السادس

149K 3.8K 189
                                    


جذبت يدها من يده وقالت بجفاء : ومين قال ان موتك هيريحني..... انا مش مجرمه زيك
ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه بينما يتطلع الي شراستها التي عادت من جديد
ليشاكسها باستفزاز : وبعدين في طوله لسانك
احتقن وجهها لتهدر به بحدة : واخرتها.
نظر الي ملامح وجهها التي اكتست بحمرة الغضب : آخره اية؟
: آخرة اللي احنا فيه
نظر اليها مطولا بحيرة قبل ان ينطق ; مالوش اخر
صاحت به بغضب وحقد : لا.....له آخر
انت انتقمت مني
قال ببساطة استفزتها : وانتي اخدتي حقك كدة خالصين
زمت شفتيها وانتفخت وجنتيها الجميلة بالغضب وهي تصيح بقهر : مش خالصين وعمرنا ماهنكون خالصين ابدا....
دفعته بيدها الصغيرة في صدره ليقطب جبينه بوجع حينما لمست جرحة وهي تلكم صدره ولكنه تركها لتنفث عن المها وغضبها منه بينما سيرين لم تهتم انها تؤلم جرحة حينما استفزها وهو يصيغ الأمر بتلك البساطة
لترشقه بلهيب نظراتها الغاضبه وهي تكمل ; انت اتعالجت وبقيت زي القرد... انا بقي اية.... انا اييييه
وخزة ضميره من القهر الذي يملأ صوتها لينظر اليها ويقول بنبره هادئة ظن انها ستهدئها : انتي بقيتي مراتي
احترق قلبها وكيانها مما ينطق به هذا الحقير بتلك البساطة لتهتف به بحدة : بتحلم...!!
.. عمري ماهبقي مرات واحد زيك ابدا
رفع حاجبه بغيظ ولكنه تابع بهدوء لم يعهده بنفسه : قلتلك بقيتي مش لسة هتبقي...... توهجت وجنتها بالاحمرار من الغضب الذي دفعه ليرفع يداه يتلمس وجنتها بظهر يده الخشنه بينما يكمل لاستفزازها اكثر ; وقبل مادماغك تروح بعيد... مش هموت يعني وتكوني مراتي..... بس ده بقي أمر واقع واللي حصل حصل خلاص... وانا متعودتش متحملش نتيجة حاجة انا عملتها
دفعت يداه بقوة بعيدا عن وجهها جعلته يتساءل كيف لتلك التي الصغيره التي لايصل طولها الي صدره ان تمتلك تلك القوة : لا متشكرة لشهامتك وفرها لنفسك وسيبني...... رفعت اصبعها امام وجهه بتحذير وتابعت : يكون في علمك انت غصب عنك هتسيبني.....انا الموت أهون ليا اني ابص في وشك حتى مش اني اكون مراتك .... انا باقيه بس لغاية ماتخف عشان محسش بالذنب ..... بعدها همشي ومفيش قوة في الأرض هتمنعني....... والا المرة اللي جاية هقتلك فعلا.. !
رفع حاجبه ولايدري لماذا لا يثور عليها... ؟ولماذا هو مستمتع لتلك الدرجة بغضبها :بتهدديني.... ؟!
هتفت به بقوة ; انا بحذرك
قال بهدوء بينما تتلكأ عيناه علي شفتيها التي احتقنت بالدماء وجعلتها تشبه حبه الكريز المغريه ; انا اللي عاوز أحذرك من طوله لسانك...... بلاش تستفزيني
ارتجفت نظراتها من وعيده ليجلب لها الذكريات المريرة لتقول بوجع ألم قلبه ; هتعمل اية اكتر من اللي عملته
شعر بوخز ضميرة فقال بلين وعيناه تنظر لعيونها : مش هعمل حاجة
نظرت اليه بجبين مقطب ليرددها مجددا وقد اوجعه رؤيتها بتلك اللحظة فتاه صغيرة انكسرت علي يده بتلك الطريقه تهدد بهذا الوجع وهي مجروحة فرفع يداه مجددا الي وجنتها الناعمه يمررها فوقها وهو يقول : مش هعمل حاجة تأذيكي تاني
اهتاجت بالرغم من لطف نبرته التي لم تعهدها به ودفعت يداه بحدة : متقدرش تأذيني تاني ياحيوان
سحب نفس عميق لايعرف كيف يكتم غضبه وبنفس الوقت يكتم رغبته بالضحك منها فهي مزيج ملتهب يجذبه اليه كالفراشه المنجذبه للنيران ولاتبالي ان كانت ستحرقها او لا...... باندفاع سري بعروقه ورغبه في اقترابها وقد أصبح هذا هو حاله امامها وجد نفسه يجذبها اليه بالرغم من ألم جرحة الشديد حينما تحرك ليهتف باستفزاز وهو يقرب شفتاه من شعرها الثائر حول وجهها : قلتلك مش هعمل حاجة......بس لو هتفضلي تستفزيني.... معنديش مانع اعمل
دفعته بعيدا عنها ليضحك عاليا وهو يضع احدي يداه علي صدره يتألم من وسط ضحكته بينما بيده الاخري ماتزال قابضه عليها يقربها اليه مجددا ليغمغم بوجع من لكمها لصدره المجروح ; ااه...
نظرت له هاتفه بشماته وهي تحاول تخليص نفسها من يده التي تمسك بها : احسن
ضحك مجددا ليقول بينما يداه مستمرة بالامساك بها : انا عرفت دلوقتي انا هعمل ايه في طولة لسانك
.نظرت اليه ليتابع بخبث ... الضرب والتهزيق مش بتجيب نتيجة معاكي..
غمز لها بمكر وعيناه لاتفارق النظر لشفتيها : بس قله الادب بتخليكي تقلبي قطة وديعه
هتفت به بغيظ : انت حيوان
; وانتي حلوة
حاولت أبعاد يداه عنها وهي تهتف : ابعد ومتقربيلش
قرب وجهه من وجهها لترتبك أنفاسها بقوة اثارته ولا يعرف ماذا فعلت به تلك الفتاه فالبرغم من كل مامر عليهم الا انها يريدها
نظر اليها وتابع بمغزي : يبقي تلمي لسانك بدل ما الشيطان يلعب في دماغي واسكتك بطريقتي
...... خفف من قبضته حولها يريدها ان تغادر من امامه والا لن يضمن ماسيفعله لتركض سريعا خارج الغرفة صافقة الباب بعنف تهتف
.. حيوان
ضحك عاليا وهو يقول : سامعك
بعد خروجها أراح ظهره للخلف متألم ليضع يداه علي جرحة ويشرد بعيدا يتساءل لماذا هو مرحب بالالم علي يد تلك الفتاه لهذه الدرجة.... ان كان المه يشفي غليلها فهو راضي فألم جسده اهون كثيرا من ألم ضميرة الذي كان يمزقه اربا
..........
.... بقلم رونا فؤاد
وضعت يدها فوق صدرها تهديء من ضرباته العاليه وتدفع بخصلات شعرها للخلف بعصبيه.... لماذا يتحول معها بتلك الطريقه.. ؟
ذلك الحقير ايتجرأ علي صياغه الأمر بتلك البساطة لتتهكم... خالصين..!
مش خالصين ابدا ياحيوان...
.............
...
...........
بعد ان انهت استحمامها وقفت امام المرأه وجمعت خصلات شعرها للاعلي لتقع عيناها علي اثاره فوق عنقها والتي ماتزال لم تختفي بعد لتزم شفتيها بغيظ فهذا الحقير حتي وان لم يكن امامها فهو مصمم علي إحراق اعصابها... فكت خصلات شعرها لتخفي تلك الآثار عن عنقها وارتدت ذلك الفستان من الجينز الذي كان ضمن الملابس التي اشتراها لها ولكنها لم تستطيع تمزيقه وجيد انها فعلت فليس لديها شئ لترتديه.... تعالي رنين جرس الباب فخرجت من غرفتها وتوجهت الي الباب لتجده زين.... تركته لدي الباب بعد ان فتحته وعادت لغرفتها ليدخل زين وهو يتبرطم بغيظ من تلك الفتاه...
: حمزة... صباح الخير
: صباح النور
: عامل اية دلوقتي
هز راسه ; احسن كتير
: تمام.... انا جبت الورق اللي طلبته وطارق هيعدي علينا كمان شوية
قطب حمزة جبينه : لية بس يازين... شايفني مسحتمل سخافه طارق دلوقتي
قال زين بهدوء : معلش بقي ياحمزة.... اهو كلها ساعه يقولنا بس تطورات الشغل في المصنع ويمشي علي طول
اومأ له ليقول حمزة وهو يشير لزين : خد يازين وحياتك فلوس من الدرج ده وانزل اشتري شوية حاجات للبيت ..
اومأ له زين : حاضر... عاوز حاجات معينه
هز كتفه : اهو هات كل حاجة ....
اومأ له زين ليغادر بينما امسك حمزة بهذا الملف الكبير لتقع عيناه علي اول ورقه والتي تحمل مطالبه الضرائب بهذا المبلغ الضخم ليشتعل راسه بالغضب فحتي أموال الضرائب خدعه هشام ولم يسددها..... القي الملف بجواره بغضب وامسك بهاتفه ثم
طلب هذا الرقم ليجيب عليه بعد لحظات فيقول حمزة بنفاذ صبر ; ها عملت ايه؟
قال عزيز ذلك المحاسب الذي كلفه بمحاوله تعقب الحسابات التي تحولت اليها امواله: والله ماعارفة اقولك ليه ياحمزة بيه
زفر حمزة بغضب : قوول ياعزيز ؟
: للأسف معرفتش اوصل لحاجة..... أرقام الحسابات اللي اتحولت ليها الفلوس كلها اتقفلت بعد مااتسحبت منها الفلوس بيوم
زفر حمزة باحتراق ليقول عزيز : بس متقلقش اكيد في حل تاني...
فرك حمزة راسه بغضب : حل اية ياعزيز.....
: انا بحاول اتابع تحويل الفلوس واللي لغاية دلوقتي حولتها من أربع بنوك في بلاد مختلفه بس اديني وقت اكتر وان شاء الله اوصل لحاجة
هز حمزة راسه بقله حيله ليقول : ومطالبه الضرايب
: للأسف حاليا لازم نسدد بعدها نطعن بالورق المزور اللي هشام عرضه عليك.. الورق ده معاك
هتف حمزة بغضب اهوج : لا الكلب ده خفي كل الأوراق
: طيب اهدي بس ياحمزة بيه وانا هحاول اوصل لحل
أغلق حمزة الهاتف والقاه وكل انش بداخله يحترق
اه ياولاد الكلب بتتهنوا بفلوسي وانا بتدمر هنا ..... اااه لو تقعي في أيدي ... وانت ياهشام الكلب مش هرحمك هخليك تتمني الموت
ليتذكر ذلك اليوم الذي اتي به اليه بالمشفى وهو يحمل تلك الوثائق لتسديد أموال الضرائب وانخدع حمزة ووقع الشيك لسيدرا لتسدد بالتوكيل بدلا عنه ليتفاجيء ان هذا من ضمن خداعهم له....
فرك حمزة راسه بقوة بينما الصداع يفتك به وهو يلقي بتلك الأوراق من جواره بغضب.....
انتفضت سيرين من مكانها حينما تعالي صوته الجهوري ينادي عليها... سيريييييين
لأول مرة ينادي عليها وتسمع اسمها منه
اعاده مرة اخري... سيرييين
لتقوم بلاوعي وتسرع الي غرفته كان وجهه احمر محتقن بالغضب عكس ماكان في الصباح....
قالت بتوتر وهي تنظر لقسمات وجهه المحتقن بالغضب : في أية
قال بغضب : اعمليلي قهوة
نظرت اليه لحظة والي نبرته المتأمرة تنتوي الرد عليه ليزفر بغضب ويصيح بها ولم يجد امامه سواها ككل مرة للتنفيث عن غضبه ; هتفضلي واقفة تبصيلي كتير.... بقولك هاتيلي قهوة....
فضلت الصمت تلك المرة وهي تنظر الي الأوراق الملقاه علي الارض والي غضبه الشديد فخرجت تزفر بغضب فهو كما هو مازال نفس الحقير.... ينتقم منها دون أن يكون لها أي ذنب..... ماان دخلت الي المطبخ حتي
تعالي رنين جرس الباب لتسرع سيرين لتفتح
نظرت الي هذا الشاب الذي نظر مليا اليها قبل ان يقول : مش دي شقه حمزة السيوفي
اومأت له ليقول : انا طارق الشاذلي صاحبه
هزت راسها دون قول شئ ليتقدم خطوة الذي الداخل اشارت له سيرين بعدها الي الممر حيث غرفه حمزة لتدخل الي المطبخ وتعد له القهوة....
دخل طارق بابتسامه : حمزة الف سلامه عليك
قال حمزة باقتضاب بعد ان شعر بالضيق من نفسه لانه تعصب عليها بدون سبب بتلك الطريقه : الله يسلمك يا طارق
جلس طارق وبدأ بالتحدث الي حمزة حيث انه المهندس المسؤل عن المباني الخاصة بمصنعه....
دخلت تحمل القهوة التي طلبها بجبين مقطب ليترك حمزة الأوراق من يده ويتطلع اليها بينما تعض علي شفتيها وتقطب جبينها بتلك الطريقه كاالاطفال ليشعر بالغضب من نفسه فلم يكن ينتوي ان يضايقها ولكن ماحدث جعله يفقد اعصابه
قال وهو ينظر اليها بينما تضع القهوة بجواره :متشكر...
لم تقل شئ حينما شكرها لتتوجه الي الخارج بينما لم تري نظرات طارق اليها الذي تساءل عن هويه تلك الفتاه الجميلة...حمحم وعاد ينظر الي حمزة ويكمل حديثه .
فتحت سيرين الباب لزين الذي دخل يحمل تلك الأكياس الكثيرة... ليقول لها باانفاس لاهثه : خدي مني كدة الحاجات دي و شوفي لو في حاجة ناقصه
نظرت اليه ببرود : وانا مالي...
تركته وسحبت تلك الأدوية ودخلت الي غرفه حمزة علي مضض فقد حان موعد دواءه ليزفر زين بغيظ وهو يقول ... اييه البنت دي... مستفزة...!
الله يكون في عونك ياحمزة والله انت المفروض اللي تقتلها مش، هي...
......
.........

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن