Part 1

4.4K 217 337
                                    

ضرب الرعد السماء التي انارت بنور البرق الذي خطف الابصار .. هطلت سماء مدينة انجلترا بدموع غزيرة تسقط علي الارض و تغرقها .. كل أسرة تجمعت بمكان واحد يتدفئون من هذا الجو الماطر .

بعيداً عن المنازل و العائلات السعيدة و الدافئة بسكن الجامعة بمدينة لندن كان يتوسط ذلك السرير البسيط و فوقة غطاه لحاف من الفرو يدفئة بينما ينام بوضع خاطئ تماماً بعد ليلة طويلة من الدراسة و التعقيد .

عقد جبينه بانزعاج و ومضات غير واضحة تنير داخل ذاكرته .. لقطات متقطعة عن دماء و صرخات مكتومة .. فجأه ظهر فتي بمنتصف طريق ما مظلم و حولة اجتمع ثلاث اشخاص .. لم يكن ظاهر اوجه الاربعة وكل ما رآه هو لحظة مشوشة من عقله و دماء تتطاير وصرخات تكثر الي ان سمع صراخ وكأنه بجانبه :-لااااااا هنري !!! .

فتح عيناه علي وسعها مطلقاً شهقه مرتعبه بينما يتنفس بقوة و عدم انتظام .. يديه اشتدت علي الغطاء بقوة قبل ان يشعر بالاختناق الشديد فاعتدل سريعاً لتسقط خصلات شعرة الطويل علي جانبي وجهه .. فتح الدرج و أخذ يعبث به باضطراب و بأيدي مرتجفه الي ان سقط كل شئ أرضاً و بعيداً عن متناول يده .

عيناه توسعت أكثر و أخذ يشهق محاولاً التنفس .. ووجهه اصطبع بالاحمر وشفتاه ازرقتا بسبب انقطاع الاكسجين المفاجئ !

زرقاوتيه اتجهت نحو الهاتف علي الطاولة بجانب السرير الثاني الذي يقرب من سريرة والذي يبدو ان مرافقه ليس هنا اليوم فغادر السرير بصعوبة محاولاً التماسك ليطلب المساعدة و كل ثانية تمر تأخذ من عمرة .

سقط ارضاً بعد ان حصل علي الهاتف ليطلب اكثر شخص مقرب اليه ..وانتظر بينما يحاول ان لا يفقد الوعي ...

:_ألو ؟ .. لما تتصل بهذا الوقت يا آل ؟

نطق الطرف الاخر بقلق و حيرة فهمس آلفين بصعوبة بصوت سمعه رفيقه : ساعدني .. راي ....

اغمض عيناه بعدها غارقاً بظلام الوحدة بينما يسحبه الموت ببطء .

اقل من دقيقه و قد فتح الباب ليدخل ذلك الشاب يركض تجاه رفيقه بعيناه البنفسجية التي امتلأت بقلق شديد وقد صرخ باسمه حين وجده منهاراً بأرض الغرفة .

رفعه عن الارض بقلق و فحص تنفسه فرفعه أكثر يحتضنه بين يديه بحزن شديد و همس بيأس وكأن الاخر يسمعه : اخبرتك مئة مرة ان تبقي مع والديك ولكنك مجرد غبي .

مسح دموعه التي انزلقت بخفه ليعدل من اخيه و ساعدة علي الاستلقاء بسريرة ثم غطاه و من ثم لف نظرة للاشياء الواقعة ارضاً و عيناه تحدق بالعلبة الصغيرة الخاصة بمرض الربو فاقترب منها و أخذها ثم لملم تلك الاشياء ووضعها بداخل الدرج و اعادة لمكانه ثم اقترب من الهاتف الخاص بآل ليتصل علي احدهم منتظراً الرد من الجهة الاخري .

*
*
***

في قصر آل فيلارد ...

فتح عيناه علي صوت الهاتف بقربه و تزامن هذا مع برق قوي ضرب السماء ..

رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن