♤٩♤

212 22 120
                                    

نزلت دمعتها عندما انتهت من الصراخ أمامه ليمسحها لها دون قول شيئ، أخفضت رأسها ليضع يده تحت ذقنها ويرفع لها وجهها لتصبح عيناها مباشرةً أمام عينيه، كانت خائفة جداً من ردة فعله فيبدو أن هذا ما يسموه بالهدوء ما قبل العاصفة،

إبتسمت عيناه وقال: لم قلتِ ما قلتيه إذا كنتِ خائفة من العواقب؟، تركَ ذقنها وقال: على أيِّة حال، تمدّد على السرير بهدوء شديد وقال: أريد النوم الآن وبعدما أستيقظ سنُكمل،

كانت بحالة خوف شديدة من ردة فعله الباردة هذه، قال لها وهو يبتسم متقصداً إخافتها: ألن تنامي؟، هزت رأسها بالنفي: لا-- في الواقع- سأذهب لرؤية هيلين، وصلت عند الباب ليقول بصوتٍ جمّدها وجعلها تتمنى الموت؛ جعلها تفضل الموت على الإلتفات: لم أسمح لكِ بالذهاب،

مدّد يده على السرير لتأتي نحوه فيقول بنفس الصوت: ستنامين كما أفعل، اومأت وهي تتمدد وتضع رأسها على يده لكن هذا لا يعني أنها ستنام فهي بالتأكيد لن تستطيع النوم بين أحضان شخص لا يعرف الرحمة؛ شخص يصعب وصفه جدياً،

لا تعلم كيف يمكنها التعامل معه فعندما لا تفعل شيئ يغضب وعندما تتعمد إغضابه لكي يمحيها عن وجه الكرة الأرضية يأخذ الموضوع بسخرية وبرود شديدين؛ لا أحد يمكنه إنكار ذكائه فهو بسهولة تامة يعرف مالذي يدور في عقل الشخص المتواجد أمامه،

دون أن يدري، هو يشكِّل خطر على جميع المحيطين به؛ ليس لديه مشكلة في القتل البتة وهذا ما يجعل الناس في رعب طوال الوقت،

ريك ذا سيزلر الذي دائما ما يجد حلولاً لمشاكله النفسية والمادية أما العاطفية فليس لديه مشاكل أبداً مع هذا لأن النساء ترتمي تحت قدميه،

بينما كانت إتوال تصطنع النوم بين أحضان ريك كانت هيلين في غرفتها ستجنّ لمعرفة ما يحصل بينهم الآن، كانت تبكي؛ تبكي بهستيريا غيرة وحرقة قلب، كانت تنظر لباب الغرفة بلهفة متأملة من ريك أن يدخل؛ أن يدخل ويضمها لصدره ويستنشقها بقوة كأنه يستنشق أفخم عطر من باريس، بعدها يمسك خديها بهدوء شديد ويقوم بتقبيل جبينها ودعوتها إلى السرير لقضاء ليلة جامحة. لكن لا؛ لم يدخل أحد والباب بقي مُغلق كما هو.

لأول مرة يمرّ نصف ساعة وهم جالسون في الصالة مع بعضهم؛ كانت هيلين متفاجئة جداً أنها جالسة مع ريك الذي هو بكامل الهدوء ولا يتكلم أبداُ فقط يحتسي النبيذ المعتق وبجانبه تجلس إتوال دون إرادتها،

تنهدت هيلين وفتحت عيناها بدهشة فور ما أخذ ريك لإتوال بين أحضانه وقبلها، دفنت إتوال رأسها بصدر ريك غير قادرة على مواجهة هيلين بأعينها ليُمسد بيده على شعرها ويقبل رأسها؛ إنهارت هيلين وقالت بصوتٍ مرتجف: أتتعمّد حقاً فعل هذا بحق!، إبتسم ريك دون أن يُزيح نظره عن إتوال: أجل،

عندها لم تتحمل ووقفت صارخة: توقف عن الإستهزاء بحبي لك فلستُ مصنوعة من الحجر؛ أنا أحبكَ أكثر منها فانظر إلى نظرات الكراهية التي تنبع من عينيها؛ أنا أمتِّعك أكثر منها حتى- أنا أصرخ وأبكي وأتأوه فقط لكي أجعل نشوتك عالية أما هي- فهي لا تفعل شي سوى البكاء بصمت؛ إفهم هذا ريك وكفاكَ كذباً على نفسك- هي تكرهكَ جداً ولن تحبكَ أبداً،

مع صراخها وكلامها النابع من قلبها كانت رؤيتها مشوشة بسبب دموعها الساخنة، لم تلبث أن تنتهي حتى صفعها صفعة أوقعتها أرضا وجعلت من رأسها يصطدم بالطاولة ليبدأ بالنزيف،

كان سيكمل ضربها وتعنيفها؛ كان يتمنى بهذه اللحظة أن يراها ميتة أمامه لا تتنفس لولا أن إتوال وقفت واتجهت نحوه صارخة: ريك توقف أرجو--، دفعها قبل أن تكمل وكانت دفعته قوية كخاصة هيلين حيث أن ظهرها اصطدم بالأريكة،

رفعت هيلين رأسها وهي تحاول فهم ما يحصل وهي تنظر بفزع وخوف لأن هذا بسببها لتشهق عندما رأت الدماء تنزل منها.

تنهدت الطبيبة بأسف شديد وقالت بخوف: سيدي أنا آسفة لكن السيدة كانت حامل بالأسبوع الثالث وقد فقدت الجنين فعلاً، شهقت هيلين وهي بغرفتها عندما سمعت صوت إطلاق النار وازداد بكاؤها، بينما إتوال كانت أيضا تبكي بهستيريا على طفلها الثاني وعلى منظر الطبيبة المرمية على الأرض؛ الميتة فعلاً.

خرج ريك وهو لا يرى أمامه من غضبه الجامح بسبب هيلين ودخل الغرفة لتشهق هيلين بخوف وتتكور على نفسها أكثر، بثواني كان عندها وكانت بالفعل مرمية على الأرض؛ بدأ بركل بطنها بعنف مرات عديدة والدماء قد بدأت بالخروج من فمها، كان يصرخ وكلامه غير مفهوم، شدها من شعرها وبدأ يصفعها ويصفعها ولم يتوقف حتى نظر بعينيها وقال: أنتِ عاهرة لعينة، شدّها نحو الحائط وقام بضرب رأسها به ليس مرة أو مرتان؛ أو حتى خمس أو عشر مرات، بل أكثر بكثير، لم تعد تتحرك وعيناها قد بدأت تُغمض تدريجياً لتنطق آخر كلماتها وتلتقط آخر أنفاسها: لقد أحببتكَ أكثر من أيِّ شيئ، 'لا' صرخ وهو يضرب رأسها أقوى بكثير من السابق لتحلق روحها النقية في السماء ميتة باسم الحب.

____________________________

رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن