وضع الورق داخل المدفأة و رأها و هيا تحترق ، قال و عينه تلمع : لنبدأ من جديد .وضع غليونه على المنفضة و قال بصدمة : عفواً ، من جديد !!
..: سأحضر القهوة السوداء لتستوعب معي الأتي .
نظر لساعته قائل : اسرع لو سمحت . و امسك بغليونه ليضعه بين شفتيه و هو يفكر بماذا ورط نفسه .
بعد خمس دقائق قدم له جوزيف القهوة و جلس امامه قائل : لم اقتنع بها ، شعرت بأنها محض هراء ، هل اقتنعت انت بها ؟
..: كلا ، و لكني كنت انتظر النهاية و لم يعد هناك وقت لكتابة رواية اخرى .
سند بظهره على الاريكة و قال : راهي ، انا كاتب استطيع ان انهيها بزمن قياسي ، و لكن لدي شرط .
صمت راهي لفترة و هو نادم انه لم يبعث بالمساعد و صمم ان يأتي بنفسه ليرى الرواية ، قال بنفاذ صبر : قل شرطك .
..: ستدبر لي موعد مع هاري غراي ، وان تم خذ وعد مني بتسليم الرواية خلال اسبوعين فقط .
كاد غليونه ان يقع من يده عندما سمع بالأسم فهاري غراي شخصاً مختل مجنون وضع بسجن مشدد الحراسة منذ خمس سنين مضت ، والاهم من ذلك يمنع منعاً باتاً رؤيته حتى ان تلمح ظله يعتبر خرق للقوانين و ستعاقب اشد عقاب ربما اقلها عشر سنين بالسجن .
قال و هو يقف : لا استطيع قبول شرطك ، انك ترمي بي بالجحيم من اجل رواية .
وقف جوزيف بدوره و قال : اذاً اسف لن اكتب الرواية ابحث لك عن كاتب اخر .
اخرج من سترته ورقة و وضعها على الطاولة و قال : استعد لدفع الجزاء .
قال و هو ينظر للورقة بأستهزاء : ماذا تساوي الورقة امام الصوت الذي يثبت انك سارق للأفكار ، انا لا اطلب الكثير ، مقابله واحده خمس دقائق تكفيني و تزيد .
نظر له بحقد و قال اخيراً : سأرى مابوسعي فعله ، ولكني لا اضمن لك المقابلة .
اومأ برأسه و قال : يكفي ان تحاول .
عندما خلى البيت اتجه جوزيف لدورة المياه و وقف امام المرأة قائل : كان غباء مني ان اكتب عنك ، قريباً جداً سترى النور اعدك . تحولت عينه للفيروزية و ابتسم بخبث .
***
مرت عدة ساعات قبل ان يظهر خيال شخص في المنزل التابع لجوزيف ، مشى بخفى و صعد الدرج على اطراف اصابعه ، دخل حجرة نوم جوزيف وجده يغط بنوم عميق اقترب منه و جثى على ركبتيه و بقي يحدق به و الافكار تعصف برأسه و سؤال وحيد كان يردده : من اين بدأنا !!.
شعر جوزيف بأن هناك شخص يسحب اكسجين الغرفة بنفسه المضطرب و لم يخفى عليه نظراته التي تكاد تخترقه و لكنه قرر ان يمثل النوم ليعرف غاية الطرف الاخر قبل ان يتهجم عليه .
قال الضيف بصوت هامس : لا اعلم من اين بدأنا وماهو الغرض من خلق اشخاص مثلنا ، لما لم يدعونا مثلما اراد الرب ان نكون لما لعبوا بجيناتنا و جعلونا آلات لهم ، اعلم انك تسمعني ، جو لا استطيع النوم اكاد ان اجن من فرط تفكيري .
جلس جوزيف ماسح وجهه بيدٍ واحده ثم نظر للضيف بعينه الزرقاء التي ورثها من عمته و قال : لما تفكر بشيء لن يتغير ، انك تقتل نفسك بأفكارك تلك .
ابتسم بتعب و قال : ربما لانه قد حان الوقت لتأنيب ضميرنا ، جو نحن نقتل و نحرق نحن عديمي المشاعر نحن اشخاص سيئون ..
رفع جوزيف يده و قال بغضب : توقف ، لقد خلقنا من اجل ذلك لقد ارادو منا ان نكون بهذا السوء ، ثم منذ متى وانت تمتلك مايدعى بالضمير ، هل تشعر بأنك تتحول الى انسان ام وحدي من اشعر بذلك !!
..: جو ارجوك ان تفهم مايجول بخاطري ليس لي غيرك ..
وقف جوزيف و احنى ظهره ليقترب من وجهه قائل : الضمير يكمن بداخلنا انه قوي قادر على تحطيمنا ، قادر على جعلنا كالدمى الممزقة ، ان نكون مجانين بغرفة احد المصحات العقلية ، اتفقنا منذ القدم ان نجعل هذا الضمير في سبات ابدي ، اياك ان تسمح له بأن يتملك منك ، اياك .
..: جو ، ارجوك ...
صفعه على وجهه بكل قوته ثم قال من بين اسنانه : كفاك نحيب كالأطفال ، نحن وحوش يا جاد وحوش .
..
تكملة بسيطة جدا على قد المشاهدات و التعليقات الضعيفة 😑

أنت تقرأ
تناقض مميت ✔ ( مكتملة)
Horreur( اني اخوض حرباً ابدية مع نفسي )✔ ◀ فل تتمسك بعقلك جيداً و انت تقرأ ، ربما تدخل بمتاهة لا تستطيع الخروج منها .. ¶ صفعه على وجهه بكل قوته ثم قال من بين اسنانه : كفاك نحيب كالأطفال ، نحن وحوش يا جاد وحوش . تجمد وجه جاد بقي ينظر له بوجه خالي من التعبير...