نظرتُ لهيلين التي هي خلفي والتي هي في صدمة مثلي؛ هززتُ رأسي بعنف: لا- هو لم يمُت، أعدتُ نظري لآدم الذي لا يحرّك ساكناً وبدأتُ أهزّه بعنف.
صرخَت وهي تبكي بهستيريا: آدم لا أرجوك أفتح عينيك- لا تتركني وحدي يا حبيبي أتوسّل إليك، اقتربت منها هيلين وأبعدتها عنه بصعوبة ليدخلوا رجال رِيك ويأخذوه بعيداً،
تكوّرت إتوال حول نفسها واضعة يدها على وجهها مع تعالي شهقات بكاؤها وهيلين جانبها حيث قالت مواسية لها: إتوال كفى بكاءاً أرجوكِ، تقدّم رِيك منهما لتسمع خطواته إتوال وتدفع هيلين بقوة وتقف أمام رِيك قائلة بصراخ وهي تقطع تلك السلسلة لتتبعثر ألماساتها على الأرض في كل مكان: لا أريدُ مالِك ولا أريدُ حبك ولا كرهكَ لي أنا لا أريدُ شيئاً منك أنا لا أريدُ رؤيتكَ حتّى، صرخت بصوتٍ أعلى وهي تدفعه لكنه لم يتحرك من مكانه: أنا أكرهك- أكرهك- أكرهك،
ردّة فعله جعلت هيلين تشهق بقوة غير مصدّقة لما فعله رِيك؛ حيث قام بصفع إتوال حتى أطرحها أرضاً وخرج دون قول شيئ ليقفل أحد رجاله الباب. أحتضنتها هيلين ولم تستطع إلا والبكاء معها وبعد مدة خمس دقائق فصلت هيلين العناق وقالت لها: تعالي معي عزيزتي هيّا، وقفت إتوال ذاهبة معها وكأنها جسد بلا روح؛ بلا قلب ولا عقل، أجلستها على أريكةٍ ما وذهبت لإحضار لها كأس ماء من المطبخ،
اعطتها إياه بعدما أتت وقالت: ألهذه الدرجة تحبيه؟، نظرت لها إتوال ودموعها لا تجفّ أبداً: لقد كان لي كلّ شيئ ولقد خسرته في ثواني فقط، مسحت هيلين دموعها قائلة: أتمنى لو كان رِيك يحبني بقدر ما يحبّك وليس بقدر ما يحبّك بل القليل فقط.
بينما هيلين كانت تقول هذه الجملة التي زرعت حزن كبير جداً بقلب إتوال ما عدا تلك الهموم التي تأتيها من كل مكان كان رِيك في سيّارته يقود إلى مكانٍ يجهله والذي دار في عقله كان: أتمنى لو تحبّني بقدر ما تحب آدم وليس بقدر ما تحبه بل القليل فقط،
مسحت إتوال دموعها وقالت لها: لو لم يكن يحبكِ لما ترككِ هنا حتى الآن، ابتسمت هيلين بسخرية وقالت: لا- لقد قال لي في أحد المرات أنه يمكنني الذهاب متى ما شئت لكنني لا أريد، بادلتها إتوال الإبتسامة الساخرة وقالت: لو كنتُ مكانكِ وقال لي هذه الجملة لما بقيتُ هنا ثانية أخرى، قهقهت هيلين بقهر وقالت: لو كنتُ مكانكِ لما ترددتُ في حبه ولو للحظة،
عادت هيلين للبكاء لتقول لها إتوال: أتحبيه؟، شهقت هيلين على أثر بكاءها وقالت: بل أعشقه لكنني أحببتُ من ليس لي وليس أنا فقط من فعلت بل نحن الأربعة، عقدت إتوال حاجبيها: نحن الأربعة؟!،
اومأت هيلين وقالت بينما إتوال تمسح لها دموعها: آدم يحبكِ لكنكِ لستِ له؛ أنتِ تحبيه لكنه ليس لكِ؛ أنا أحب رِيك لكنه ليس لي؛ ورِيك يحبكِ لكنكِ لستِ له، ضحكت إتوال بقهر وتحولت ضحكتها إلى بكاء لتعانقها هيلين وتقول: أتعدينني بأنكِ ستكونين لي أختي الكبيرة؟، اومأت إتوال وهي تشد من العناق: أجل- أعدكِ.
أنت تقرأ
رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-
أدب المراهقينهو؛ هو ليس أي شخص، من المستحيل أن نجد في قاموسه الرحمة؛ الشفقة؛ الحب؛ التعاطف؛ هو بعكس شقيقه تماماً، هو المتمرد؛ الحاكم؛ القاتل؛ المتملك؛ ذو القلب الميت؛ هو الذي سرق من شقيقه لعبة في الصغر ليسرق منه حب حياته في الكبر، مشاعره محبوسة في قارورة رماها أ...