Dystopia:the Maze

chapter6:dark

ومجددا عادت تلك الذكرى تحفر بقلبي
ثم التف الظلام حولي يسرد لي بعضا من آلام الماضي
لكني فقط تسائلت ان كان مصيري البائس يلاحقني
أم ان القدر يسخر مني

--

"لقد نجونا يوري نجونا..أركضي هيا..يوري اتسمعينني لنذهب"

صوت جاب ذهنها يسير بها لذكريات ما كانت بالسعيدة ابدا..ذكريات جعلتها تبتسم ابتسامة دافئة يغمرها بعض الحزن قبل ان تغلق عينيها..وبنفس تلك الابتسامة ضغطت الزناد دون تردد..تلك الرصاصة التي كادت تقسم على انها سمعت صوتها قد علقت بالمسدس..حظها العجيب انقذها من مجزرة كادت تودي بحياتها..

نظرت للمسدس ثم لرفاقها وبسرعة ادراكها لما اقبلت على فعله..بل لما فعلته اساسا..رمت المسدس تنظر لرفاقها المذعورين..جونكوك يزحف وجين يطلب المغفرة من لاشيء..سونمي مازالت تنحب وتتلمس الارجاء وسي يون التي تقريبا غابت عن وعيها ثم تاي الذي يتوسل ازالة الدماء من يديه واخيرا شوقا الذي لم يتوقف عن الركض او التقلب على الارض..

"أكيد يوجد حل..فكري يوري.."
أي حل قد يكون بغرفة لايوجد بحوائطها أي اختلاف..غرفة تحلق في الفضاء الخارجي انها تشبه ذلك اكثر..وببصرها الحاد لمحت كاميرا مراقبة  صغيرة في سقف احد الأركان المظلمة..وبنفس سرعة ملاحظتها حملت المسدس الذي كان يزحف في اتجاهه جونكوك تنظر لثناياه من جديد

"الموسيقى هي ماتتلاعب بعقولنا..علي ايقاف الموسيقى أولا..أم هل أن أطلق الرصاصة على الكامرى وحسب..لكن..الرصاصة عالقة"
تنهدت في متاهة أسئلتها اللامتناهية..وبنفس الافكار المتضاربة سحبت الزناد العالق عدة مرات قبل ان تستطيع اخراج الرصاصة اخيرا ثم اعادة حشوها من جديد..

"الآن حقا صرت اتوق لسماع كلمة محظوظة..هيا يوري اما النجاة او الموت"
اغمضت عينيها لتفتحهما من جديد كأن تلك الحركة قد مدتها بالمزيد من الطاقة..وبطاقاتها الوهمية تلك اطلقت الرصاصة على الكامرا..

"اذا ارادو مراقبتنا سيضرون لاخراجنا من هنا..سيفعلون اكيد"
أغلقت اذنها حتى لا تستمع لتلك الموسيقى التي تتلاعب بأوتار عقلهم اكثر من الأجواء المتواجدة هناك..

وبخدعة سحرية اخرى التهم الظلام النجوم بقربهم ليحتل السواد محيطهم..لم يعد يسمع شيء..ولا حتى ذاك الصراخ الذي شل طبلة اذانهم..توقف كل شيء كان الظلام لم يبتلع النجوم وحسب بل ابتلعهم ايضا..

"ر..رفاق..هل من أحد هنا"
لم يكن هناك اي رد..لا احد يسمع او يميز الاصوات بعد الآن..ضوء بدا يبرق من بعيد جعلها تتقدم اليه..والآن بامكانك ان تلمح ذاك الجسد الذي يسير بخطى متثاقلة نحو خيوط ضوء تكبر مع كل خطوة تقدمتها لهناك..