Part 16

1.3K 137 169
                                    

ارتفعت السماء من خلف السحب و الغيوم الداكنة التي تنذر بهبوب الرياح و العواصف بأي وقت رغماً عن الشمس ..

بغرفة من غرف ڤيلا آل ديسوارد كان نائماً بغرفته يتوسط سريره بكل هدوء و سكون بينما شعره الذي اخذ لون البنفسج الغامق انساب بعشوائية علي جبينه ليغطي نصف عيناه ..

و بجانبه علي كرسي ملاصق بالسرير جلس منحنياً بجزعه نائماً بعمق علي طرف السرير بجانب يد رايان بعد ليلة شاقة مع الحمى التي لازمةّ الاكبر ليحتل ألفين المكان كله لمعالجة رفيقه و مساندته و هو شديد القلق عليه و كأن تلك الحمَّى ستأخذه منه بأي لحظة !!

ابتعدت جفونه لتظهر قزحيتيه المتعبة لينظر صدفة لجانبه حين شعر بشئ ما ناعم علي يده يثير بها الحكة ان حركها ليفاجأ به نائماً بينما خصلاته الذهبية الطويلة هي من كانت تثير حكته !!

رفع يده ليبعثر له شعره و امتدت يده الاخري لجرحه الذي سببته الرصاصة حين احتكت به .. هذا كان وشيكاً حقاً ليُقتَل !!

انفرجت جفونه حين شعر بيد تعبث برأسه و ثواني من الرمش و عدم الوعي حتى إعتدل منتفضاً لتسقط عيناه القلقة عليه ، فابتسم الاخر بخفه و نطق : لا داعي للقلق انا بخير .

اتسعت ابتسامة ألفين لينقض عليه يعانقه بقوة ، فشهق الاخر متألماً بينما يده تقبض علي خصره بألم ، فإبتعد ألفين بارتباك ينطق : اعتذر .. اسف لم اقصد .. انا .. فقط .. انا ..

تمتم رايان بحنق : يا غبي كِدت تقتلني !

جلس ألفين بجانبه و نطق بقلق متجاهلاً ما قاله : هل انت بخير ؟ هل يؤلمك جرحك ؟ ..

نظر له رايان و ابتسم نافياً بهز رأسه : قلت لا تقلق انا بخير .

صمت ألفين و اخفض رأسه يحدق بنقطةً ما يفكر بالكثير ثم رفع رأسه و قد غزت عيناه الجدية لينطق : رايان ما الذي يحدث من خلفي ؟

شعر رايان بالارتباك الا انه أخفاه قائلاً : لا أعلم عن ماذا تتحدث أل...

ارتفعت يد ألفين تحيط بمعصمة لينطق بغيظ : رايان .. انتم تخفون عني شيئاً ما.. انظر لما حدث معك و محاولة قتلك تِلك .. رايان هناك ما يتربص بك ،  أليس كذلك ؟

شدد علي أخر جملة معطياً نظرة مصرَّة لرايان الذي اشاح بوجهه و تنهد متذكراً ما طلبه منه والده و عمه ألبرت عن عدم معرفة ألفين بشأن أي شئ لينطق بهدوء : انه مجرد حادث يا ألفين .

حدق ألفين به ببرود ليستند علي يديه و ينهض ببطء يسير بكل هدوء ناحية النافذه و رايان يتابعه بقلق .

فتح النافذه لتدخل تيارات الهواء تحرك خصلاته الذهبية ثم جلس علي النافذه و نظر ناحية رايان لبعض الوقت قبل ان ينطق بجدية : رايان سنعقد صفقة علي تبادل الحديث .. انت ستخبرني بكل ما تخفيه عني و انا سأخبرك عن ما أخفيته عنك و عن الجميع .

رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن