الثالث والعشرون

154K 3.7K 316
                                    

قال برفق وهو يتجه ناحيتها : ياسيرين انتي اللي استفزتيني.... متنسيش انك رفعتي ايدك عليا
تجاهلت كلامه وزفرت بسخط : هتنام علي الارض ولا انام انا
سحب وساده والقاها علي الارض قائلا بضيق شديد :ماشي ياسيرين هنام علي الارض
رفع أصبعه امام وجهها واكمل بنبرة تحذير مبطنه ; بس يكون في علمك انا مش عاجبني اللي بتعمليه ......  خناقه عادية حصلت بينا مش لازم تأدبيني انا مش عيل صغير هتعاقبيه
احتقن وجهها بالغضب منه فور نطقه امامها بكلمه خناقه عادية.... اهكذا يصوغ الأمر وماحدث بينهما... لتصيح به بغيظ  ;ومين قال اني بعاقبك...... انا مش طايقاك
انصدمت ملامحه مما نطقت به لتكمل بغضب شديد  ; أعتقد أن ده احساس طبيعي جدا بعد اللي عملته
نفرت عروقه بجانب صدغة بجنون مما نطقت به وتعبيرها عن نفورها منه ليهتف بحدة وعناد ; وانا عملت ايه.... متوقعه مني اعمل اية لما الاقي واحد بيتصل بمراتي.... سخر بشده وتابع :احطلك التليفون علي ودانك عشان تكلميه
لو كان للكلمات نصل لما شعرت بوجع اكبر ينغرس بصدرها وهو يرشقها بتلك الكلمات التي الهبت نيران غضبها من تصويره للأمر وكأنه ملاك بريء بينما هي من أخطأت ....احتدت كل ملامحها لتزدهر الحمرة بوجهها وتضرم النيران بغابات عيونها الخضراء وهي تزمجر بحدة ; انت اكيد مجنون عشان تقول كدة.....
استنفرت عروق جسده و اندفع ناحيتها يمسك ذراعها هاتفا بعصبيه شديدة  : لمي لسانك ياسيرين وخدي بالك من كلامك
اندفعت بغضب أكبر : خد بالك من كلامك انت الاول واعرف اني مسمحلكش تقول عني الكلام ده
هز راسه بانفعال : انا مقلتش عنك حاجة.... انا بفمهك ان حقي اغير عليكي
غزت الدموع مقلتيها فعن اي غيرة يتحدث وهو بتلك العصبيه والأفعال وإلقاء التهم واصراره الرهيب علي موقفه بأنه يحق له مافعله.... كبحت تلك الدموع داخل اهدابها وهي تهتف به بنبرة مليئة بالحزن والشجن : دي مش غيرة..... ده شك وعدم ثقة
تلاقت عيناها بعيناه لحظة ليري احتباس دموعها ولكنها هربت من عيناه سريعا ونزعت ذراعها من يده بعنف متمدده علي الفراش واولته ظهرها وكل عرق بداخلها ينتفض بمزيج فائر من المشاعر غضب وحزن والم ووجع ... ايجرؤ علي النطق ان ماحدث شئ عادي وانه فقط يغار بل وتنتابه نوبه جنون بتلك الطريقه بدلا من الاعتذار .... يعود مجددا ليكون ذلك الرجل الذي كان يؤذيها.......ظل واقف مكانه بضع لحظات يفرك وجهه بعصبيه شديدة..... لايعرف كيف بتلك البساطة يمكن أن يؤلم كل منهما الأخر.... لماذا يتحول كل حديث بينهم لشجار ... يعرف انه عصبي ولا يستطيع التحكم في اعصابه خاصة حينما يتعلق الأمر بها.... لماذا لا تراعي اعصابه التي تثيرها اقل كلمه منها فماذا كان سيحدث ان قالت لن تحادث زميلها هذا مرة أخرى وتطفيء نيران غيرته بحبها ... ماذا كان سيحدث ان اعتذرت عن عدم تجاهله وطلبها لطلب من رجل سواه  بدلا من تانيبه بتلك الطريقه واخباره انه مشغول لذا لجات لسواه..... مشغول ولكن عنها لايشغله شئ..... لماذا لاتقدر ان حبه وغيرته عليها شئ خارج عن سيطرته..... لماذا دوما تكون إثارة اعصابه أسهل شئ تفعله و يكون جنون عصبيته من نصيبها...
جلس علي الارض واوجعته رؤيتها تتماسك وتدفن دموعها بعيونها 
فهو يحبها ويعشقها وجنون غيرته يصل حد السماء الا يغفر له هذا....... هي حامل ومتعبه وهو يصب عليها جام غضبه... ولكن كله بسبب لسانها واثارتها لاعصابه
حاولت أن تجذب النوم لعيونها وتتجاهل الألم الذي تشعر به في أسفل بطنها وظهرها وذلك الغثيان الذي ازداد مع توترها وغضبها تبعد اي تفكير في ماحدث بينهم فهي مستنزفه ولا تستطيع التفكير او فعل شئ سوي الاستسلام لذلك الحزن المؤلم فهي بالنهاية لم تفعل شئ لكل هذا الجنون الذي نالته.... لم تفعل شئ ابدا ليتهمهما انه لايعرف ماذا تفعل خلف ظهره وكلامه تفوح منه رائحة اتهام بأنه لا يثق بها بسبب غدر عائلتها به.... هل يتوقع ان تصمت عن اتهام كهذا...!   تقلب حمزة علي الارضيه الصلبه التي لاتقل صلابه عن عقله الذي يصارع قلبه المشفق عليها ولايريد ان يكون للخصام والجفاء سبيل بينهما... قلبه يريد منه أن يجذبها  ويدفنها بين ضلوعه ويطفيء لهيب الغيرة والغضب المشتعل بداخله بحبها ولكن عقله يصارعه بقوة فهو لم يخطيء وعليها ان تتوقف عن عنادها وتحديها له... لقد أخبرها من قبل انه لايسمح بمجرد حديث بينها وبين رجل اخر وهي ضربت بكلامه عرض الحائط بل وطلبت منه طلب بينما هو زوجها لايعرف شئ...
تماوجت الحرب بشد وجذب بين عقله وقلبه بينما كانت عيناه لا تفارق النظر اليها تارة بغيظ وحنق وتارة بندم فهي محقه بغضبها منه وهو محق بغيرته عليها
وأكثر مااشعره بالضيق وافلت عقده اعصابه هو انها ابعدته عنها وصممت الا تنام بجواره وهي من بدأت باغضابه فور تصريحها انها تنفر منه ولا تطيقه لذا اهتاجت اعصابه بتلك الطريقه فهو بالرغم من اي شئ يحدث بينهما الا انه دوما يحبها ويريد قربها ولم يشعر للحظة انه يريد بعدها الذي لايقوي عليه اساسا لتنطق هي تلك الكلمات مرارا... لا تطيقه....!
كور قبضته بغضب شديد
ومع ذلك انبته نفسه كثيرا لقسوته عليها وتركها تنام وهي بهذا الحزن.....
فقد كان عليه تحمل غضبها منه فهي محقة.... لقد غضب عليها بشده وحطم هاتفها واهتاج بجنون.... لم يكن عليه أن يتهمها بتلك الكلمات
زفر بضع مرات قبل ان يعتدل جالسا علي الارض ينظر اليها بينما يجدها هي الاخري لاتستطيع النوم من حركة جسدها المتشنجه
قال بهدوء ... سيرين خلينا نتكلم براحة ونتفاهم
دون أن تلتفت اليه هتفت بحدة متألمه من وجع ظهرها وشعورها بالغثيان :  قلتلك مش طايقاك ولا  عاوزة اتكلم معاك
اعتدل واقفا بعصبيه من تكرارها لتلك الكلمه فهو لم يكد يهدأ حتي استفزته مجددا ليتجه ناحيتها قائلا بانفعال:  ماشي ياسيرين براحتك
بس يكون في علمك مش عشان انا عاوز اصالحك يبقي انتي مش غلطانه... انتي اللي غلطانه من الاول وانتي اللي وصلتيني لكدة .... 
اعتدلت جالسه بانفعال شديد لتزمجر به بعيون تتقد شرا ; انا
اومأ لها قائلا من بين أسنانه ;  اولا انتي عارفة موضوع زميل دي مرفوضه بالنسبالي وكان لازم تحترمي رايي ومع ذلك ولا عملتي اعتبار لكلامي وكمان بيتصل بيكي
ثانيا ازاي تطلبي من حد اي خدمه او طلب وانا موجود وكمان اكون اخر من يعلم
ثالثا رديتي عليا واستفزتيني وكمان رفعتي ايدك عليا وانتي عارفة اني عصبي بتجننيني ليه
اجتاح الألم كل انش بها وامتزج بتماوج الغضب  بداخلها من كلماته وتبريرة انه لم يخطيء لذا بالرغم من عدم قدرتها علي الكلام الا انها تحاملت علي نفسها وتحدثت
بحدة : انت مصدق نفسك في اللي بتقوله ولاانت بتبرر عدم ثقتك وشكك فيا بأي كلام وخلاص ومع ذلك انا هرد عليك..... بالنسبه لزميل ده شئ عادي والمفروض انك واثق فيا وفي أخلاقي وقولتك سبب اتصاله
ثانيا انت عارف كويس اوي حساسيه علاقتك بعيلتي يعني استحاله اطلب منك حاجة تخصهم ثالثا موضوع اني استفزيتك كنت متوقع مني اسكت وهو انا كنت عملت ايه اصلا عشان تقولي ياعالم بتعملي ايه من ورا ضهري.... . اكيد كان  لازم ارد لما الاقيك بتهيني بالطريقه دي وانت نفسك قولت لو مكنتش، حامل كنت اديتني بدل القلم عشرة يعني عندك استعداد تمد ايدك عليا
هتف بانفعال وهو يهز راسه  ; لا ياسيرين ده كان كلام لحظة غضب... وكل اللي قلته  كان غيرة مش اكتر ولا كنت قاصد اهينك او اتهمك....وموضوع حساسيه مامتك جايز عندك حق من وجهه نظرك بس انا استحاله تطلبي مني حاجة ومعملهاش مهما كانت ... انتي شفتي اني مستحملتش زعلك يوم ماهشام سلم نفسه ومهما كنت مصمم علي رايي وقراري مقدرتش علي زعلك وجيت علي نفسي واتنازلت عن حقي وفضلتلك انتي مع اني كنت مستحيل اعملها واسامحه بعد غدره بيا
تسارعت أنفاسها وامتقع وجهها بالالم ماان تطرق مجددا لتلك الحلقه التي دوما تلف حول عنقها لتخنقها وتجعلها تدفع ثمن ذنب لم تقترفه... أظلمت عيناها وداهمها الغثيان بقوة ليتفاجيء بها تركض الي الحمام .... سيرين
اسرع خلفها بقلق شديد..... بينما جثت سرين علي الارضيه الرخاميه الباردة وانهارت باكيه من كل ماتمر به.... ليتمزق نياط قلبه ويؤلمه وجعها وبكاءها بتلك الطريقه... فهي حامل ولا تستطيع احتمال كل هذا الضغط العصبي
استندت بيدها الي الحائط وفتحت المياة البارده تغسل وجهها تحاول إيقاف شلال دموعها المنساب لاتعرف أيهما يؤلمها اكثر وجع قلبها ام جسدها.... برفق وحنان أحاط بخصرها وكتفيها بيده ومد يداه ليغسل وجهها ... جفف وجهها برفق وانحني يحملها متجاهل لكماتها لصدره بينما تقول بصوت باكي... ملكش دعوة بيا... ابعد عني كل ده بسببك
غابت بنوبه بكاء بينما يزداد المها الذي يجتاح كل انش بجسدها و لاتعرف سببه ليضمها اليه برفق شديد متحمل ضربها لصدره هامسا  شششش بس متعيطيش ... دفنت راسها بصدره تبكي منه له.... تشكي قسوته لحنانه... تشكي غضبه لرفقه ولينه... تشكي نيرانه لجنته... فكم حبه غابة مظلمه لاتخطو بها خطوة دون أن تتوه بمتاهته
وضعها علي طرف الفراش برفق ورفع وجهها اليه وجفف دموعها بحنان قائلا  :حقك عليا متزعليش مني
قالت بوهن : انت علي طول ظالمني وانا مش هسامحك ابدا
ضمها اليه متجاهل يدها التي تبعده عنها لتطوقها يداه بينما يقول بهدوء بعد ان هدات قليلا : ... سيرين.... حبيتي....
انا بحبك وبموت فيكي لدرجة
انتي مش ممكن تتخيليها... امسك ذقنها برفق لينظر الي عيونها ويكمل :سيرين انا جايز عصبي مجنون والغيرة بتعميني بس ده من حبي فيكي .... انا عمري ماكنت كدة ولا عمري حسيت بنار الغيرة دي قبل كدة ..
حتي معاها عمري ما فكرت اصلا ولا حسيت باللي بحسه معاكي.... كانت بتخرج وبتلبس وبتحضر معايا حفلات ومكنتش بهتم الا لشكلي كراجل مش اكتر إنما معاكي انتي حاجة تانية....بغير عليكي من الهوا..... بتجنن وبفقد اعصابي لأقل حاجة.... بصه طارق ليكي انا لسه فاكرها وبتحرق كل ماافتكر ان راجل تاني بصلك.... ابن خالتك بموت وانا بتخيل انه بيفكر فيكي وعندي استعداد اخنقه من غير تفكير لو بس قرب منك .....
ذبلت زيتونتا عيونها بينما نظر اليها بعيناه التي اجتاحتها فوران مشاعره وهو يكمل :
انا مش ناسي ابدا اني اتجوزتك غصب عنك يعني انا اتفرضت عليكي وعلي حياتك.....  اضطريتي تبقي مراتي وتعيشي معايا .... انتي مختارتنيش بارادتك  وانا خايف تندمي وتسبيني في يوم من الايام   
عقدت حاجبيها وهتفت باستنكار : انت ازاي تقول كده.... انا لو مكنتش عاوزاك مكنش في حاجة في الدنيا تجبرني اعيش معاك لحظة.
نظر الي عيونها راجي : يعني بتحبيني
قالت وهي تبعد عيناها عن عيناه ; انت عارف
: محتاج اتأكد انك عمرك ماهتسبيني.... غص صوته بينما قال : سيرين حتي لو خسرت كل حاجة في الدنيا انا معنديش استعداد اخسرك
نظرت اليه باستفهام : لية بتقول كدة... ؟
اية اللي يخليني اسيبك؟
نظرت اليه وتابعت بجديه :  حمزة انت هتفضل في دايرة الشك دي وهتدمر علاقتنا
اومأ لها قائلا بصدق ; عندك حق... بس غصب عني  اللي عيشته.. قاطعته قائلة : اللي عيشته مكنش معايا ماليش ذنب عشان ادفع تمنه
جذبها الي صدره ومرر يداه برفق علي ظهرها بينما يقول : عندك حق .. انا اسف ياسيرين سامحيني  .... وعد مني أن دي اخر مرة ازعلك.. قاطعته بوهن وهي تبتعد عن صدره ; ... متوعدنيش
نظر اليها لتقول : انت وعدتني قبل كدة كتير.... لسة من كام اسبوع وعدتني وكررت غلطتك وقبلها  وقبلها
هتف ليوقفها ; سيرين متضغطيش عليا
هزت راسها بشجن وتعب ; مش بضغط عليك..... انا بقول الحقيقه.... مينفعش نعيش مع بعض وانت مش واثق فيا
قال باصرار ; انا بثق فيكي ياسيرين.... قولتلك بغير.
: تغير بعقل
هتف باستنكار حاد : هو في عقل في الغيرة
اومات له ; اه... لازم تحكم عقلك عشان انا تعبت من عصبيتك اللي ملهاش داعي
بعد ان هدات الأمور قليلا قبل لحظات عادت نبرتهم لتحتد مجددا بينما هتف بانفعال : يبقي قدري عصبيتي وراعي غيرتي ياسيرين ومش هتحصل بينا اي مشاكل
رفعت حاجبيها منه بحنق فهو لن يتغير ويلقي باللوم كله عليها.... هو يغار بجنون وهي يجب أن تقدر جنونه هذا هو ملخص ماحدث ... اذن فكل ماتحدثا به هباء مادام مازال مصمم ان هذا هو الأمر غيره وعليها احترامها...
زمت شفتيها وهي تضغط بيدها علي بطنها بألم قائلة : خلصت
عقد حاجبيه باستفهام لتكرر وهي تضغط علي شفتيها حتي لا تتوجع امامه : لو خلصت كلامك... لو سمحت قوم نام علي الارض عشان انا تعبت وعاوزة انام
كلماتها الهبت اعصابه الثائرة مجددا ولكنه
اغمض عيناه بقوة يحاول السيطرة علي انفعاله وهو يقول من بين أسنانه : برضه
اشاحت بوجهها دون قول شئ ليقول :  انا فهمتك سبب عصبيتي
هتفت ببرود : وانا سمعتك بس حاليا مش مسمحاك ولا طايقاك
: يعني مصممه
قالت بعناد : لغاية ماتعترف انك غلطان اه
اغمضت عيناها بسرعه واجفلت من صوت تنفسه العالي الغاضب والذي كاد يحرقها من سخونه أنفاسه التي لفحت وجهها بينما تبرطم بحنق : ماشي ياسيرين براحتك....
قام من جوارها وسحب بحنق علبه سجائرة وخرج الي الشرفه يخرج غضبه بانفاس سيكارته التي تحترق كما تحترق اعصابه... يالها من عنيده متمرده.....لا ينكر انه يعشق طبعها الثائر الذي يميزها بسحر غريب لا يفهمه  جعله يغرق بعشقها حتي أذنيه ولكنها لاتدري انه بالرغم من عشقه لها ولهذا العناد الذي يميزها الا ان ماتدفعه اليه من جنون أفعالها لايطاق ويدفعه الي حافة الجنون....!

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن