اشتد برق السماء لينيرها بلونه الابيض الذي يخطف الانظار مصحوباً بصوت الرعد و معها اشتدت برودة الجو و أمطارِه !!
بمشفى العاصمة توقفت قدماه امام الباب المقصود ليفتحه و يدلف للداخل بحزن ..
رفع انظاره ليجد من كان يتمني رؤيته منذ ثلاث سنوات ساكناً بهدوء و تعب بينما يده متصلة بالمغذي ، فأخذ كرسي و قرَّبه من السرير ليجلس عليه و أخذ يتطلع بوجه النائم بحزن و همّ .. لما لم يفكر حتى بالسؤال عنهما كل تلك المدة ؟ .. هل بسبب كبريائه يترك نصف أسرته بعيداً عنه ؟ .. هل هو حقاً اهملهم بشدة ؟ .. الان ابنه الصغير مريض قلب و هو لا يعلم ! .. هل هي تعلم ؟ .. بالتأكيد لا .. هو يعلم ان صغيره الذي أمامه ان كان يحتضر فلن يخبر والدته عن شئ حتى لا يقلقها !
امتدت يده يلامس بها شعر صغيره البني و أخذ يلعب بخصلاته بخفة بينما يتطلع بوجهه .. هو يريده ان يستيقظ و بنفس الوقت لا يعلم ماذا سيكون ردة فعله ان رآه بعد تلك السنوات التي قضاها دون السؤال منه علي أحوالهم !
رن الهاتف فجأة بجيب معطفه الطبي ليخرجه و لم يكن الا هاتف صغيره الذي أضاء بإسم "أمي " علي شاشته فاضطرب غابرييل ، فهل يرد ؟ .. ماذا سيخبرها ؟ .. هل سيسمع صوتها الذي ما يزال يحبه ؟ .. هل ستتقبل وجوده بجانب صغيرهما ؟ .. هل مازالت تشتاق لوجوده بجانبها كما يفعل هو ؟ .. أمازالت تحبه كما يحبها ؟
و في خضم افكاره و تحديقه انتُشِل الهاتف من بين يديه ليرد بصوت حاول ان لا يجعله يظهر تعبه : مرحباً امي ..
بالناحية الاخري فرحت هانا الا انها ردت بقلق : صغيري أنت بخير ؟.. لما تأخرت ؟
ابتسم و رد مخفي تعبه : انا لدي عمل مهم خاص بوظيفتي الجديدة و قد لا أعود اليوم لذا لا تقلقي عليّ .. و أعتذر ان ضايقتك و لم أخبرك بالامر .
ابتسم و خف قلقها لترد : حسناً صغيري لا بأس بذلك ، سأنتظرك !
همهم لها بابتسامة زائفة خلفها الكثير من الالم .. هو لا يعلم لما أخبرها عن عدم عودته لهذا اليوم لكن ألمه جعله فقط عقله يترجم تلك الكلمات التي توجهت لأمه بينما بالفعل لا يتقبل ان يجلس لثانيه مع والده فلا يزال غاضب منه !
أغلقت الخط ليسقط الهاتف جانبه و أغمض عيناه غير متقبل كونه ضعيف كل هذا الضعف أمامه هو بالذات !
و غابرييل كان ممتن له حقاً لانه كان سيدخل بمتاهة ان رد عليها و لكن الالم الذي ظهر بوجه صغيره جعله يفتح حوار معه : هل تشعر بالالم ، تيد؟! .. لما لم تخبرني انك تعاني مشكلة بقلبك ؟
فتح تيد عيناه و وجه أنظاره له يتحدث بإنزعاج : الالم ليس سوي نفسي يا أبي .. أنت فقط لن تعلم ما أشعر به .
أنهي كلماته يبعد تلك الابره عن ذراعه يحاول ان يغادر السرير ، فنطق غابرييل بقلق : ماذا تفعل ؟ مازلت مريض ولم تتعافي بعد .
أنت تقرأ
رشفة من كأس الحياة 2 (مكتملة)بقلم أسماء أحمد
Acción" هل كانت الحياة تظلمني دائماً بهذا الشكل ؟! .. ألا يمكنني الراحة ابداً ؟! .. ألا يمكن ان احيا كما بقية الخلق ؟! .. هل كتب علي ان اعيش حياه مليئة بالصعوبات وفقدان الامل ؟! .. حتي رفيقي الوحيد سيبتعد عني !! .. هل علي تكملة الامر مجارياً لتلك الص...