السادس والعشرون

156K 3.7K 296
                                        

رفع حمزة عيناه من فوق تلك الأوراق يطالع زين بهيئته المتجهمه : اية مالك ياابني مكشر ليه كدة؟
هز زين كتفه قائلا : فارق معاك
ضحك حمزة ورفع حاجبه قائلا  : لية حاسس اني بكلم مراتي
لوي زين شفتيه بغيرة واضحة : ماهي مراتك دي السبب
..... بعداك عني .... انا حتي مبعرفش اتكلم معاك زي الاول ولااعرف عنك حاجة
ضحك حمزة بقوة حتي ادمعت عيناه : الله يخربيت كلامك .... واد يازين انت بتغير من مراتي
اومأ له زين قائلا : اه ماانت عارف
ضحك حمزة قائلا : عارف اية الله يخربيتك ... ماتسترجل يلا
قال زين يامتعاض : اية علاقه الرجوله بصحوبيتنا
: ومالها ياجدع صحوبيتنا
: انت ناسيني ياحمزة
عاد حمزة ليضحك مجددا :  ناسيني وسايني وبعيد عني.... اية يازين... احنا مخطوبين ولااية
: اتريق.. اتريق ياخويا مااخدتش منك غير كدة
ضحك زين وتابع بمكر : والدلع خليه للهانم  مش كدة
زفر حمزة ضاحكا : يارب صبرني.... هي تجنني في البيت وهو يجنني في الشغل
ياجدع دي مراتي ادلعها براحتي
ضحك زين قائلا ;طيب خلاص.. انا ماشي
قال حمزة : لا.. لا تعالي خلاص متزعلش
اقعد وفهمني في أية
قال زين بضيق : زهقان وهطق
: لية بس ؟
٠: هتجنن ياحمزة من وقت ماخطبت سارة مش عارف اتكلم معاها ولااشوفها.... ده حتي التليفون كلمتين وتقفل ولما رحت ازروهم الحجة نبيله قعدت معانا
ضحك حمزة بصخب ليعقد زين حاجبيه : ماتبطل بقي يااخي ضحك
قال حمزة وهو يوقف ضحكته : خلاص... اصلك حالتك صعب
: اوي... اوي ياحمزة....
: خلاص هانت كلها كام اسبوع وتتجوز
هتف بامتعاض : وانا لسة هستني.... بقولك متكلمتش معاها كلمتين مع بعض
: معلش انت عارف ان عندهم المواضيع دي مش مسموح بيها قبل الجواز .... بس هانت كام اسبوع وتتجوزوا واتكلم معاها براحتك
قال زين برجاء : طيب ماتخليك جدع مع صاحبك وتخليني اشوفها واتكلم معاها..اهو نتعرف علي بعض..... . يعني فجأه كدة البنت تلاقي نفسها متجوزاني
: ماتتلم يلا 
قال زين  ببراءه :  وانا هعمل اية... انا بس  هتكلم معاها.... وغلاوة صاحبك عندك خليني اشوفها شويه...
ضحك حمزة علي رجاء زين ; مستعجل اوي ياخويا
; ااه والله
اومأ له حمزة : طيب هتكلم مع الحج عبد الحميد يوافق يسيبكم مع بعض تتعرفوا
اسرع زين يحتضنه بقوة : حبيبي ياحمزة
ابعده حمزة قائلا بمشاكسة  : ابعد يلا انت هتبوسني ولااية
وكزة زين بكتفه : لا خلي البوس... للمدام.
دفعة حمزة من امامه.. اوعي ياض انت
وخلينا نشوف شغلنا
اومأ له حمزة باستدراك... اه صحيح ياحمزة ده طارق شايط علي الاخر وعاوز يقابلك
قطب حمزة جبينه :  طيب قوله هعدي عليه في المصنع النهاردة
نظر اليه زين قائلا ; انت برضه مش هتقوله
هز حمزة راسه : لا خليه كدة احسن....
....

.....
دخل حمزة الي مكتب طارق الذي كان يهتف بغضب في احد المهندسين المسؤلين عن المعدات لمتابعه العمل
تساءل حمزة : في أية ياباشمهندس طارق
قال طارق بانفعال ; في اني طلبت من  الباشمهندس سامي  تقرير يومي عن المواد الخام والمعدات بتاعتنا عشان نكون مستعدين لأي جديد وهو منفذش
التفت سامي الي حمزة قائلا ; يافندم انا بطمن علي المخازن بتاعتنا بنفسي ومفيش اي داعي لقلق الباشمهندس طارق
نظر اليه حمزة بضع لحظات جاهد فيها سامي للتحكم بثباته خشيه ان يكشفه حمزة الذي نطق اخيرا بثقة عمياء : سامي عنده حق ياطارق.... طالما هو متابع مفيش داعي لقلقك
وبعدين انا كدة كدة مسافر استعجل دفعه المعدات الجديدة واللي، موجود يغطي انتاجنا لست شهور... مش ،كدة ولااية ياسامي
اومأ له سامي : تمام ياحمزة بيه
: خلاص ياطارق.. مفيش اي داعي لقلقك
احتقن وجهه طارق بانفعال... يعني اية ياحمزة
أشار حمزة لسامي قائلا : روح انت ياباشمهندس
ماان انصرف سامي حتي هتف طارق بجديه : يعني ايه مقلقش ياحمزة..... انت عارف وضع المصنع كويس وعارف أن مينفعش نسيب حاجة للظروف وكل حاجة نكون عاملين حسابها وانت من اول ماخلتني مسؤل عن الشغل ده وانا مش بسييب حاجة للظروف عشان اكون اد المسؤليه دي..
اومأ له حمزة بابتسامه ممتنه : عارف ياطارق وانا لولا اني واثق فيك كنت خليتك مسؤل عن شغلي
قال طارق بعدم فهم : امال لية وافقت سامي وبعدتني عن متابعه المخازن
فرك حمزة راسه قائلا باقتضاب : من غير سبب
قطب طارق جبينه ; يعني ايه من غير سبب ياحمزة
: اهو كدة وخلاص يااخي...
نظر اليه طارق بتوجس : انت لسة شايل مني من الموضوع القديم
عقد حمزة جبينه بغضب وهو يتذكر نظرات طارق لسيرين... لا ياطارق ومتفتحش الموضوع ده تاني
: يبقي فهمني اية سبب اللي بتعمله
: انا حر ياطارق
يبقي انا هسيب الشغل ياحمزة طالما
انت مش واثق فيا
خرج طارق من المكتب يحترق غضبا ليقابل زين الذي سأله : اية ياطارق مالك؟
قال طارق بحدة : في انه مبقاش واثق في حد..... عموما انا مستقيل
امسك زين بكتفه : استني بس ياطارق اية اللي بتقوله ده
: خلاص يازين انتتهي
: اهدي بس وفهمني
قال طارق وهو ينصرف بخطوات غاضبه : ولااهدي ولا زفت
..... دخل زين الي حمزة :اية ياحمزة... انت هتوافق طارق علي اللي بيقوله
هز حمزة راسه وأشار لزين بالصمت بينما يتابع كاميرات المراقبه... ليقول اخيرا : اكيد لا... بس كدة الموضوع ماشي زي مااحنا عاوزين.. خلي سامي ياخد الأمان
............
....
وبالفعل سرعان ماكاد سامي يدخل الي مكتبه ويغلق الباب جيدا قبل ان يتصل بأحد الأرقام ويتحدث بخفوت : بقولك اية ياامين موضوع ال ١٠٠ الف ده شويه اوي..... انا عاوز ٣٠٠
:لية يعني ؟
: من غير ليه... انت مش شايف حمزة بيه عامل اية هنا... ده خلي طارق يستقيل
وانا اللي في وش المدفع... انا اللي بطمنه ان المخازن زي الفل... يعني لما يعرف الكارثه انا اول واحد هروح في الرجلين
:  طيب ياسامي... فتح عنيك انت بس وهكلم الباشا يديك اللي انت عاوزة
..........
....
انتبهت سيرين الي فتح حمزة لباب المنزل لتترك اعدادها للطعام لتسرع اليه بتساؤل.. حبيبي انت رجعت بدري
فتح لها ذراعيه بابتسامه واسعه : وحشتيني قلت ارجع بدري
اتسعت ابتسامتها بينما ترتمي في حضنه ليقبل وجنتها قائلا : عامله اية ياروحي؟
ابتسمت له قائلة : الحمد لله... وانت ياحبيبي
تنهد بارهاق : تعباان اوي ياسيري.. جسمي مكسر
ربتت علي يده بحنان : سلامتك ياحبيبي...
ابتسمت له برقه وتابعت : طيب ادخل يلا انت خد شاور وارتاح شوية لغاية مااكمل العشا
هز راسه وامسك بيدها قائلا : ... توء توء.... سيبي اللي في ايدك وتعالي عاوزك
قالت باستفهام  : عاوز اية ياحبيبي؟
مد يده اليها : تعالي بس..
هزت راسها : لا... خليني اخلص الاكل الاول
قال باصرار  : مش، وقت اكل خالص....
امسك بيدها واتجه لتسير خلفه وهي تتذمر... يااه ياحمزة عليك.... ماتقول هنا عاوزني في، اية... ؟
دخلت الي الغرفة خلفه ليبتسم لها برقه بينما يخرج من جيبه علبه صغيرة من القطيفه تلالا بداخلها خاتم ذو فص نفيس.... نظرت اليه والي الخاتم الخلاب... اية رايك ياروحي؟
ابتسمت قائلة : حلو اوي... بس .... ده شكله غالي اوي
هز راسه واخرج الخاتم من العلبه ووضعه باصبعها قائلا : مفيش حاجة تغلي عليكي قالت بعتاب لطيف فهو لا يتوقف عن اغداقها بالهدايا بالرغم من عثرته الماليه وعارضت كثيرا شراءه تلك السيارة الباهظة لها ولكنه صمم : ليه كلفت نفسك ياحمزة
هز راسه وقبل يدها قائلا : انتي مش بتطلبي مني اي حاجة ياقلبي عشان كدة لازم انا اجيبلك
ابتسمت له برقه : ياحبيبي انت مش مخليني عاوزة اي حاجة
عموما شكرا ياحبيبي ربنا يخليك ليا
:ويخليكي ليا ياروحي
توجهت خطوة للخارج ليوقفها : علي فين؟
قالت ببراءه : هروح اكمل العشا علي ماترتاح
هز راسه وقال بمكر ; مش عاوزة تشوفي جايبلك ايه تاني
نظرت اليه باستطلاع ليفتح هذا الكيس الورقي الانيق ويرفع امامها تلك الهديه...
نظرت اليه ببلاهه قائلة : ايه ده
قال بعبث ; هيكون اية ياقلبي..... قميص نوم
غمز لها وتابع : الأزرق هيبقي تحفه عليكي
تغيرت ملامح وجهها وهي تتطلع لهذا القميص الفاضخ لتهتف به بتوبيخ ; اية قله الادب دي لا طبعا انا مستحيل البس كدة...
اندهشت ملامح حمزة الذي تسمر مكانه لحظات قبل ان يقول باستنكار : نعم يااختي
عقدت حاجبيها قائلة بتوبيخ  :  بقي في واحد محترم يجيب لمراته حاجة زي دي
شيل.... شيل ياراجل وخليك محترم
رفع حمزة حاجبه وبلحظة لمع الغيظ بعيناه هاتفا : يخربيت طوله لسانك..... والله لهوريكي علي كل كلمه نطقتها
اسرعت سيرين الي الخلف راكضه هربا منه بينما تتعالي ضحكتها  ماان خطي تجاهها لتقول بضحكة : حمزة اهدي واعقل
وقف حمزة مكانه قائلا : طيب بطلي جري واقفي مكانك
هزت راسها كطفله وهي تتابع هربها منه : لا ماانت هتمسكني لو وقفت
: وانا بجري ورا عيله
: طيب عاوزني أقف ليه
قال حمزة بمكر : هكلمك
هزت راسها : كداب
كتم ضحكته علي أفعالها ليهتف بها بوعيد :ورحمه امي ياسيرين  لو مجتيش حالا قدامي مش هقولك هعمل فيكي اية
قالت وهي ترفع اصبعها بوجهه : خلاص.. خلاص جاية.... بس انا حامل
هتف بها حمزة : عارف ياختي علي اساس مش، باين عليكي
قالت بضحكة : انا بحذرك بس... انت قولت هتكلمني
اومأ لها امسك بذراعها ليجذبها اليه بينما لمع الخبث والمكر بعيناه وهو يقول : ها بقي كنتي بتقولي اية
قالت بتعلثم : قلت يعني ياميزو... مينفعش البس كدة ... قصدي يعني الجو بارد والقميص ده مفتوح اوي اخاف يجيلي برد
ضيق عيناه ; انتي قلتي كدة
اومات له ببراءه ; اه
قال من بين أسنانه : سيرين
رفعت عيناها الجميله اليه قائلة بنعومه ; نعم
أحاط خصرها بذراعه وتراجع بها ليلتصق ظهرها بالحائط بينما همس ببطء عابث : قلتي مفيش راجل محترم..... مش كدة
اومات له وعيناها تنظر لعيناه المذاكرة بينما اكمل ; طيب وهو في راجل بيبقي محترم مع مراته.. غمز لها وتابع بوقاحه وهو ينظر لبطنها  : امال الواد ده جة ازاي
زجرته بخجل : حمزة اتلم
هز كتفه ببراءه قائلا : مش ده اللي حصل
قليت أدبي معاكي فجبت الواد ده... اخفت عيونها عنه ليكمل بخبث شديد بجوار اذنها : كدة خلصنا من موضع الاحترام.... قلتي اية تاني بقي... ممممم
مستحيل تلبسي القميص ده...
علي اساس اني انا اللي كنت لابس القميص الاسود
عضت علي شفتيها قائلة : ااه ده... ده كان مكافأه عشان كنت سايب شغلك وقاعد معايا
رفع حاجبه ; والله
قالت برقه وهي ترفع نفسها علي أطراف اصابعها تحيط بعنقه ;  طبعا ياميزو
قال متظاهرا بالجديه : بطلي ميزو دي
قالت بدلال ;ليله ياحبيبي
رفع حاجبه بغيظ :عشان بتضحكي عليا بيها.... انتي كدة كل مرة تتدلعي وتقوليلي ميزو وحبيبي ودلع وقمصان نوم وبعد كام يوم تقلبي واحد صاحبي وتسبيني وتنامي
حاصرها بجسده ومال ناحيتها هامسا بحميميه بجوار اذنها ; ماكنا حلوين واخر دلع منفضالي بقالك كام يوم ليه
أفلتت ضحكتها الناعمه التي أثارت اعصابه بينما قالت بدلال : مااحنا لسة حلوين.... طيب بذمتك ياميزو انا حلوة ولا مش حلوة
نظر اليها بينما تتلاعب به بمكرها ليظل صامتا لتعقد حاجبيها... حمزة...
: ممم....
: رد مش انا حلوة
قال بمكر مماثل : البسي القميص وانا  اقولك
ضربت الارض بقدمها وقطبت جبينها.. رخم... طيب مش لابساه
ضحك وهو يفك اسرها قائلا ; براحتك

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن