فتح باب الحمام عندما لاحظ أنها أطالت الوقت في الداخل فوجدها جالسة جانب صنبور المياه ضامّة لقدميها إلى صدرها ودافنة لرأسها بينهم، شهقات تخرج منها بين الحين والآخر، عقد حاجبيه وقال: من أزعجكِ هكذا؟،
نظرت إليه وصرخت: دعني وشأني، إقترب منها وقال: لكنني أريدُ معرفة من أزعج نجمتي، عادت للبكاء من جديد ولم تجيبه، هي تعلم أنه يريدُ أن يستفزها بكلامه، تعلم جيداً أنه يعرف سبب حزنها وغضبها، هذا الوشم الذي سيرافقها طوال حياتها، الجميع سيراه ومهما حاولت إخفائه لن تستطيع،
جعلها تقف وحملها، قبّل جبينها وقال: هيا يا نجمتي توقفي عن البكاء، وضعها على السرير وقال بينما يفكّ أزرار قميصه: حسناً سأجعلكِ سعيدة لا تقلقي، عقدت حاجبيها وبدأت بالتراجع، همست: لا أنا بخير، إبتسم وهو يرمي القميص على الأرض ويعتليها: صه- دعيني أُنجز مُهمتي.
اِنتفضت بذعر عندما خرج صافعاً للباب خلفه بقوة جاعلاً منه يُصدر صوتاً مُزعجاً، تنهدت براحة ونظرت للمرآة الموضوعة بدل الحائط، وكلُّ ما رأته هو كتابات ريك القذرة، بدأت تبكي بقهر، ما يحصل لم تعد تتحمله، تريدُ الموت له، تريدُ أن تعيش بسلام مع إبنتها كاليستا، تريدُ الإبتعاد عن هذه الفوضى.
جلس على الكرسي وهو يحتسي النبيذ، تنهد مغمضاً لعيناه وأرجع رأسه للخلف، همس: إتوال، فركَ عيناه بتعب وأكمل: تجعليني مجنون ومهووس بكِ،
شرب كأسه دُفعةً واحدة ووضعه جانباً، "ريك" إلتفتَ وفُتحت عيناه بدهشة، همس بصدمة وعدم تصديق: هيلين؟، إبتسمت هيلين واقتربت منه، قالت: لماذا أراكَ مُتفاجئ هكذا؟ ألستَ سعيداً برؤيتي؟،
إبتلع ريقه بصعوبة، كيف لها أن تظهر بهذه الطريقة؟ أليست ميتة؟ هو قتلها! هذا لا يُعقل، مستحيل، قالت هيلين: لا بأس- لا بأس- جئتُ لأطمئنّ عليكَ فقط، قال بصدمة: لكنكِ ميِّتة!، إبتسمت: أجل- صحيح- أنتَ قتلتني والآن- أنا ببساطة- أعود لأراك لأنني اشتقتُ إليك،
نهض وقال بغضب: من سمح لكِ بالدخول؟، بقت إبتسامتها على محياها وقالت بهدوء: لا يستطيع أحدٌ رؤيتي غيرك- لا تقلق، إبتسم بسخرية وقال: أخرجي من هنا حالاً-، قاطعته: أخبرتُ آدم بكلِّ شيئ- الآن- هو يعلم أن إتوال لم تخونه بل مُجبرة على التواجد معك وأنها لم تكرهه يوماً ولم تحبكَ ولا للحظة،
برزت عروق رقبته، أصبح يتعرّق وتجمدت الدماء في عروقه، ضرب بقبضته على الطاولة وصرخ: لا- هي تحبني ولا تستطيع العيش بدوني- أنا زوجها ووالد طفلتها، إبتسمت هيلين بسخرية شديدة وانفتح باب الغرفة، نظر خلفه فوجد ميرابيل والتي قالت بقلق: ماذا هناك ريك؟،
أعاد نظره إلى هيلين فلم يجدها، نظر مجدداً إلى ميرابيل وصرخ: أغربي عن وجهي، لم تتحرك ميرابيل فصرخ بصوتٍ أعلى وهو يضرب الطاولة بقبضته مرةً أخرى: الآن، خرجت ميرابيل بسرعة من الغرفة وأغلقت الباب.
خرج ريك من البار إلى الصالة، قال لميرابيل: أين كاليستا؟، قالت له بخوف من منظره: في الحديقة على ما أعتقد، خرج إلى الحديقة فلم يجدها، دخل القصر من جديد، صعد إلى الطابق الثاني ودخل غرفة كاليستا فوجدها نائمة، عقد حاجبيه ياستغراب، نائمة في هذا الوقت من النهار؟
إقترب منها فوجد مادة بيضاء لزجة حول فمها، تجمد بمكانه للحظات، إختفت أنفاسه ومدّ يده حتى عنق كاليستا يتفحّص أنفاسها، لكن أين أنفاسها؟ بدأ يتنفس بصعوبة بالغة، ما الذي يحصل مع ابنته هنا؟ لماذا لا تتنفس؟ من فعل هذا بها؟
جُنّ جنونه، صرخ بهستيريا: لا- هذا لن يحصل- لن تموت-، صرخ بصوتٍ هزّ قوقعة القصر: كاليستا!.
____________________________
أنت تقرأ
رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-
Teen Fictionهو؛ هو ليس أي شخص، من المستحيل أن نجد في قاموسه الرحمة؛ الشفقة؛ الحب؛ التعاطف؛ هو بعكس شقيقه تماماً، هو المتمرد؛ الحاكم؛ القاتل؛ المتملك؛ ذو القلب الميت؛ هو الذي سرق من شقيقه لعبة في الصغر ليسرق منه حب حياته في الكبر، مشاعره محبوسة في قارورة رماها أ...