أغلق باب غرفتي و أستفرد بنفسي، و هاهو دفتر كتاباتي أجلبه إلى سريري.. أدخل داخل فراشي و أضيء شمعة فقط.
تأتي أمي ككلّ يوم و تجلس طرف سريري، و تقوم بمحاضرتها عن سلبيات العزلة و ماشابه
-اطفئي الشموع و موسيقاك و تعالي شاهدي معنا مسلسلنا العائلي .. ما ذاك في يدك ؟
-دفتري!
فأشعر و كأتها تنظر إليّ بنظرة فضوليّة مستهزئة و كأنها تقول في أعماقها :" كفاكِ هُراءً"
ولا أعلم أيّ هُراء أقوم به!
ثُمّ أُضيف..
- كتاباتي سريّة يا أمي، اعلم أنني أشاركك أسراري في العادة لكن الكِتابة شيءٌ آخر..
-ما الذي يجعلها شيئا آخر لا يُشارك
- لأنني أعلم من صميم قلبي انك ستحكمين عليّ من خلالها! هل تظنين انني اكتب عن السعادة و البهجة و الوطن و العلم ؟ ليس الأمر كذلك، و لا أريدك أن تظني من خلالها أنني ملحدة كئيبة وحيدة و تعيسة.. لأنني لست كذلك البتّة.
غادرَت بسرعة و قبل ان تغلق الباب قالت: "وضعنا المسلسل إن كنتِ تهتمين "
- حسنا
وفي الحقيقة لا تعجبني أذواقهم و ذوقي في المسلسلات و الأفلام و الموسيقى مُختلف جدا لذا..
لنعد إلى طقوسنا.
🕊