♤١١♤

193 18 206
                                    

جلست إتوال على السرير وهي تتنفس بصعوبة، منظر التمثال لم يكن يغيب عن عقلها للحظة، اخفضت رأسها عندما دخل ريك الغرفة وطالعته بطرف عينها حيث كان ينظر إلى تمثالها المتناثر تحت قدميه، إبتسم وهو يقترب منها وقال: أتعلمين أنه حتى وأنت تحاولين إثارة غضبي تفشلين وتجعلينني أقع بحبكِ أكثر؟، لم تجيب ليبقى واقفاً والصمت سيّد المكان حتى ضيّق عينيه وقال: هل أنتِ حزينة؟،

نظرت له غير مصدقة لما قال، أحقاً هو جاد؟ أرادت الضحك كما لو لم تضحك من قبل، رفع حاجبيه عندما ملأ صوت ضحكتها الهستيري الجناح؛ كم اشتهت أن تضحك هكذا منذ زمن لكن ليس معه؛ كادت أن ترتمي على السرير من قوة الضحك وكم جعلته يغوص بها أكثر، كل ما يراه هو ملاك يضحك بعفوية، قالت بين ضحكاتها: أتظن أن هذا السؤال منطقي!، صمت قليلا ثم أجاب كالصاعقة: عزيزتي كنت أسأل لكي أعرف إن كنتِ لستِ حزينة فسأجعلكِ في الحال،

تجمدت ملامح وجهها على الفور ولم تعد تعلم ماذا ستقول فلسانها ارتبط؛ اقترب منها ومع كل خطوة كان قلبه ينفطر بجمال وجهها المتعب وبشرتها الجافة، لم يكن يهتم أبداً بعدم شكلها الجيد كل ما كان يهمه هو ما هي عليه،

مد لها يده وجعلها تنهض فقال: هيا سآخذكِ إلي منزلكِ، ارتجف جسدها عند انتهاءه من جملته التي كانت كالصاعقة عليها،

عندما وصلوا إلى ذاك المنزل الموحش الذي هو في نفس القصر الخاص برِيك بدأت تتذكر كل ألم عاشته في هذا المكان، كل صرخة ودمعة؛ كل إهانة؛ كل عنفه وضربه لها هنا في هذا المكان فقط؛ الذي لم يدخله أحد غيرهم، أمسكت بفستانها الأسود بقبضة يدها وهم يقفون أمام الباب، طال إنتظاره فسحبها من خصرها نحوه وقال بصوتٍ غليظ: هيا إتوال واللعنة إفتحي الباب، وضعت يدها على مكان جانب الباب ليُفتح،

أجل الوغد قد وضع يدها كبصمة على الباب، شعرت بأن قلبها ينكسر عندما انفتح الباب وبدأوا المشي نحو الداخل، المكان مرعب وهذه الكلمة قليلة في حقه؛ حيث كل أنواع الآدات الحادة أو آدات التعذيب باختصار معلقة على كل حائط، الهياكل العظمية الحقيقية ورؤوس محنطة لأشخاص حقيقيون أيضا، لا تعلم كيف تبقى صامدة أمام هذه المناظر،

قال بهدوء شديد: اجلسي إتوال، جلس على كرسي لتأخذ هي كرسي آخر وتجلس أمامه فيأخذ سوط أسود منقش بالحديد ويقول: جسدكِ اشتاق لسوطي، عضت وجنتها من الداخل بخوف فهو لا يأتي بها إلى هنا إلا إذا كان سيعاقبها لكن؛ ماذا ارتكبت بحقه كي يعاقبها؟ إرتجف جسدها عندما وقف خلفها وقام بوضع شريطة سوداء على عينيها وتقييد يداها إلى خلف ظهرها، كل ما يدور في عقلها هو 'ماذا يحصل هنا وماذا سيفعل بها هذا المجنون هذه المرة؟'، بدأ بتحسس عنقها وبعدها شعرت به يبتعد؛ ثواني وقد بدأت بسماع صوت شيئ حديدي يجره على الأرض، جلس على الكرسي مرة أخرى وقام بأخذ قدميها ووضعهم على فخديه ليضربها بذاك الشي الحديدي لتصرخ فيقول: تعلمين أنني لا أحب الصراخ إتوال، ضربها مرة ثانية وقال: لماذا كذبتي عليّ يا حلوتي؟، قضمت شفتها من الداخل وهي تعيش حالة رعب وألم شديد الآن ليكمل: بشأن الدمية هل تذكرتي الآن؟، لعنت نفسها تحت أنفاسها على غباءها وشعرت أنها ستنفجر بالبكاء حتماً وهو يتحسس مكان الجروح الذي سببهم هذا الشيئ الذي بين يداه، نطقت أخيراً: ستحترق في الجحيم يوماً ريك؛ أنتَ مجنون ومريض نفسياً،

إبتسم لاعقاً شفتاه قائل بنبرة استمتاع: النساء خلقن للتعذيب ولإمتاع الرجل- أكبر مثال على كلامي الآن هو أنتِ- أنتِ إتوال- إذا كان كلامي خطأ إذا لماذا حملتِ بطفل لي للمرة الثالثة؟ لماذا أنجبتيه من الأساس؟ والجواب هو لأنكِ تستمتعين بما أفعل-- حلوتي، صرخت بقهر ودموعها تنزل على طفلتها، أجل كاليستا طفلتها وكم تتألم كلما تراها بين أحضان ميرابيل زوجة ريك؛ الجميع والطفلة يعلمون أنها ابنة ميرابيل ما عدا إتوال؛ ريك وزوجته، كم كان مؤلم بالنسبة لإتوال أن ترى ابنتها كل يوم في أحضان امرأة غيرها تناديها ب'أمي' والوغد ريك هددها أنه إذا أخبرتها بالحقيقة سيقتل كاليستا؛ إبنته الطفلة البريئة التي لا ذنب لها بشيئ،

كانت تبكي بصمت وتوقفت عندما شعرت به يتحسس جروح قدميها وينخفض مقبلاً أياهم برقة؛ مقبلاً أصابع قدميها فرداً فرداً، ما كانت تفكر به في هذه اللحظات 'أهي مخطئة أنها مستسلمة للوضع؟'، أزال لها الشريطة عن عينيها وقام بفك يديها وضمها لصدره بقوة حتى شعرت بأن عظامها ستخرج من مكانها،

كان يقبّلها بجنون ساحقاً شفتيها بين أسنانه؛ لم يعد يقوى على التغلب على إدمانه بها؛ كانت أنفاسها ترفرف بسرعة بين ثنايا قلبه الشغوف بها؛ لوعة قلبه بها غلبت الكون وحطمت المنطق؛ فصل قبلته وهو يستنشق أنفاسها بجنون وكأنها الهواء الذي يحتاجه،

دخل بها الجناح ليقف قليلاً فنظرت إليه بتركيز لأنها علمت بأنه يفكر بشيئٍ ما، خرج من الجناح و-- هل سيخرج بها هكذا؟ وقح، خرج بها إلى حديقة القصر لتبتسم بفرح وهي ترى إبنتها تحاول تركيب لعبة اللغز وبجوارها كلبها الصغير، تقدم ريك واضعاً إتوال جانب إبنتها ورحل دون أن يقول شيئ، إبتسمت كاليستا وهي تتحرك بخفة مقبلة وجنتي إتوال ويدها الصغيرة تعبث بعنقها؛ قامت إتوال بمعانقة صغيرتها برقة؛ لم تستطع كبح دموعها عندما قالت كاليستا: اشتقتُ لكِ خالتي، قبلت إتوال وجنتها البيضاء المنتفخة وقالت: وأنا أيضاً اشتقتُ لكِ صغيرتي،

جلست كاليستا على ركبتيها وعادت للّعب بينما طالعتها إتوال بعيون لامعة، كانت كاليستا نسخة منها؛ ألا أنها أخذت الكثير من والدها كجرأته وصراحته المبالغ بها، إحتضنت إتوال جسد طفلتها الصغير وأخذت تداعب قدميها وكاليستا تضحك بسعادة، تمتمت كاليستا بتساؤل طفولي وهي تقضم من حلوتها: أين أمي العاهرة؟،

'ماذا!' هذا كلّ ما خرج من فم إتوال رداً على ابنتها الصغيرة، ضيقت كاليستا عيناها قبل أن تتمتم بحزن: لقد وعدتني لتأتي كي تلعب معي لكن لا أعلم أين هي الآن!، تساءلت إتوال باندهاش: من علّمكِ قول هذا جميلتي؟ ألا تعلمين أنه لا يصح!، ردت كاليستا ببراءة: أبي ينادي أمي بالعاهرة عندما يدللها!،

عضت إتوال على شفتها عندما لمست كاليستا جروح قدميها وقالت: هذه الوشوم جميلة حتى أن أبي صنع لي واحدا أنظري، راقبت إتوال ابنتها بصدمة وهي ترفع الفستان حتى صدرها لتكشف عن وشم لصليب مقلوب.

____________________________

رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن