أخطـائـي لا تنتهـي

13.9K 1.3K 320
                                    

منذ أن مسستُ إمرأة غيركِ أقسمت على أن لا يلوك حلقي الشراب مجدداً

و لكن ها أنا ذا أثمل في بيتنا منذ أن عدت من المشفى و ما وجدتكِ هنـا

لستُ بخير

أنـا مدمر بالكامل

أشعـر أن الحيـاة تنتقم لكِ منـي

و يـا ليتها ما إنتقمت بهذه الطريقة التـي أنهتنـي ..

كنتُ أنوح كالطفل في المنزل و ما احتضنتني سوى ظلمة غرفة المعيشة حيثُ أرسو بقناني شرابـي

والدتـي ستموت ..

حينمـا أفكر بهذا و بالإستثنـاء الوجع الذي يأتيني أفكر ..

هل أسعدتها يوماً ؟
كلا لم أفعل.

في مراهقتـي كنت شديد الطيش و مفتعل المشاكل
فأرهقتهـا معي.

في تخصصـي الجامعـي كانت تتمنى و ترتجـي أن أتخذ الطب و لكننـي عارضت ، و هي لسعادتـي قبلت.

في زواجـي .. لم تكن موافقة عليكِ
و لكنني ألححت ، و هي لأجلـي رضخت.

تمنت أن ترى عائلتـي ، تمنت أن ترى طفلـي
و أنا لجهلـي و غبـائي ما علمت لما كل هذا الإلحاح

فجرحتها

أبكيتها

و جعلتها ترقد في المشفى.

لما لست جيداً مع أحد ؟

لما لا أستطيع جعل من معي يعيش في سعادة ؟

رغم أني أحاول و الربُّ يشهد
و لكن لم أنجح أبداً.

أفكار سوداء أخذت تقتحم رأسي سببها ثمالتـي و إرهاقي من هذه الحياة التي باتت كالجلاَّد لي

أقول إكتفت و سأرتاح أخيراً
فتضحك ساخرة و تصفعنـي بسوطها مجدداً و مجدداً و مجدداً ..

حينما كنتُ في أوج أفكاري المظلمة
ولجتِ إنتِ من الباب ببإبتسامة واسعة

أخذت بالتقلص تدرجياً ما إن حطَّت عيناكِ علي
أبدوتُ مثيراً للشفقة حينهـا ؟

إقتربت نحوي بخطوات سريعة و عيناكِ تلمعان قلقاً عليّْ
و لكنِّـي حينها لم أرهما قلقاً ، بل لم أكترث ..

وقفت بصعوبة و حاولت التوازن و أنا أتوجه نحوكِ لتتوقفِ بمكانك تنتظرين وقوف أمامكِ

و ما إن فعلت حتى أفلتُ ضحكت ساخرة عالية من ثغري جعلكِ تقطبين حاجبيكِ لبرهة و لكن أضنكِ حينها بررت لي لثمالتـي

« كيف حال زوجتـي التي لا تنفع لأن تكون ؟ »
بسخرية نطقت فإنزعجت تعاليم وجهكِ و لكنكِ حاولتـي عدم الغضب ، فأنا ثمل ، هذا ما تمتي به بإنزعاج و خيبة و أنتِ تستدرين لتتوجهي أين أوقعتـي شيئاً كان بيدكِ لرؤيتكِ بتلك الحالة

و لكنكِ تجمدتـي و أنا أنطق بكل غلٍّ
« أيتها العقيمة النكرة ! أكرهكِ بشدة ! ليتني لم أتزوجكِ ! »

لا أذكر الكثير عن تلك الليلة لشدة ثمالتـي ..

و لكنِّـي علي يقين أني جرحتكِ
كلا ، بل تركت شرخاً عميقاً بداخلكِ

شرخاً لن أستطيع لا أنا و لا الزمان جعله يلتئم

أخر ما أذكره قبل أن أنهار و أغطى نائمـاً هو جذبي لورقة كانت في جيبي و وضعتها أمامكِ طالبا بل أمراً توقيعكِ

كانت ورقة الطلاق
ورقة إنتهائنـا ..

إستيقظت في اليوم الموالي و أشعر بالاشئ ..
فقط الفراغ بداخلـي

علمت أنـي وقعتُ على ورقة الطلاق كما فعلتي
و كانت ردة فعلي باردة للغاية ، في الواقع لم أقم برد فعل حتى ..

شئ واحد فقط فكرت به و لازلت أفعل

لما أواصل أذية من أحب ؟

و لما أخطائي لا تنتهي ..

و لما أخطائي لا تنتهي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Forgive me : أُغفريِ لي || JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن