Part 18

1.4K 142 80
                                    

كانت السماء ما تزال تنزل غيثها علي أرض عاصمة بريطانيا و معها يزداد شحونة الجو المحمل برياح شديدة الهيجان و لا يزيد هيبة الطقس و فخامته سوي بذلك الضوء الذي يشق السماء مصحوباً بصوت الرعد الذي يدخل الذعر بقلب تلك الكائنات الصغيرة مقارنةً بمحتويات السماء !!

بتلك اللحظة شقت سيارة بلون الرماد طريقها بذلك الطريق الصخري بعد قضاء وقت صغير بتلك الحفلة الصاخبة !

كانت بتلك اللحظة تسند رأسها بينما شعرها المائل للبني ينساب بكل رقة علي وجهها فرفعت أناملها -حيث زين اصبع البنصر خاتم بلون الذهب مشجر بالالماس و يتوسطه ألماسة صغيرة بشكل جميل - ثم أبعدت شعرها المنساب لخلف أذنها بينما تشعر بانقباضة بقلبها و هي من جعلتها تخرج ألبرت من الحفلة ليرحلان من الحفلة و هو رضخ لطلبها !

":_حبيبتي هل انتِ بخير ؟ .. اشعر ان هناك خطبً ما ! ".

نطق بقلق مثبتاً أنظارة علي الطريق الزلق لتتنهد هي بهَمّ بينما تعدل من طريقة جلوسها لتجيبه بهدوء مشبع بالقلق : لا أعلم و لكني أشعر بالاختناق و أود رؤية ان كان الولدان بخير !

كلماتها تلك كانت نابعة من قلب أم تخشي أقل سوء يمس صغارها الا ان تلك الكلمات أشعرت حب حياتها و اب صغارها بالقلق فهو يعرفها جيداً .. هي لا تقلق من اللاشئ الا ان كانت تشعر ان خطبً ما يحدث لأحد صغارها ! لذا نطق بهدوء : لا تقلقي مايا نحن ذاهبان للقصر لذا إهدأي .

هي أومأت و عادت لشرودها و بالها مشغول كثيراً بكلًا من ألفين و براون .

رن الهاتف فجأة ينتشل الاثنان من عالمهما الخاص لينتشله ألبرت من علي الطابلون و أمسك به يرد بهدوء لكن ما نطقه الطرف الاخر ألجمه ليسرع بالسيارة متجاهلاً الطريق و الامطار !!

*****

حدق بنقطة وهمية بينما يستلقي علي جانبه الايمن بملامح ضجرة و مغتاظة من والده الذي أحضره الي هنا بغير رضاه .

تنهد و اراد الاعتدال محاولاً ابعاد تلك الابرة عن يده الا ان صوت فتح الباب ألجمه ليحدق بالذي دخل قبل ان يعبس ، فهذا هو ما ينقصه ؟!

جلس الاخر بجانبه يبادله التحديق بشوق و حزن قبل ان يقترب يحيط جسدة بين يديه يعانقه بقوة و انساب صوته الهادئ و الحزين تاركاً نبرته المرحة الدائمة جانباً : ألا تعلم اني إشتقت لك يا اخي الصغير ؟ .. لما لم يعد احد يراك او أمي ؟ .. اين كنتما ؟

شعر تيد بارتجافة جسد الاكبر رغم عدم بكائه الا ان ذلك كان كفيل باطلاقه لعنان مشاعره بحضن شقيقة الاكبر ليبادله بقوة ، فهو كان من أكثر الاشخاص قرباً منه ! .. فلم يكن يذهب زينون لمكان الا و تيد معه او العكس ! ..كانا الاثنان مثل التوأم رغم فرق السن بينهما القليل فزينون بالثانية و العشرون ام تيد فهو بمثل عمر ألفين او أكبر من ألفين ببضع أشهر و ليس بالعشرين كما كانت بياناته بالعمل ! .. هو فعل ذلك ليوظفه ألبرت فقط !

رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن