♤٢♤

293 26 364
                                    

لم يستطع عقلي تحمل ما قاله ريك، لذا بقيتُ أنظر في عيناه كما يفعل هو منتظراً مني أي شيئ لأتنهد متمنية بأن أخرج من هنا بسلام قائلة محاولة بأن لا أنهار بالبكاء: نحن سنتزوج- أنا لا أستطيع هدم العلاقة وكسر قلب آدم ببساطة-- أنا أحبه وهو يحبني ريك- علاقتنا جدية،

ابتسم بسخرية شديدة من كلامي وجلس على الأريكة المقابلة لي؛ قال بأكثر وجه جدّي عرفته في حياتي: آدم ليس لديه قلب- لقد دمرتُ قلبه في صغرنا- هو أمامي طفلٌ صغير يفعل كل ما آمر به ولا يتجرأ على قول "لا" أبداً- هو لم يحبك من قلبه بل لأنه احتاج لأن يدخل في علاقة و"علاقتكم الجدية" التي تكلمتِ عنها منذ قليل سأدمرها ولن تكوني له ما دمتُ حياً- أحلامكِ معه يجب أن تتبخر ويجب أن تنسي آدم نهائياً،

نزلت دموعي التي كانت محبوسة في عيوني منذ مدة وقلت: أنا لا أعلم-- لا أعلم لمَ تفعل هذا- هناك شيئٌ غير واضح أنا لا أفهمه،

إبتسم جانبياً ونهض مقتربٌ مني؛ إنحنى حتى أصبح وجهه مقابلٌ لوجهي وقال: أنتِ أصبحتِ شيئٌ يخصني-- نجمتي،

انفتح الباب بعد انتهاء جملته ودخل آدم وهو ينظر لأوراقٍ بيده ويقول: ريك لقد انتهيت--، صمت عندما رفع رأسه و رأى شقيقه بهذه الوضعية أمامي؛ لم يعد يعلم ماذا سيتكلم وريك لم يغير من وضعيته أبداً حتى قال وهو لا يصدق ما يرى: ماذا يحصل هنا؟،

همستُ بصدمة غير مصدِّقة لما يحصل: آدم؟!، رمش آدم عدة مرات قبل أت يقترب ويضع الأوراق التي بيده على الطاولة ويعود أدراجه حتى وصل إلى الباب؛ إلتفتَ والدموع قد تجمعت في عيناه وقال بصوتٍ مهزوز: تخونينني مع أخي يا إتوال؟ لما تلاعبتِ بمش- بمشاعري؟،

أغمضتُ عيناي بحرقة قلب سامحة لدموعي بالنزول أكثر عندما همس ريك: إن أجبتيه بحرفٍ واحد سأحرقه أمام عينيكِ، نزلت دموع آدم وأكمل قبل أن يخرج: خائنة-- أكرهكِ- خائنتي،

صفع الباب خلفه بقوة لأنهار بالبكاء، أنا لا أصدق ما حصل للتو لقد كان سريعاً؛ رماني ريك بين أحضانه معتقداً بأنه سيخفف عني هامساً في أذني: إنه طفلٌ حقاً- أرأيتِ كيف بكا؟ يا للعار،

بدأتُ بمحاولة الإبتعاد عنه ليحررني أخيراً وينهض ساحباً تلك الأوراق، تمعن بهم قليلاً وبعدها رماهم في القمامة؛ نظرتُ بعدم فهم: لمَ فعلت هذا؟،

جلس على الأريكة المقابلة لي: لأن لدي نسخة منهم- أعطيتُ مهمة إحضارهم لآدم لكي يأتي ويرانا،

غطيتُ وجهي ولم أعد أحتمل كل ما يحصل، لم أفهم حتى لمَ لم يختار فتاة أخرى غيري ويتركني وآدم بسلام، لا أعلم ما الخطأ الذي اقترفته في حياتي ليعاقبني الرب هكذا؛ بلحظة أفقدني رِيك كل شيئ ودمَّر لي كامل مستقبلي وكل أحلامي.

لا أشعر بقدماي حرفياً وجسدي لا يتوقف عن الارتجاف مع دموعي المنهمرة، عقلي لا يتوقف عن التفكير بأنني خسرت آدم للأبد وفوق كل هذا يعتبرني خائنة.

رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن