نعم .. نعم .. إننا عراقيون و كفى .. كفانا قتلا .. كفانا كرها .. كفانا بغضا على اساس الدين او المذهب او منطقة
كلا .. كلا لكل من يبيح دماء الابرياء و العراقيين الشرفاء .. كلا لكل من يرضى باراقة دم إنسان على اساس دينه او مذهبه او اقليمه او غير ذلك .. و لا يقتصر الأمر على العراقيين فقط .. بل إن الشريف لا يرضى باراقة دم أي إنسان في العالم
أقسم بالله .. ليست القضية قضية مذهب او منطقة أو أقليم بل هي قضية صراع على السلطة وتجارة بدم الأبرياء لن تربح ابدا بإذن الله
لا تقل أنا شيعي او سني على العلن أبدا .. .. فانت شيعي او سني من اجل ربك و ربك اعلم بنواياك .. قل أنا عراقي و كفى و انا متأكد إن هذا سيرضي الله و يكفر عن اخطائك لأنك بهذا حفظت دماء المسلمين
لا تقل أنا مع جيشي و تسكت .. بل قل أنا مع الشرفاء أي كانوا ومن جميع الاطراف .. لا تقل أنا مع حكومتي .. بل قل انا مع شعبي
لا تقل أنا من كذا محافظة او منطقة او اقليم .. بل لتكن اول كلمة تقولها هي "أنا عراقي" فهذا كفيل بجعل أي عراقي أخر يضمر لك النوايا الطيبة و يعرف إن هناك ما يربطكم معا و هو الوطن، بل سيحترمك ويهابك حتى الأجنبي عندما لا يسمع غيرها منك و من أخوانك
بل لا تقل انا مسلم .. بل قل أنا مسالم
نعم لقد تغيرت الامور اليوم .. و اصبحنا نعيش بدوامة من التعقيدات و سوء الظن .. الغرب يظنون المسلمين ارهابيين .. و العرب يظنون الشيعة كفرة و يجب قتلهم .. و السنة يظنون إن الشيعة يريدون التخلص منهم .. و الشيعة يظنون إن السنة يميلون إلى القاعدة .. و المنطقة الفلانية يظن أهلها إن المناطق الاخرى ترغب في في طمرها .. و كلهم مخطئين .. لأن القضية ليست اقليمية او مذهبية او دينية .. بل هي مجرد غياب لـ "مبدأ الإنسانية" عند الكثير من البشر و مبدأ الإنسانية يعني أن تؤمن إن من حق أي إنسان مسالم ان يعيش حياته بكرامة وسعادة
ليس الحل أن نعاند ونقول
(نحن كذا و تبا للطرف الاخر) .. على الاقل هذا ليس صحيحا إن كنت تريد ان كنت بالفعل تحمل "رسالة" تريد ايصالها للاخرين .. العناد لن يأتي إلا بعناد من المقابل، وفي النهاية لن تجني إلا مزيدا من الاضعاف لوطنك و مزيد من التشويه لدينك و مزيدا من اراقة الدماء و بكاء الأمهاتلقد دعى نوح قومه 950 سنة بالحكمة والموعظة الحسنة دون أن يكل او يمل ورسولنا محمد لبث في قومه ما لبث يدعوهم إلى الجنة و هم يرمونه بالقشور والاحجار وقتلوا الكثير من اعزائه و في النهاية قال لهم (انتم الطلقاء)
أين أنتم من هؤلاء .. هل انت مستعد أن تذوق عذاب النار من اجل كلمة تقولها.. لن تخدم دينك في شيء .. بل مجرد ستزيد من تنافر القلوب و زيادة الهوة وفي النهاية يستغل الوضع تجار الدم ..
إبن بنت رسولكم بكى على أعدائه (وهم يتهيئون لقتله) .فأين أنتم منه ؟
احفظوا لسانكم عن كل ما يفرق .. اجعلوا الإنسانية (في القول والفعل) هي ما يربطكم مع العالم باسره .. و اجعلوا الوطنية هي الرابط الاكثر قوة مع اخوانكم من بلدكم
من ضربك على خدك الايمن .. فاعطه خدك الأيسر .. لا لضعف منك أبدا .. بل لكي يرى العالم من هو المسيء و من هو الحليم .. و لك عبرة في قصة مالك الأشتر عندما رماه احد الباعة بحجر او نواة تمر ولما عرف البائع إن هذا هو مالك الأشتر هرول ورائه ولحقه إلى المسجد ليعتذر منه .فرد عليه (لا عليك يا اخي ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك) .. موقف غاية في الانسانية استحق ان يذكره التاريخ .. و هل كان لضعف في مالك ؟
اهلكم الشرفاء في الأنبار صاروا بين المطرقة والسندان .. بين "محسوب على الشيعة" جاهل يذمهم و يساويهم مع القاعدة .. و بين شباب منهم استفزتهم الطائفية والعشائرية ليخرجوا في الشوارع و يضربوا الجيش .. و بين مغرضين يبثون الفرقة و يألبون الناس .. و بين القاعدة سيئة الصيت التي استغلت الوضع لتدخل إلى المنطقة .. أنقذوهم .. أنقذوهم
قولوا إننا عراقيون .. قولوا إننا عراقيون و اسكتوا في كل محفل .... في كل رد على صفحة في الفيس بوك مهما كان منشورها.. و سيحترمك و يحبك القاصي والداني ، الشيعي و السني . و ستلجم افواه المطبلين للطائفية
لا تقل انا على حق و غيري على باطل .. بل قل انا عراقي و انت عراقي لكي تكسب المزيد من الاصدقاء و تحاصر الاعداء الحقيقيين في زاوية ضيقة.. هي فتنة .فاعملوا على وأدها،
فليحيا العراقيين الشرفاء من الأنبار وبغداد و البصرة وكوردستان و كل مناطق العراق