سار بخطوات مسرعة متجهاً لمكان التأهيل رغبةً برؤية رفيقه و إعطائه الامل بتشجيعه .. هو حقاً سعيد بشدة لأجل رفيقه ، فهو عاد له الامل مجدداً ليسير علي قدميه .. هو حقاً سعيد لدرجة انه أصبح يتخيل انه يسير مجدداً جِواره .. يذهبان سوياً او يركضان خلف بعضهم البعض كما الماضي .. حتي انه نسي تماماً ما قاله له والده قبل يومان و الذي جعله بحالة من التوتر و القلق الشديد ، فالماضي يعود مجدداً ليدخل حياتهما و هذا ما لا يريده و خاصةً لصديقه الذي ما زال يعاني منه !
توقفت قدماه عند باب تلك الغرفة الخاصة حين تألقت بنفسجيتيه بذاك الشاب بينما يستند علي قائمين و يحرك قدم تلو الاخري بصعوبة شديدة بينما يسير علي طولهما ثم يلتفت ليعاود السير مجدداً و ملامح الالم تظهر عليه بين الفينة و الاخري .. هذا حقاً متعب !!
":_ هيا ألفين تستطيع فعلها !"
لم يجد نفسه سوي بالصياح مشجعاً و لكن ذلك جعل ألفين ينتفض بفزع و تنفلت يديه ليصطدم جسدة بالارض ، فهو حقاً كان مندمجاً بشدة لدرجة نسيان ما حوله ان لم يكن بسبب الالم فهو بسبب الذكريات التي لا تنفك تداعب عقله مع الكثير من التساؤلات التي لم يجد لها اجابة حتي الان !!
لم يكن غير ألبرت و مايا من يجلسان يراقبان صغيرهما يسير بتعليمات الطبيب بجانبه و هذا أكثر من كافي لتحدق مايا بصغيرها بلطف شديد و تتذكر عندما كان طفلاً و يحاول المشي .. هذا حقاً ذكرها بطفولته قبل ان تنهدم فجأة أمام تعثرات الحياة و لكن رؤيتهما لصغيرهما يسقط بقوة جعلتهما يقفزان من مكانهما تقريباً بقلق شديد يحتل ملامح وجهيهما .
اقترت ألبرت بسرعة ليسند صغيره حتى يجلس بينما يسأله عن ان كان بخير ؟ فأجابه ألفين بإيماءة خفيفة قبل ان يرتفع بنظرة بحقد لصديقه الذي ضحك بتوتر معتذراً ليتنهد ألفين متمتماً : مختل و غبي !
تغيرت سُحنة رايان لينطق بغيظ : حقاً انا المخطئ لاني كنت متحمساً و سعيداً لاجلك يا احمق !
رمقة ألفين بغيظ و نطق غاضباً : انت هو الاحمق و ليس انا .
تبادلا الاثنان نظرات مشحونة من يراهما لا يظن و لو لوهلة ان هذان الاثنان أكثر من مجرد اخوة او حتى تجمعهما صداقة !!
أوقفهما ألبرت الذي نطق بحدة بالاثنان : أوقفا هذا فوراً .
صمت الاثنان مرغمين ليتنهد ألبرت بقلة حيلة بينما ابتسمت مايا بهدوء و خفة لمشاكلهما التي لا تنتهي .
ألبرت للآن لا يعلم الخبر الذي وصل لهاري من أليكس و ان كان يعلم لما ترك صغيره بدون حراسه لثانية فقط .
ساعد ألبرت ابنه ليكمل تدريبه الذي لازمه ليومين و بالفعل إنضم رايان ليلقي بنكات تافهة نحو رفيقه كانت تجعله يضحك و هذا فقط كان يفقده التوازن الا ان ذلك ابعد عنه تلك الهالة السوداء الكئيبة التي تملئها ذكريات بغيضة .. هو حقاً شاكر لرايان كونه معه حتى الان ، أما رايان فكان يفعل ذلك محاولاً عدم تذكر ما حدث او ان يظهر علي وجهه أي شئ يدل لرفيقه انه يخفي شئ عنه حتي لا يفزع من الخبر ، فحتي الان لم يخبر هاري ألبرت أي شئ لانه لم يستطع ذلك لان ألبرت كان مع إبنه طوال اليومين الماضيين و لم يلتقي به حتي الان !
أنت تقرأ
رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمد
Action" هل كانت الحياة تظلمني دائماً بهذا الشكل ؟! .. ألا يمكنني الراحة ابداً ؟! .. ألا يمكن ان احيا كما بقية الخلق ؟! .. هل كتب علي ان اعيش حياه مليئة بالصعوبات وفقدان الامل ؟! .. حتي رفيقي الوحيد سيبتعد عني !! .. هل علي تكملة الامر مجارياً لتلك الص...