قال الضيف بصوت هامس : لا اعلم من اين بدأنا وماهو الغرض من خلق اشخاص مثلنا ، لما لم يدعونا مثلما اراد الرب ان نكون لما لعبوا بجيناتنا و جعلونا آلات لهم ، اعلم انك تسمعني ، جو لا استطيع النوم اكاد ان اجن من فرط تفكيري .
جلس جوزيف ماسح وجهه بيدٍ واحده ثم نظر للضيف بعينه الزرقاء التي ورثها من عمته و قال : لما تفكر بشيء لن يتغير ، انك تقتل نفسك بأفكارك تلك .
ابتسم بتعب و قال : ربما لانه قد حان الوقت لتأنيب ضميرنا ، جو نحن نقتل و نحرق نحن عديمي المشاعر نحن اشخاص سيئون ..
رفع جوزيف يده و قال بغضب : توقف ، لقد خلقنا من اجل ذلك لقد ارادو منا ان نكون بهذا السوء ، ثم منذ متى وانت تمتلك مايدعى بالضمير ، هل تشعر بأنك تتحول الى انسان ام وحدي من اشعر بذلك !!
..: جو ارجوك ان تفهم مايجول بخاطري ليس لي غيرك ..
وقف جوزيف و احنى ظهره ليقترب من وجهه قائل : الضمير يكمن بداخلنا انه قوي قادر على تحطيمنا ، قادر على جعلنا كالدمى الممزقة ، ان نكون مجانين بغرفة احد المصحات العقلية ، اتفقنا منذ القدم ان نجعل هذا الضمير في سبات ابدي ، اياك ان تسمح له بأن يتملك منك ، اياك .
..: جو ، ارجوك ...
صفعه على وجهه بكل قوته ثم قال من بين اسنانه : كفاك نحيب كالأطفال ، نحن وحوش يا جاد وحوش .
تجمد وجه جاد بقي ينظر له بوجه خالي من التعبير ، وقف بهدوء و قال بهمس يكاد يسمع : ربما اكون وحش و لكنك عبارة عن ثلاث وحوش تصارع بعضها لتظهر .
اقترب منه جوزيف قائل : اعد ماقلته لم اسمعك .
ضحك بخفوت و اردف بداخله : تسمعني جيداً يا فيزوج هه ، هل جاحن نائم و اخذت مكانه .
شعر جوزيف بأن رأسه يكاد ينفجر من صوت جاد العالي جداً ، نعم هو برأسه ، حاول السيطرة على نفسه و لكن كان اصعب مما ظن سقط ارضاً على ركبته امسك برأسه بقوة صرخ تعرق ارتجف موجة برد قارس يتبعه حر شديد : يحدث لي شيء ، جاد انقذني .
قال جاد بأسف : كنت اتمنى ان تبقي جو صديقي البشري ، كنت انسان جيد جداً ، انظر الى حالك كل مدة زمنية تيقظ وحش وتجعله يتملك منك تجعله يتحكم بك و بحياتك ، كنت اتمنى ان تصفع حالك بدل ان تصفعني .
تحول جسده الى الاسود الفاحم طالت اصابعه و طال جسده اصبح كالظل و لكنه ملموس تحولت عيناه الى لون الدم طالت انيابه ظهر على اعلى ظهره شق ليستعد لظهور جناحي تشبه اجنحة الخفاش .
امسك وجه جاد بقرف من بين اطراف اصابعه الطويلة و قال دون ان يحرك شفتيه فقط ينظر له بعين تكاد تخترقه : هل تعلم من انا ايه الصغير ؟
همس جاد وهو يحاول ان يبعد وجهه عنه : فيزوج من لهب نواه .
تركه و نظر الى وجهه بالمرأة بشوق : هل تعلم كم انتظرت كي ارى وجهي ، حسنا انا قبيح اعلم مايدور بخلدك ، و لكن ماذا تتوقع من شخص عاش حياته يجري مجرى الدم لقد انتظرت 27 سنه لكي ارى بعينه واتحدث بلسان عقله ، اتحرك بجسده الضعيف المنهك .
أنت تقرأ
تناقض مميت ✔ ( مكتملة)
Horror( اني اخوض حرباً ابدية مع نفسي )✔ ◀ فل تتمسك بعقلك جيداً و انت تقرأ ، ربما تدخل بمتاهة لا تستطيع الخروج منها .. ¶ صفعه على وجهه بكل قوته ثم قال من بين اسنانه : كفاك نحيب كالأطفال ، نحن وحوش يا جاد وحوش . تجمد وجه جاد بقي ينظر له بوجه خالي من التعبير...
