♤٨♤

228 25 303
                                    

خرج من غرفة الحمام والكامينو الأسود يغطي جسده، نظر ببرود شديد يُفقد الأعصاب إلى هيلين المتكورة حول نفسها على السرير وتبكي دون توقف؛ التقط هاتفه وجلس بأريحية يتصفحه، لم يبقى خمس دقائق عليه لينهض ويخرج من الغرفة، أخذ أداة حادة ونزل إلى القبو، نظر إلى إتوال التي في حالة يرثى لها ووقف أمامها،

قام بتمريرها على عنقها ليدب الرعب في قلبها؛ مررها على صدرها لتهمس بصوت بالكاد يُسمع: آدم--، إختفت جميع تعابير وجهه وقام بغرس السكين بصدرها حتى خرج الدماء منه وصرخات ألمها قد بدأت بالتعالي ليصفعها بكل ما أوتي من قوة ويقوم بقطع الحبل لترتمي على الأرض وتغمض عيناها تدريجيا...

'رباه-- إتوال!' صرخت هيلين عندما رأت إتوال محاطة بالدماء ولا تُحرك ساكناً وركضت نحوها، حاولت إيقاظها لكنها لم تستجيب لها لتركض خارج القبو وتنادي الخادمة: تعالي بسرعة وساعديني بحملها،
'لا' أجابت الخادمة بخوف وأكملت: لديَّ الأوامر بالتنظيف فقط، قالت هيلين بغضب وهي تشدها من شعرها: قلت لك تعالي وساعديني أيتها السافلة، اومأت الخادمة بخوف وقالت: حاضر سيدتي حاضر..
وضعوها على السرير وذهبت الخادمة لإكمال عملها فبدأت هيلين بتضميد جرحها الذي ترك أثرا عميقا على جسدها...

حل الظلام، إتوال لم تستفيق من غيبوبتها وريك لم يعد بعد، نامت هيلين جانب إتوال ولأول مرة لم تفتقده، إذا سألتها الآن هل فكرتِ به؟ هي لن تنكر بل ستجيب: بلى- تُرى أين هو نائم الآن وعند من؟، لكنها سئمت من أفعاله التي لا ترحم.

يجلس ريك ورائحة عطره تملؤ المكان، قدماه على الطاولة بهيبة و بين أحضانه امرأة شابة متزوجة تجلس بغرور ودلال بينما هو يلعب بخصلات شعرها بيد وبالأخرى يدخن سيجارته العريضة،

نظرت له حيث كان وجهها قريبٌ جداً من وجهه: تبدو غاضب- غاضب جداً- وكم يليقُ هذا بك!، نظر لها بطرف عينه ونفث الدخان في وجهها دون أن يجيبها لتقول من جديد بعدما استنشقته: يبدو أنك تحتاج إلى بعض المخدرات، نهضت بتمايل جسدها لتلفت نظره على الفور، أخرجت البعض من البودرة البيضاء وعادت إلى أحضانه؛ وضعت القليل على عنقها ليبدأ هو عمله.

"يا إلهي أرجوكِ لا تفعلي هذا بي!" صرخت هيلين بهستيريا وهي تحاول إيقاظ إتوال، حركت إتوال رأسها بانزعاج وهي تأن بألمٍ شديد لتظهر إبتسامة أمل على محيا هيلين وتقول: افتحي عينيكِ يا عزيزتي أتوسل إليكِ، فتحت إتوال عيناها ببطئٍ شديد وهمست: ماء-- أريدُ الماء،

"يا إلهي" همست هيلين وهي تسكب الماء لها وتعطيها إياه، شربته إتوال وقامت بوضع الكأس جانبا لتقول هيلين: ماذا فعلتِ له؟ ماذا قلتِ له؟ لم فعل بكِ كلُّ هذا؟، أغمضت إتوال عينيها بتعب لتُكمل هيلين: يا إلهي آسفة إتوال-- آسفة جداً يا عزيزتي،

عدلت إتوال من جلستها وقالت وبعدها دخلت في نوبة من البكاء: أنا خائفة، عانقتها هيلين مباشرةً وهي تبكي مثلها: لا يا حبيبتي إرتاحي أرجوكِ لا تبكي!، أغمضت إتوال عينيها بتعبٍ شديد عندما فصلت هيلين العناق وقالت: أريد أن أنام من جديد، اومأت هيلين وقالت مجيبة: أجل بالتأكيد، خرجت هيلين من الغرفة وقامت إتوال بإغماض عينيها بارتياح...

رِيـك ذآ سيـزلِـر -N̶o̶ ̶s̶e̶n̶s̶e̶-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن