مرحبا، لازلت أحبكِ أما بعد..
بينما كنت أبحث عن رسمة ما في صور هاتفي ، رأيت صورا كثيرة لنا.. لا اعرف إن كنتُ أشعر بالإشتياق أم بالحسرة ، أو البكاء على أطلال صداقتنا
هاهي صورة لنا في بيتك نقيم احتفالا صغيرا بيننا و نأكل الكثير ممّا لذ و طاب ثم نقول :"نخب صداقتنا و نضحك بشدة" ، لا اظنك تذكرين او تهتمين لأمر التذكّر ، هل تذكرين أيام الشتاء كل جمعة نمشي مسافات طويلة تحت ذلك الجو الغائم و أحيانا ممطر ، نغني بصوت عال في الطرقات و نجري و نقطف الأزهار البنفسجيّة و نطارد القطط ، كنتِ تخافين منهم بشدة فأقوم بتخويفك و انا اضحك من صميم قلبي ، نقضي أيام الصيف في المدرسة القرآنية و نبيت هناك معا أحيانا، حتى يقطع اباك مبيتنا و يأخذك فأحزن لكنك تأتين باكرا جدا في اليوم التالي ، تقضين معي اوقات طويلة في غرفتي ، تلك الرسمة البشعة التي رسمتها و أنت تقولين :"ارسمي إنها جميلة جدا"
او ربما نلعب حرب الماء حتى تأتي أمي و امك و تغضبان علينا ، نتشارك الاسرار و الأحاديث المطوّلة عن الحب و نلعنه احيانا ، ثم في لحظة ما نقع فيه..
في العطلة ، نتكلم على الهاتف طوال الوقت و نستغل الفرص لنلتقي و نتصور كثيرا و إذا ما تشاجرنا اليوم ، ننسى غدا اننا تشاجرنا أساسا
كانت الصداقة حقيقية يا عزيزتي
كنا نتغاضى عن زلاتنا و اخطائنا الصغيرة و كل ما كان يهمنا ان نبقى اصدقاء ، ثم ماذا حصل لك ؟ غرّتك المظاهر و حب الناس و رحت تُراضينهم واحدا واحدا على حِسابي ، أصبحَت جُمُعة الشتاء أقضيها وحدي في الشارع ، اما عنك فكنت قد كوّنت صداقات و صداقات، و عندما تشعرين بتأنيب الضمير تقولين :" تعالي معنا إن شئت " ، اللعنة هل تظنين أنني حين امشي بمفردي أنني وحدي ؟ موسيقاي و السماء و الأزهار و القطط ما محلها من الإعراب يا لطيفة ؟ أليسوا اصدقائي ؟ بلى.
تغيرت اخلاقك و مبادئك و تفكيرك و نظرتك للأمور ، اصبحتِ فتاة سطحية ، كل ما يهمك أو كل ما تتجاذبين أطراف الحديث به معي عن ماذا ستلبسين غدا و ما إن كانت ملابسك متناسقة و أسعار ادوات التجميل و ما شابه ، كنت اتغاضى عن كل هذا و اقول في نفسي :"ربما تمر بفترة هته إهتماماتها ، ربما ستتحسن قريبا ، ربما أنا أعقد الامور ، ربما هي ترى الحياة ببساطة و أنا معقدة " ، لكنني تأكدت ، تأكدت حين أعمت الغيرة عيناك و انت واقعة في حب أحد لا يناسبك ، و كنت تظنين أنني اهتم لأمره ؟ لهذا تعاملينني بطريقة محرجة امامه و امام الناس ؟ اردت التقليل من قيمتي
لكن تأكدي .. أنا من أفرض احترام الناس لي ، الكل يحترمني حتى و إن لم يُكنّوا لي مشاعر الحب ، لكنهم يقدرون وجودي و يصمتون حين أتكلم و يحترمون آرائي و يبتسمون في وجهي كل صباح و يستغلون الفرص في الحديث معي
هل تعلمين لماذا ؟ .. لأنني لا أسعى إلى كسب حبّهم.
في ظل كل ما كنت تفعلينه أتغاضى بشدة ، وحاولت مرارا ان أعيد الصداقة إلى مجاريها لكنّ الأمر أشبه بوجود خطوتين بيننا ، لو انني خطوتُ خطوة و أنت خطوتِ خطوة لعاد كل شيء إلى طبيعته.. لكنك وقفت مكانك و انتظرتني أن أخطو الخطوتين بنفسي لكنني لم ولن أفعل.
تبا لكتابك الذي اشتريته هدية لي ، و هداياك الأخرى، تبا لرسائلك الورقية ، تبا لابتسامتك و اهتمامك الزائف ، تبا لكل ما يتعلّق بك.
أنت جعلتِ في قلبي عقدة يصعب فتحها ، ثم تحاولين أن تسترجعي صداقتي بعدما فات الأوان ، تذكرين عندما قلتِ لي :" لنتصالح بسرعة حتى أتخلص من أسئلة الناس لأنهم يقولون لي لماذا لا تتكلمون ، لماذا تشاجرتم "
هل هدفك من إصلاح الشجار فقط التخلص من كلام اصدقائك ؟ انا لا أهمك لهذه الدرجة ؟ ما محل مشاعري و الذكريات الجميلة لنا من الواقع ؟
هذه الأسئلة لم اجد لها جوابا يُذكر ، اما الآن فالأمر بالنسبة إليّ مجرد مرحلة للتعافي من علاقة سامّة و سلبية على حياتي ، ولا أكنّ لك أي ذرة من الكره او الإشمئزاز.لا تتعلقوا!
🕊