مـا عدتُ أتحمَّـل

13.4K 1.3K 196
                                    

لقد حاولنـا كثيراً للحصول على طفل و تكوين عائلة

و لكننـا لاقينـا الفشل في النهاية

أشعر بالإحباط الشديد ..

والدتـي تضغط عليَّ كثيراً

طلبت منـي اليوم أن أتي لزيارتها فلبيتُ طلبها

جلست على الأريكة بجانبها

أشعر بالتوتر كوني على علم أنها ستتحدث عنكِ

مجدداً

و كما توقعت أخذت تترجانـي أن أتزوج فتاة غيركِ إن لزم لتحصل على حفيد

هذه أنانية كبيرة منها

فقدت أعصابي و بدأت بالصراخ لتفعل هي المثل و دموعها تتساقط على وجنتيها

تجمدت و شعرت بنبضات قلبي تكاد تسقط حينما سقطت والدتـي فجأة أمامي مغماً عليها

هرعت إليها بقلبٍ مقبوض أحاول إيقاظها

و لكننـي فشلت

أخذت هاتفي و بأصابع مرتعشة و أعين ضبابية سببها الدموع التي أخذت بالتجمع في عيوني قمت بالإتصال على سيارة الإسعاف

دقائق رغم أنها لم تكن طويلة إلا أنني أحسستها دهراً حينما بقيت أراقبها مستلقية فوق ركبتي بعجز وصلت بها سيارة الإسعاف لأفتح لهم الباب بسرعة و أدعهم يأخذونها بينما أنا و بخطوات مهرولة ركبت معهم في السيارة

رأيتهم يسعفونها على عجل لأبقى أنها أراقبها بعجز و لا علم لي بما حصل لها

حاولت سؤال المسعفين غير أنهم تجاهلونني تحت ذريعة أنهم مشغولون حالياً ليتركونني بحرقتـي

وصلنا إلى المشفى ليأخذوها بسرعة نحو أحد الغرف فجلست خائر القدمين على الكرسي أحاول التماسك و أنا أنتظر ما سيقوله لي الطبيب لاحقاً

إتصلت بوالدي ما إن تذكرت أمره أعمله عن أنها في المشفى

كنت سأتصل بكِ أنتِ الأخرى و لكنني غيرت رأيي

وصل والدي شاحب الوجه لفزعه رغم أني أخبرته أن حالتها ليست بخطرة في محاولة مني لعدم إقلاقه

سألني فأخبرته أنها لازالت في الغرفة يفحصونها

لم يمر الكثير ليخرج الطبيب و ملامحه تنبأني أن ما سيلقيه علينا ليس بالخبر السار

وقف أمامنا و بنبرة متأسفة جعلت من قلبي يعتصر خوفاً أنبس
« بعد فحص السيدة جيون إكتشفنا أن لديها ورماً خبيثاً في مرحلته الأخيرة ، بأسف أخبركم أنها لم تعتد تمتلك الكثير من الوقت ، ربما سنة كحد أقصى »

ألقى علي كلماته ليجعل من دموعي تسكب

يداي و كافة أعضاء جسدي ترتعد

قلبي نبضاته علت حد إلامي

واساني الطبيب بنظراته و وضع يده على كتفي مخبراً إياي
« والدتك تطلب رؤيتك »

أومئت له مع أني لازلت لم أستوعب شيئاً فرحل

إستدرت أتقصى عن حالة والدي بعد سماعه الخبر فوجدته جالساً يرمق الأرضية بشرود

كنت سأتوجه له أسأله عن حاله غير أنه رفع نظراته نحوي و أخبرني أن أذهب إلى والدتي فهي تنتظرني

لبيت ما قاله لي و رغم الإنهيار البادي على ملامح وجهي حاولت جعلي أبدو بخير كي لا أزيد من قلقها

دلفت إلى الغرفة لأجدها متكئة على السرير و الأجهزة تحيطها من كل مكان

كرهت رؤيتها هكذا

جلست بجانبها على الكرسي فرفعت نظراتها المتعبة نحوي و بصعوبة حاولت إمساك يدي فهرعت أمسكها أنا

بشحوب بشرتها و التعب البادي على ملامح وجهها و بـ ترجي و توسل أنبست بصوت مهزوز قد بحَّ
« أعلم أن مِنيَتي قد قربت لذلك أرجوك بني أنا أتوسلك حقق أمنيتي و رغبتي الأخيرة ، أريد رؤية حفيدي قبل أن تصعد روحي لسماء ، أريد رؤية عائلتك لأطمئن »

لمـا تطلب شيئاً أنا بعاجز عن تحقيقه ..

لمـا يحصل لي هذا ..

أنا مرهق للغاية ..

كل شئ يحدث فوق طاقتي ..

ما عدت أتحمل.

Forgive me : أُغفريِ لي || JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن