكـثر سـذاجه عـلي الإطلاق!

                              *******
وعلـي مسـافه بعـيده منـهما لمـحها تـقف مع أحـدهم، أغمض عيناها بـعدم تـصديق ولـكنه متـأكد أنها! فـ سـار نـاحيتها والغضـب يـكاد يـقفز مـن عينيه

ولـكن لسـوء حظـها استـوقفه أحـد جيـرانـه بـطريقه ومـا إن انتهـي واستـدار لـم يـجدها وكـأنها تـبخرت...يبـدو أن القـدر يتـوعد لـها بـ عقـاب قـاسي
كـز عـلي أسنـانه وأردف بـتوعد هـو الأخـر

_دا أنتِ نـهارك أسـود النهـارده

مـلجـئي "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن