♤٤♤

243 25 351
                                    

لم ينظر إلي بل أدار محرّك السيارة وبدأ القيادة؛ شعورٌ داخلي يخبرني بأنّ هناك شيئاً سيئاً سيحصل لي وحدسي لا يخطئ أبداً؛ تُرى ماذا سيفعل بي هذا المُجرم؟ اذا قتلَ والديه يمكنه قتلي انا أيضاً،

لا لا لا مستحيل هو لن يفعل وهو بطبعه لا يتحدث كثيراً لذا فإنّ هذا شيئٌ طبيعي وهو لا أظنّه غاضب، لمَ حتى سيغضب منّي؟ لحظة، هل اذا أخلفتُ بوعدي له سيقتلني؟ إلهي لا! أين يأخذني هذا؟ لمَ نحن في الغابة؟ هذا بدأ يخيفني..

أوقف السيارة أمام منزل صغير جميل، نزل لكنني لم أتحرّك من مكاني-- أعني- مستحيل، أنا لن أعيش هنا بين الحيوانات المُفترسة والظلام المُخيف،

فتح لي باب السيارة لأنزل منها دون قول شيئ ليمسك هو بيدي ويتقدّم من المنزل، فتح الباب؛ دخلنا وأغلقه بالمفتاح، بلعتُ ما في حلقي بخوفٍ شديد فصمته مرعب؛

ترك يدي وذهب إلى المطبخ، عاد ومعه كأس نبيذ وقال بعدما جلس على إحدى الأرائك: ماذا دار بينكم؟،

مُضحك! هل أُخبره بأننا تكلّمنا عنه وقمنا بصنع بعض القُبل؟ فتحت فمي لأتكلّم لكني لم أجد ما أقوله لينهض ويقترب مني، دار حولي ووقف خلفي؛ أزاح شعري عن عنقي وقال: علامات جديدة؛ ماذا بعد؟.

هذا بالتأكيد يعتقد بأنني مارستُ الحب وآدم، جمعتُ كل القوة والشجاعة التي داخلي وأجبته: لم يحصل شيئٌ بيننا رِيك ولا تحاول أن تشكّك بأخلاقي أبداً،

سمعتُ تنهيدته الساخرة خلفي؛ شهقتُ بخفة عندما وضع يديه على أكتافي بقوة وقال: اصمتِ ولا تصطنعي القوة أيتها النجمة، بدأت أنفاسي بالتسارع فهو قاصداً لإخافتي وقد نجح في ذلك حقاً،

دار حولي من جديد ووقف أمامي؛ قام بلمس خدّي بسبّابته وقال: يجب أن تنالي عقابكِ وليس أي عقاب- لا أبداً، صرختُ بذعرٍ شديد عندما قام بسحبي من يدي لمكانٍ أجهله: رِيك لا توقف- إلى أين تأخذني رِيك؟ توقّف أنتَ تؤلمني أرجوك.

"آه" تأوهت وتلتها صرخة من الألم الذي اجتاح جسدي من قوة الدفعة التي حصلتُ عليها من رِيك على الأرض، نظرتُ حولي وكل ما رأيته هو أرض فارغة باردة؛ يوجد سرير صغير ومرآة متّسخة على الحائط،

نظرتُ له ونظراتي تملؤها نظرات التساؤل والحيرة عن سبب تواجدي هنا ليقول أخيراً: استمتعي هنا وحدكِ في هذه الغابة الكبيرة، فتحت فمي وعيناي بصدمة محاولة استيعاب ما قاله؛ عندما كان سيُغلق الباب صرخت: لا رِيك لا- أرجوك لا تفعل هذا أرجوك لا تتركني هنا وحدي أرجوك،

فتح الباب من جديد وقال: يوجد ما يمكنك الإضاءة به في العتمة، أغلق الباب لأنهض بسرعة وأحاول فتحه مع الضرب عليه والصراخ من الذُّعر الذي أنا فيه، سمعتُ إدارة المفتاح فيه وعلمتُ بأنه قد أقفله غير آبهاً بصراخي.

بينما كان رِيك يحتسي نبيذه باستمتاع على أريكته العريضة وهي أمامه على الشاشة الكبيرة حيث يراقبها بواسطة كاميرا، كانت إتوال تُسند بظهرها على باب القبو وتبكي بحسرة على حظها وحظ المسكين آدم أمام هذا المتمرد وحقّها قد ضاع؛ بصعوبة نهضت وجلست على السرير الأبيض المهترئ.

رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن