اقتنص القدر حلمه وهو في طريقة:الدبلوماسيه
#حكاية_شهيدرفيق الأطفال، المشردين، يمازحهم، يداعبهم، حين يلتقيهم في طريق ذهابه وعودته من الجامعة، يصيبه الحزن والألم لأولئك الصبية الصغار وهم يلتمسون ما يكفي قوت يومهم من المارة، بدلا عن الذهاب الى المدرسة وتحصيل التعليم في بلد أسس العلم لينير أرجاء المعمورة.
مرتضى عادل كاظم المحمداوي، ولد في الأول من كانون الثاني من عام 1996، طالب في المرحلة الأخيرة من كلية العلوم السياسية في الجامعة العراقية، يعمل في محل أطعمة لبيع المعجنات والحلويات، من هواياته ركوب الدراجات النارية، يسكن في حي الصحفيين من منطقة البلديات في بغداد.
منذ طفولته ومرتضى يحمل تلك الإبتسامة الشهيرة والوجه البشوش، ويقول أخوه: "معروف عن مرتضى انه شخص محب للخير لدى أصدقائه، يحفزهم ويدعمهم رغم افتقاره لمن يسانده في حياته، حتى أن راتبه الخاص الذي يحصل عليه من عمله في محل المعجنات يقدمه للفقراء والمحتاجين، حنون وقريب من الأطفال، وله هواية في تنظيف الشوراع والأرصفة لانه يرى فيها خدمة للمجتمع".
وعن اهتماماته وميوله الفكرية يعقب أخوه قائلا: "درس مرتضى في الحوزة حين كان صغيرا وتربى على حفظ واتباع اقوال الامام علي، والدتي كانت تطلب منه دوما ان يؤذن في المنزل لجمال صوته".
مرتضى ترعرع في كنف أسرة علمته أن الإنسانية هي أساس التدين فحصل على رفاق درب من شتى الألوان!، ويستأنف بهذا الصدد بقوله: "لم يكن له عداوة مع أي شخص، فقد كان منسجما مع رفاقه من مختلف الطوائف، من السنة والمسيح والكرد، ولا يفرق بينهم في التعامل".
التحق مرتضى بكلية العلوم السياسية متمنيا ان تهبه الارض، التي طالما حلم بالعيش فيها بأمان واستقرار، فرصة ذهبية ليكون دبلوماسيا يوما ما، ممثلا لوطنه اما العالم، لكن القدر شاء ان يحمل قضية شباب الثورة ويمثلها لدى ملكوت السماء!.
لمرتضى دور بارز في الحراك الثوري المستمر منذ سنوات في بغداد، فيقول أخوه: "خرج أخي متظاهرا مشاركا رفاقه ومناهضا للظلم والجور، طالبا للحرية والعدل والسلام من اياد القمع والطغيان". لم يدع ثورة إصلاح شبابية الا كانت له يد فيها حتى سقط شهيدا إثر ضربة وجهت اليه من قناص في ساحة التحرير في الأول من اكتوبر 2019، وهو يحتج برفقه إخوته المتظاهرين المطالبين بتغيير المنظومة الحاكمة.
"الشهيد الأول في التحرير"، كانت آخر السطور التي تغنى بها على صفحته الشخصية " عل. نهج الحسين مت شجاعا، لا تمت جبانا!!"، نبوءة حققها لذاته، فكان من حاملي شعلة تشرين، لكن ماذا عن الأخرى وهو ينادي "العراقي ينتصر"!، هل سنلمح في أفق الوطن ما يدعو للانتصار يوما ؟!. ربما.. بجهود فتيانه وهم يتبعون أثر خطى رفقاهم في مواجهة كل العقبات.
مرتضى قد أرتضيت لنفسك ذاك الإيثار الناصع عوضا عن العيش بسلام بعيدا عن كل تلك المناورات، ناديت لمن يسمع النداء وكأنك تنادي بلادك ! " حطم ما شئت إلا قلبي.. إنتبه فأنت به!"، حتى اقتنصك قدر اعمى لتحيا مجدا مباركا وهتاف الوطن النازف يزين جبينك بينما حطمت انت عن دون قصد قلوبا أحبتك.
#مرتضى_المحمداوي