ضرب الرعد السماء التي انارت بنور البرق الذي خطف الابصار .. هطلت سماء مدينة انجلترا بدموع غزيرة تسقط علي الارض و تغرقها .. كل أسرة تجمعت بمكان واحد يتدفئون من هذا الجو الماطر .
بعيداً عن المنازل و العائلات السعيدة و الدافئة بسكن الجامعة بمدينة لندن كان يتوسط ذلك السرير البسيط و فوقة غطاه لحاف من الفرو يدفئة بينما ينام بوضع خاطئ تماماً بعد ليلة طويلة من الدراسة و التعقيد .
عقد جبينه بانزعاج و ومضات غير واضحة تنير داخل ذاكرته .. لقطات متقطعة عن دماء و صرخات مكتومة .. فجأه ظهر فتي بمنتصف طريق ما مظلم و حولة اجتمع ثلاث اشخاص .. لم يكن ظاهر اوجه الاربعة وكل ما رآه هو لحظة مشوشة من عقله و دماء تتطاير وصرخات تكثر الي ان سمع صراخ وكأنه بجانبه :-لااااااا هنري !!! .
فتح عيناه علي وسعها مطلقاً شهقه مرتعبه بينما يتنفس بقوة و عدم انتظام .. يديه اشتدت علي الغطاء بقوة قبل ان يشعر بالاختناق الشديد فاعتدل سريعاً لتسقط خصلات شعرة الطويل علي جانبي وجهه .. فتح الدرج و أخذ يعبث به باضطراب و بأيدي مرتجفه الي ان سقط كل شئ أرضاً و بعيداً عن متناول يده .
عيناه توسعت أكثر و أخذ يشهق محاولاً التنفس .. ووجهه اصطبع بالاحمر وشفتاه ازرقتا بسبب انقطاع الاكسجين المفاجئ !
زرقاوتيه اتجهت نحو الهاتف علي الطاولة بجانب السرير الثاني الذي يقرب من سريرة والذي يبدو ان مرافقه ليس هنا اليوم فغادر السرير بصعوبة محاولاً التماسك ليطلب المساعدة و كل ثانية تمر تأخذ من عمرة .
سقط ارضاً بعد ان حصل علي الهاتف ليطلب اكثر شخص مقرب اليه ..وانتظر بينما يحاول ان لا يفقد الوعي ...
:_ألو ؟ .. لما تتصل بهذا الوقت يا آل ؟
نطق الطرف الاخر بقلق و حيرة فهمس آلفين بصعوبة بصوت سمعه رفيقه : ساعدني .. راي ....
اغمض عيناه بعدها غارقاً بظلام الوحدة بينما يسحبه الموت ببطء .
اقل من دقيقه و قد فتح الباب ليدخل ذلك الشاب يركض تجاه رفيقه بعيناه البنفسجية التي امتلأت بقلق شديد وقد صرخ باسمه حين وجده منهاراً بأرض الغرفة .
رفعه عن الارض بقلق و فحص تنفسه فرفعه أكثر يحتضنه بين يديه بحزن شديد و همس بيأس وكأن الاخر يسمعه : اخبرتك مئة مرة ان تبقي مع والديك ولكنك مجرد غبي .
مسح دموعه التي انزلقت بخفه ليعدل من اخيه و ساعدة علي الاستلقاء بسريرة ثم غطاه و من ثم لف نظرة للاشياء الواقعة ارضاً و عيناه تحدق بالعلبة الصغيرة الخاصة بمرض الربو فاقترب منها و أخذها ثم لملم تلك الاشياء ووضعها بداخل الدرج و اعادة لمكانه ثم اقترب من الهاتف الخاص بآل ليتصل علي احدهم منتظراً الرد من الجهة الاخري .
*
*
***في قصر آل فيلارد ...
فتح عيناه علي صوت الهاتف بقربه و تزامن هذا مع برق قوي ضرب السماء ..
أنت تقرأ
رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمد
Action" هل كانت الحياة تظلمني دائماً بهذا الشكل ؟! .. ألا يمكنني الراحة ابداً ؟! .. ألا يمكن ان احيا كما بقية الخلق ؟! .. هل كتب علي ان اعيش حياه مليئة بالصعوبات وفقدان الامل ؟! .. حتي رفيقي الوحيد سيبتعد عني !! .. هل علي تكملة الامر مجارياً لتلك الص...