التاسع والعشرون

128K 3.5K 187
                                        


في الصباح الباكر
فتح حمزة عيناه علي تعالي رنين جرس الباب تقلبت سيرين بين ذراعيه بانزعاج ولكنها عادت للنوم مرة اخري ليقوم حمزة من مكانه ويتجه ليفتح الباب....... تجمد مكانه بعدم استيعاب ماان فتح الباب وتفاجيء لريحان ترتمي بين ذراعيه....!
...........
....
ابتسمت نهله اخت زين التي تحمل اسر لسارة التي احبتها من اول وهله فسارة فتاه لطيفه سهله الالفه قائلة : مبروك.... نورتي عيلتنا
ابتسمت لها سارة بخجل بينما تتعالي دقات قلبها بصخب منذ ان وطات قدمها ذلك المنزل فبالرغم من ترحيب والده زين واخته الحافل بها الا انها تشعر  بالرهبه لتركها منزل عائلتها والقدوم لهذا المنزل وخاصه وهي لم تألف زين بعد....
قبلت والده زين جبينها قائلة :مبروك يابنتي
قالت سارة برقه : الله يبارك في حضرتك...
نظرت سارة لأسر بحب فهو طفل لطيف وفقد ابيه الضحية لطمع سيدرا وبالرغم من اصرار سيرين علي الاعتناء به الا ان نهله استطاعت جعلها تتركه لها خاصة وأنها مطلقه بسبب عدم انجابها لذا رأفت سيرين بها وتركت رعايه اسر لها بعدما أخبرها حمزة بوضع نهله والتي بالفعل تعامله كطفلها ومن وقت لآخر تأخذة سيرين ليقضي برفقتها بضع ايام هي وحمزة وسرعان ما تعيده نهله لحضنها.....
ربتت غاده والده زين علي كتفه قائلة : مبروك ياحبيبي...
ابتسم زين قائلا : الله يبارك فيكي ياماما
التفتت غاده الي نهله ليغادرو فتتقاذف دقات قلب سارة بين ضلوعها حينما غادرت اخته ووالدته واصبحت برفقته وحدهما... مقدار ماشعر زين بالسعاده مقدار ماشعر بما انتاب سارة من خوف وخجل وتوتر...
قال بمرح... اخيرا هعرف اتكلم معاكي كلمتين
ابتسمت بارتباك ليتقدم منها بضع خطوات قائلا برقه وهو يديرها ناحيته: مبروك ياساره
أحبت نطقه لاسمها ولكن الكلمات لم تسعفها لتخرج من شفتيها المرتعشه حينما شعرت بأنفاسة تلهب وجهها بينما اقترب طابعا قبله رقيقه علي جبينها....
رفعت عيناها المتوتره اليه حينما نادي اسمها ... ساره....
انا عارف اننا اتجوزنا بسرعه وأننا منعرفش بعض... بس انا عاوز اقولك ان انا من اول مرة شفتك فيها حسيت كأني اعرفك من زمان.... برتاح اوي مجرد ماببص ليكي
مش عاوزك تخافي او تقلقي من اي حاجة.... انا حابب اننا ناخد علي بعض واحدة واحدة... نتكلم ونقرب من بعض تعرفيني واعرفك.... مش مستعجل علي اي حاجة غير انك تحبيني وتتطمني لوجودك معايا... ؟...
ابتسمت له بعذوبه ليتطلع اليها بضع لحظات قبل ان يقول.. طيب اية ساكته ليه..؟
هزت كتفها بخفوت : اقول اية.؟
:اي حاجة ... عاوز اسمع صوتك
ابتسمت له قائلة برقه وخجل :شكرا..
: علي اية؟
: علي اللي قلته..
ابتسم لها ومرر يداه برفق علي وجنتها لتسري الكهرباء في جسدها قائلا : انتي جميله اوي ياسارة

......
.......
تفاجيء حمزة بفعله ريحان ليبعدها علي الفور هادرا بحدة... انتي اية اللي بتعمليه.. ؟
ذرفت دموع مزيفه بينما تقول بانهيار... انا اسفه ياحمزة بس انا مش عارفة بعمل اية...
قط جبينه وافسح لها المجال لتدخل قائلا ; ادخلي الاول وفهميني في أية... اية اللي جابك في وقت زي ده...
.........
..
فركت سيرين عيونها الناعسه وهي تقوم من الفراش تفتح باب الغرفة بهدوء... حمزة ...
استمعت لصوت احد برفقته لتختطف روبها الحريري وتضعه فوقها وتسرع للخارج لاتوقف مكانها وترفع حاجبيها باستنكار بينما تري ريحان...!.!
(هيخلوني اتجوز اللي اسمه علي ده بالعافيه ياحمزة... محدش عاوز يسمعني ولا يحترم رأيي...)
نظر اليها حمزة باستفهام : يعني اتخانقنتي معاهم وسيبتي البيت
اومات له ليسالها : قولتلهم انك جاية عندي
هزت راسها لتقول سيرين بدهشة :
انتي هربتي من وراهم
قالت ريحان بثبات : مش هروب....
بس انا خلاص مش عاوزة افضل هناك ولا استني انهم يجوزني غضب عني
فرك حمزة ذقنه بحيرة : بس جدي وعدني انه مش هيغصبك ...
لوت سيرين شفتيها ; وماما نبيله كمان قالت هتسيبك براحتك... اية اللي اتغير ...
هزت ريحان كتفها ببراءه مزيفه فبعد انتهاء الحفل حدثت مشاده بينها وبين امها ولكن هي من افتعلتها وهي تتحدي امها انها لن تتزوج من الأساس لتجد لنفسها حجة مناسبه لترك المنزل وهي متأكدة ان حمزة لن يخذلها....!
صمتت واكتفيت بالبكاء لتنظر اليها سيرين باستنكار فهي لاتصدق تلك الفتاه ابدا...
قال حمزة بعقلانيه : المهم دلوقتي لازم أبلغهم انك هنا عشان محدش، يقلق عليكى
اندفعت ناحيته تمسك بيده وتوقفه عن الاتصال لتنفعل ملامح سيرين وهي تراها تمسك بيده التي سرعان ماسحبها حمزة وهو يزفر وينظر اليها بتحذير من تجاوزها في الاقتراب منه ولكن امام سيرين لن يتحدث والتي اشتعلت نظراتها...
: لازم يعرفوا عشان متحصلش مشكله...
قالت بدموع كثيرة : لو عرفوا مكاني هياخدوني
لوت سيرين شفتيها قائلة ; وانتي هتفضلي عندنا علي طول
نظرت اليها ريحان بضعف من بين دموعها وهي تهز راسها : لا طبعا... انا همشي واروح اي مكان
نظر حمزة بطرف عيناه لسيرين بتوبيخ ليقول لريحان : سيرين متقصدش... البيت اكيد بيتك...بس فعلا لازم يعرفوا انك هنا
انا هتصل بالحاجة نبيله وابلغها عشان والدك مياخدش أجراء شديد ناحيه هروبك من وراهم
هتفت نبيله بهلع.... نهارها اسود... ازاي تعمل كدة
ازاي تخرج من ورانا.... ده ابوها هيدبحها
قال حمزة مهدئا : معلش ياحجة اعصابها كانت تعبانه ومعرفتش هي بتعمل اية... عموما هي عندي يعني امان
هزت سرين قدمها بعصبيه وهي تتبرطم... اعصابها تعبانه..،
: حالا ياولدي تخليها ترجع بدل مامش هيحصل كويس
:حاضر ياحجة تهدي وهجيبها علي طول
قالت ريحان مقاطعه بهياج.... مش هروح البيت ده تاني...
نظرت اليها سيرين بغضب فماذا تنتوي تلك الفتاه بينما تعالي صوت نبيله الغاضب يتوعدها لتنهار ريحان باكيه وتتابع رفضها
ليقول حمزة
.. طيب ياحجة سيبيلي الموضوع ده دلوقتي
قالت نبيله بوعيد : انا هغطي علي خروجها  وهقول انها راحت تقعد مع مراتك النهاردة بعلمي عشان زعلانه ان سارة مشيت وبكرة هكون عندك اخدها و قسما بالله لهربيها من اول وجديد...
اهدي بس ياحجة وسيبها علي الله...
تابعت ذرف الدموع.. شفت بقي ياحمزة اهو تيته مصممه
قالت سيرين بانفعال ; عندها حق.. عيب اوي تسيبي بيت اهلك
نظرت اليها ريحان ببرود :  ماانا هنا اعتبر في بيت اهلي برضه... حمزة ابن خالتي
اندفعت سيرين : وهو ابن خالتك ده مش راجل غريب برضه ولااية
زفر حمزة من تصرفات سيرين ليقول.... سيرين حبيتي لو سمحتي اعمليلي قهوة 
نظرت اليه سيرين بانفعال فهل يريد منها ان تغادر....لتقول بحدة : قهوة اية.... هو ده وقته.. ؟!
قال حمزة بنفاذ صبر ; عندي صداع وعاوز قهوة ياسيرين...
نظرت اليه وضربت الارض بقدمها بغضب ليكمل.. ولو سمحتي جهزي الفطار...
تبرطمت سيرين وهي تغادر الي المطبخ  ولكنها سرعان ماعادت علي أطراف اصابعها.... لتسمعه يتحدث بهدوء
: اللي عملتيه غلط ياريحان.... مهما يكون حصل مينفعش تسيبي البيت من وراهم
وثانيا موضوع الجواز اتكلمي فيه معاهم بالعقل
نظرت الي عيناه وقالت بضعف...محدش عاوز يسمعني ياحمزة....!
: انا هتكلم معاهم
قالت برجاء ;توعدني انك مش هتخليهم يجوزني علي ده
تنهد قائلا : هحاول... بس اعرف انتي رفضاه اوي كدة لية.... الشاب كويس
هزت راسها... لا... لا ياحمزة مش ده ابدا فارس أحلامي اللي نفسي ارتبط بيه
ارجوك ياحمزة أقف جنبي.... متخلنيش ارجع ليهم
نظر اليها حمزة بطرف عيناه باستنكار فمن أين له بتلك المشاكل التافهه ولكنه باي حال لايستطيع الاعتراض من أجل خالته وجدته..
قالت سيرين من بين أسنانها : فارس احلام ايه يابنت الملزقه..... ال فارس احلام
........
... قام حمزة من مكانه حينما نادته سيرين
:ايوة ياسيرين
جذبت يده ودخلت به الي الغرفة لتهتف به بحدة  : ممكن افهم اية اللي بيحصل
هز كتفه باستفهام ; في أية..؟
هتفت بنيران متوهجه : اية البرووود ده.... اتكلم معايا عشان انا متغاظة..
: اية اللي مضايقك اوي كدة
لوت شفتيها بامتعاض : هيكون اية يعني..... مالك متبني القضيه بقلبك اوي كدة ليه
رفع حاجبه... قضيه اية.... مالك ياسيرين
البنت واقعه في مشكله وطلبت مساعدتي في أية..
عاوزني يعني اسيبهم يجوزها غصب
عقدت ذراعيها امام صدرها بانفعال : ياسلام وانت مالك.... وبعدين غصب اية وزفت اية ماطول عمرنا نسمع ان عادي اوي يتجوز بنت عمه وبعدين برضه انت هتخاف عليها اكتر من ابوها وامها...... رفعت جاجبها وتطلعت اليه متابعه : وبعدين ماانت اتجوزتني غصب
وقتها مكنتش، صعبانه عليك يعنى
زم شفتيه بحنق فهو يدري انها تحترق بالغيرة الغير مبررة ولذا تهذي بأي كلام..  ..
سيرين اعقلي وبطلي جنان.... اية اللي فتح الكلام ده دلوقتي
اللي فتحه موقفك الحنين مرة واحدة
ياحبيتي افهمي بس.... دي بنت صغيرة ولازم نحتويها..... قاطعته بانفعال.... صغيرة..!
وتحتويها...! 
عقد حاجبيه من حدتها لتتجاهل نظرات التحذير بعيناه وتتابع....
بقولك اية ياحمزة اتعدل في كلامك ومتستفزنيش....اللي قبلت انك تعمله فيا مش هاين عليك يتعمل في بنت خالتك مثلا
هز راسه واحتوي غضبه بعدما نطقت ألم الكلمات ليمسك بكتفها قائلا : لا طبعا ياسيرين مش قصدي اي حاجة من اللي فهمتها.... وانا مقبلش،عليكي الهوا ياحبيتي
افهمي ده كويس
نظرت اليه وقد هدات نبرته من تنفعالها ليقربها اليه قائلا.. سيرين الوضع بينا مختلف...انا حبيتك ياسيرين.... كنت بقنع نفسي اني بنتقم بس من جوايا كنت بحبك...
كل حاجة فيكي كانت عجباني حتي لما غصبتك تبقي مراتي انا كنت عارف كويس انا بعمل كدة ليه.... كنت عاوزك في حياتي
متقارنيش حياتنا وحبنا بأي حاله تانيه ياسيرين..
اخذت نفس عميق تنظر لعيناه بينما يتطلع اليها بحب لتبادله عاطفته وهي تقول... بس انا مش مرتاحة للبنت دي ياحمزة
: لية بس ياسيرين..... ياحبيتي هما حياتهم غيرنا... جدي شديد اوي عليهم وواضح انها انفجرت.. بدل ماتروح لحد غريب يستغل الوضع انا لازم اقف جنبها
نظرت اليه بحنق : تقف في اي حته غير جنبها
ضحك وداعب خصلات شعرها بمرح : حاضر ياستي.... ممكن بقي تفكي التكشيرة دي
وتحهزي الفطار عشان احنا سبنا البنت كتير لوحدها
تنهدت مطولا وهي تهز راسها قائلة : انت بتضحك عليا
: ياروحي ولا بضحك ولا حاجة.... كلها بكرة والحجة نبيله هتكون هنا نتفاهم معاها وهتاخدها وتمشي
...........
....
عاد حمزة ليجلس مع ريحان التي أتقنت دورها كما رسمت.....
تشعر سيرين بأن هناك شيئ ما بتلك الفتاه نظراتها وقربها من حمزة غير بريء بالمرة ولكنه بحديثه معها هذا الصباح أحبط اي محاوله لها الغضب لتتحدث مع نفسها بأنها بضع ساعات وينتهي اليوم وبالغد ستاخذها نبيله....!
تركتها سيرين وتوجهت الي المطبخ لتجهيز الغداء بينما جلست ريحان تشاهد التلفزيون براحة كبيرة....
تعالي رنين هاتف سيرين لتلتقط المنشفه وتجفف يدها وتتجه لتحضر هاتفها.... نظرت ريحان بحشريه الي هاتف سيرين الذي تعالي رنينه بينما تقول بخبث.... مين بيتصل.... ممدوح
رشقتها سيرين بنظرات الغضب بينما تجذب الهاتف بحدة مزمجرة.... بابا ولا مبتعرفيش تقري...
نظرت اليها باحتقار فهي تستفزها لتتشاجر معها ويغضب حمزة....
ايوة يابابا...
حبيتي سيرين عامله اية. ؟
انا كويسة...
يارب دايما....
تردد قليلا قبل ان يقول : سيرين حبيتي ممكن اطلب منك طلب
:اه طبعا يابابا
; النهاردة عيد ميلاد هدي....
ضربت مقدمه راسها... اه فعلا.. ده انا كنت ناسيه
:اية رايك نروح نعمل ليها مفاجأه...
ترددت قليلا وهي تنظر لريحان التي تكاد تدخل الي الهاتف لتستمع لحديث سيرين
حدثت نفسها لما لا فالخروج مع ابيها افضل من البقاء برفقه تلك الفتاه المستفزة .... ولكن حمزة.... سيقبل.. ؟!
قال هشام بينما شعر بترددها : انا مش عاوز يكون في مشكله بينك وبين جوزك
: لا ابدا يابابا...
: طيب عموما خدي رأيه ولو وافق انا هاجي اخدك من تحت البيت وكلها ساعتين وارجعك تاني
اومات له... ماشي يابابا....
اغلقت مع ابيها واتصلت بحمزة وهي تتمني الا يرفض فوالدها بحاله يائسة يريد استعاده امها وهي تتمني هذا وهي تخشي ان ذهب وحده الا تدخله والدتها لذا تتمني ان يوافق حمزة...
: ايوة ياحبيتي بس.. يعني مش هتتعبي
هزت راسها بسرعه : لا طبعا وانا هتعب من ايه..... بابا هياخدني ويرجعني يعني حتي مش هسوق
اومأ لها فلايوجد سبب للرفض.. ماشي ياسيرين مفيش مشكله...
هتفت بسعاده :بجد ياحمزة
: اه ياسيري... روحي حبيتي وانبسطي
: مرسي ياحمزة مش هتاخر
: تمام....
ماان قاربت علي الاغلاق ليقول : سيرين
: نعم
: ياريت وانتي رايحة تاخدي بوكيه ورد وتقوليلها حمزة بيقولك كل سنه وانتي طيبه
ابتسمت بسعاده ممتنه... مرسي ياحبيبي
.......
... اغلقت الهاتف بسعاده تلاشت سريعا بعد ان تذكرت وجود ريحان لتقول بتهكم : انا هنزل بعد الغدا.... بتخافي تقعدي لوحدك
ضحكت ريحان بتهكم مماثل : متقلقيش عليا...
..........

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن