انهُ يراقبك ، احذر !

172 66 8
                                        

جسدي يرتجف و قلبي يخفق بقوه ، لقد شعرت اني سأفقد الوعي و لكن يجب ان اهرب ، يجب ان اختفي و الا سيقولون اني انا من قتلته ثم حرقته بهذه الطريقة البشعة ، وقفت وانا اشعر بدوار حاد و فتحت النافذه لاهرب منها فقد كان دور الطبيب هو الدور الاول ، قفزت و سقطت ع وجهي ، لعنت ساعة معرفتي بكورال و السيد و راهي السندان ، رفعت نفسي بكل مااملك من قوة و ركضت لاذهب لمنزلي ، لم استطع طلب التاكسي لاني ارتدي قطعة قماش بيضاء و سيظن اني هارب من المشفى لذا بقيت امشي تاره و اهرول تارة اخرى ، الى ان وصلت لمنزلي وأخيراً .

اخذت المفتاح من اسفل اصيص ورد الجوري الذي مات من الجفاف ، دخلت و يدي ترجف ، صعدت ع الفور و استحممت بمياه ساخنه و بقيت تحت الماء انظر امامي و صورة الطبيب المحروق لا تفارق ذهني ، أغمضت عيني و استرخيت بحوض الاستحمام .

لا اعلم كم مضي من الوقت و لكني شعرت بيد تمسك بيدي و انفاس قريبه من وجهي فتحت عيني بأنزعاج و لكني فتحتها ع وسعها و شهقت برعب عندما وجدت وجه الطبيب المحروق يصرخ بكل قوته في وجهي ، اغمضت عيني بقوة و اردت ان اغلق اذني و لكنه كان ممسك بيدي بقوة ، رفست الماء بكل قوتي و اخذت اصرخ ، و فجأه اختفى كل شيء ، فتحت عيني و قلبي يكاد يخرج من مكانه من شدة دقاته الخائفه ، مسحت وجهي من ماء الحوض و لكني وجدته احمر كالدم ، خرجت من الحوض و انا ارجف و العن كل ذلك .

ظهر امامي الاشهب بوجهه الشاحب ، اخذت المنشفه و لففتها ع حوضي و نظرت له بغضب و قلت : ماذا ؟، الا يوجد خصوصيه هنا ؟ ، انها دورة المياه كما ترى .

ضحك بسخرية و قال : يا حسرتي اي خصوصيه ان ...

علمت بالذي سينتقده لذا قاطعته قائل : اصمت ، مالذي تريده ؟.

قال و هو يشير ع الحوض : انت تتوهم ي جوزيف ، الماء ليس دم .

بلعت ريقي و نظرت للماء و صرخت بغضب : انتم من يجعلني ارى كل ذلك ، تريدون مني ان افقد عقلي ، سيدك اللعين هو ....

لم استطع اكمال جملتي لاني وجدت رأسي داخل الحوض واني اصارع للبقاء ع قيد الحياه و تنفس بعض الهواء ..

رفع رأسي عندما بدأت ارى الظلام و افقد نبض قلبي و قال : انهُ يراقبك ، احذر.

سعلت بقوه و رفعت نفسي عن الأرض و انا ابصق الماء الذي دخل بوجوفي ، رفعت يدي بغضب و كسرت المرأة .

مر الليل بالقوة ، كوابيس و خيالات و ظلال سوداء تقف ورأي ، استيقظت الساعه التاسعه صباحا ،نظرت حولي وانا عاقد حاجبي ثم استوعبت و أخيرا اين انا ، وقفت امام المرأة و تحسرت ع وجهي المنهك و السواد الذي يقبع تحت عيناي الجميلة و بشرتي التي شحبت و اصبحت مقرفه ، تنهدت بتعب و ذهبت لحجرة الجلوس و وجدت ع الطاولة جريدة اليوم .

رفعتها و وقعت عيناي ع الخبر الاول ..

حادث غريب ..
حريق يشتعل بالامس بمكتب الطبيب النفسي ( مارتن كينغ ) ..
سبب الحريق ماس كهربائي ادى الى وفاة الطبيب و سكرتيرته و مريض واحد كان بغرفة ١٢ ، مجهول الهوية ..
مع الاسف لم تبقى اي ملامح بأي وجه من الوجوه لقد حرقو تماما و تأخرت المطافئ بالقدوم ..

رميت الجريدة و ارجعت رأسي للخلف لعلي استطيع النوم لمدة ساعة متواصله و لكن احدهم جاء و طرق الباب .

فتحت الباب و نظرت للطارق و لكني لم اعرفه .

قال : انا جايكوب سيدي ، المسؤول عن مقهاك .

اومأت برأسي و سمحت له بالدخول .

وقبل ان يجلس قلت له بأن يحضر لنا القهوه السوداء ، اعدها سريعاً و عندما جلس قال : سيدي ، لقد احضرت لك الفواتير و الارباح و كيفية سير العمل ، كل ذلك موضح بتلك الاوراق . و وضعها امامي

قلت بعد ان أرتشفت من القهوه : جايكوب ، اخبرني بأختصار كيف يسير العمل ؟

قال : جيد ي سيدي ، الامور ع مايرام لا تخف ، ولكني بحثت عنك كثيراً لأخبرك بالمستجدات و لم اجدك ، ولحسن حظي كنت اتمشى بالامس بهذا الشارع و نظرت الى نوافذك و رأيت الأنوار مضأة ...

اوقفته عن الحديث و قلت : بما ان المقهى ع مايرام ، لا تأتي هنا مرة اخرى ، الا عندما تحصل كارثة .

اومأ برأسه و ذهب مغلق الباب خلفه .

مسحت وجهي بتعب و حدقت بالساعة افكر بما الذي سأفعله ، هل سأْقتل ام سأُقتل ، كان الخياران يؤديان الى نفس النتيجة ، هلاكي ..

بقيت متردد لمدة ساعة و نصف و لكني و أخيراً اخذت قراري .

ظهر جاد بهيئة شخص يمتلك جسد مصارع و قال : فكر بالخطوات المتاحه امامك ، سأخبرك كل شي الساعه ٩ مسائاً ، كن مستعد . و اختفى

تنهدت بقوة و تمددت لمحاولة النوم الفاشله .

لا اعلم كيف مضى الوقت و لكنهُ مضى سريعاً ، لاني وجدت جاد يقف فوق رأسي .

***






رأيكم يهمني ، تخمينات عن البارت الجاي ..

تناقض مميت ✔ ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن