حوار بين صفاء السراي و عبدالله ماجد

250 25 4
                                    

"حوار دار بيني وبين الشهيد صفاء"
بالقرب من ساتر جسر الاحرار تحديداً
عند ساعات الغاز المسيل للدموع
والرصاص الحي
أسمع صوتهُ ينادي ارفعوا رؤسكم بشموخ
لا تسقطوا ، بغداد عطشة
أسقوها بدمائكم وأنا بأنتظاركم
وفي احدى الزوايا اختبأت لأحدثهُ
قلت لهُ : كيف حالك؟
اجاب : أنا مع ثنوة!
أجبتهُ : ما شعورك في لحظة الموت
فقال ضاحكاً : في تلك اللحظة ولدتُ
وعدتُ لثنوة ونلت الشيء الذي حسن جودة حياتي ولكن أختلف عن ما أردتهُ
فبدل الرصاصة أستقبل رأسي
مسيل الدموع ..
ولم تسل دموعي بل سالت حريتي
وخرجت أجنحتي وحلقتُ في ساحة التحرير ولكم الحرية..
قلت بحزنٍ شديد : خرجت النائحات تنوح على موتك وأذنت المأذن "لا للموت لا"
رد بفرح : لا زلتُ أردد ابيات ابانا مُظفر النواب "بغداد بخطر كلش يكلبي همداك تنام"
أتسلل يومياً في الليل لمكتبة الموتى
بين اصوات الموت ورائحتهُ
بين انفاس شاب دُفن قبل ساعات قليلة
أجبته : ما قولك الأخير؟
قال : "عساها بالكصب يفلان لوعتنا ومدامعنا وتراچينا ، عساها تخضر التينة ونمد بفيها السواليف راحة بال وخبزة واستكين چآي تكفينا".

- عبدالله ماجد

قصص ابطال ثورة اكتوبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن