فتحت عينيها العسليتين ببطأ تجوب ببصرها ثنايا غرفة بيضاء كلون حياتها المبهمة.. بعيدا عن ذاك اللون الذي صار رمزا ليأسها تمركزت حدقيتاها على امرأة أربعينية برداء طبي يحمل نفس اللون المشؤوم مع خصلات شعر أسود بدأ يتخلله بعض الشيب
"أنت محظوظة يوري..لقد نجوت بأعجوبة"
قالت المرأة بصوت هادئ يشبه النغمة المواسية
"محظوظة؟؟أصبحت أكره سماع هاته الكلمة"
رفعت بعضا من جسدها الهزيل الذي يبدو عليه بعض الكدمات المعبرة عن الكثير
"بماذا تشعرين يوري"
"لاشيء"
اختصرت كلامها ببساطة بينما ترجع شعرها البني الطويل للخلف
"لقد توقف قلبك عن النبض لمدة..أنت كنت ميتة كيف لاتشعرين بشيء"
سألت المرأة بينما تدون ملاحظاتها..أهي كانت تسأل أم تعاتب..لسبب ما هناك بعض الحزن بكلامها
"متى سأخرج من هنا"
سألت ببرود أشد
"لماذا تريدين الخروج؟؟ماذا ستفعلين بعد أن تخرجي"
سألت دون ان تتوقف عن التدوين
"لاشيء"
اجابت مجددا بنفس نبرتها الباردة
"هل مازلت تفكرين في الانتحار"
تلاقت اعينهما كمواجهة بصرية..هاته الاجابة وحدها ما سيحدد مدى سوء حالتها النفسية الآن
"لا..لكني لا أفكر بالعيش أيضا"
قالت لتبتسم بنهاية كلامها
نفت برأسها كأنما اجابة مريضتها لم تقنعها..نفس الاجابة..فقط تغيير الصيغة..اذا نفس الابرة..وفقط نغير الطريقة
"هل..ماتو جميعا؟؟"
سألت بنبرة مهتزة لتومئ الأخرى بهدوء بينما تضغط على كتفها علها تواسيها..اتكأت على السرير بهدوء تسترجع ذكريات لا يمكن ان نصوغها بكلمة غير الألم..ألم جعل تلك العين الحادة تخرج ما استمرت في كبته من لؤلؤ حزين..
"عليك أن تنامي قليلا"
قالت بهدوء لتحقن الابرة بكتفها تتأمل اثار الجروح البارزة على يدها..جروح وكدمات مازالات تحكي عن الكثير
اغمضت عينيها بعد أن اتخد المخدر مفعوله لتنام علها تحصل على بعض الهدوء
"حالتك تزداد سوء يوري..أخشى من أني لن أستطيع انقاذك"
حركت رأسها بحزن لتمسح على شعرها..عدلت بطاقة هويتها المعلقة على وزرتها البيضاء
"البروفيسورة جيو نغ مي قسم الأمراض النفسية"
--
أنت تقرأ
Dystopia:the Maze
Science Fictionديستوبيا تناديك..ديستوبيا ترحب بك..حاول الهروب او مت وأنت تحاول -اين نحن ومن انتم..بل ما هي أسراركم؟؟ -وسط مدينة الموت..وفي متاهة الأسرار..وقعت في حبك..لكني الآن تائه بين خيار قتلك أو الموت على يدك -- -مين يونغي -كانغ يوري - جيون جونكوك - بارك جيمين...
