CH ~01

84 2 0
                                    

تخطيت تلك الاجساد المعاكسة لجهه سيري حتي وجدت طريقي بينهم للخروج من هذه الدوامة وعيناي تتفحص المكان حولي بأنبهار، سيظل موسم الشتاء هو الافضل بمسقط رأسي دائمًا.

ابتسمت فور سقوط رقاقة ثلج فوق كف يدي الذي بسطه سابقًا كنوع من الترحاب لتلك الاجواء، عيناي تكاد تضيع بين الناس هنا الا ان رحيلهم يحين بذلك الوقت وهو الوقت المثالي لعودتي مجددًا.

صعدت الي اول سيارة اجره امامي بعد اخبار السائق بالعنوان، وضعت حقيبة ظهري بجانبي لالتفت الي زجاج السيارة المغلق من جهتي.

"اعتذر ان كان طلب مزعج ولكنني ارغب
بفتح الزجاج، هل تمانع؟"

" لا بأس بني ولكنني احذركَ من لفحات الهواء بذلك الوقت من السنه قد تصاب بنزلة برد"

"انا بخير ومعتاد بالفعل علي ذلك الهواء البارد"

"حسنًا اذا، لكَ هذا"

اومأت بأبتسامه ليضغط الزر لدية ويفتح الزجاج من جهتي، وفورًا لامس الهواء البارد وجهي و اصبح شعري يتطاير مع قوة الرياح.

السماء تبشر بعاصفة قريبًا و بمزامنة مع تفكيري أذاع الراديو خبر عاجل حول حدوث عاصفة بحلول الساعه الرابعة عصرًا، انها الثانية و النصف ظهرًا لذا لا بأس بذلك مازال هناك وقت كافي.

توقف امام المقهي تمامًا و بصوته العميق اخبرني بوصولنا لوجهتنا، دفعت المال المطلوب و نزلت عن السيارة وفوق كتفي الحقيبة، رفعت قبضتي لأضرب بخفة حائط المقهي باللون الاصفر الهاديء.

"لقد عدت صديق"

هتفت بحماس مشابه لتعابير وجهي، اتخيل ضحكاتها المرتفعة ترحب بعودتي و ابتسامتها الصادقه تحيط وجهي بدفء.

ابتعدت عن الحائط بخطوتين الي الخلف ونظري مثبت علي لافته المقهي التي تحمل اسم
• ازرق و اصفر • لأحرك رأسي بيأس لذلك الاسم الغريب، مازال يحمل نفس اللون حتي يا إلهي.

"سوف اعود للترحيب بكَ مجددًا"

لوحت الي المقهي كما لو انه يسمعني، استدرت الي الفندق امام المقهي وتقدمت حتي ادلف للداخل.

فور حجز غرفتي المعتادة بالطابق الرابع حامله رقم خمسة وعشرون صعدت اليها و القيت بجسدي فوق الفراش بأرهاق، لم افعل هذا منذ وقت طويل ولكنه مازال يحمل نكهه من الحماس و الارهاق الممزوج بالدفء رغم تلك الاجواء الباردة الا انها تمنح قلبي عناق هاديء بشكل ما.

"صحيح! كنتُ سوف أنسي"

قفزت عن الفراش بتذكر لأفتح جيب حقيبتي الداخلي و اخرج رسالة عشوائية اخري، لا استطيع فهم قاعدتها بعدم قرائه اي من الرسائل سوي ان كانت بأختيار عشوائي.

سحبت احدي الرسائل ذات اللون الاصفر الباهت لاجلس فوق الفراش مجددا براحة، فتحت الرسالة بهدوء و عيناي اخذت تقرأ حروفها ببطء و بأستمتاع.

" الرسالة الصفراء " :

الثاني عشر من ديسمبر من سنه ٢٠٠٨.

اليوم كان بارد بشدة علي غير العادة و الهواء شديد لحسن الحظ استطعت العثور علي محطة جيدة حتي اخذ القطار برحلة قصيرة.

لطالما احببتَ تلك الاجواء و هذا الهواء البارد حتي انني اتخيلكَ الان تسخر مني بسبب ملابسي الثقيلة بشدة، احببت ذلك الطقس ايضًا رغم مرضي الشديد به الا ان رؤيتكَ تبتسم بلطف لانه يومكَ المفضل و اصبح متكامل بطقس مفضل جعلني أضعه كأفضل طقس لي ايضًا.

انها المره الاولي لي بالذهاب بمفردي و اشعر ببعض التوتر رغم لطف الجميع حولي، الاجواء تبدو غريبة بعض الشيء دون ان تكون انت مركزها بالنسبة لي، علمت الان لِمَ كنت تتحدث كثيرًا.. كنتَ ترغب بجعل عقلي ينشغل عن التفكير لأطول فترة ممكنه اليس كذالك؟

انا سعيدة الان بحق اشعر كما لو انني امسكتكَ و فهمت ما تحاول فعله طوال هذا الوقت بأكمله، انا اضحك بشدة الان لذا يجب عليكَ الضحك!

الاجواء هنا بيضاء بشدة كما لو ان العالم يحتضنها شخص بوشاح ناصع البياض، هل تبدو كذالك بالنسبة لكَ ايضًا؟

القطار سيتوقف قريبًا و سأذهب لزيارة جدتكَ ايضًا، سوف اضع الزهور لها هي كانت تحب اللون الابيض مثلكَ تمامًا لذا جلبت لها باقة جميلة.

الي اللقاء مجددًا..

•بارك يونا

اغلقتُ الرسالة لأضعها بجانبي بعد القاء ظهري فوق الفراش محدق بالسقف، حملت الرسالة بين اناملي مجددًا لاضعها امام مرئي عيناي بينما مازلت علي نفس وضعية الاستلقاء.

"بارك.. يونا.."

~🖤.

𝘼 𝙈𝙀𝙀𝙎𝘼𝙂𝙀 𝘼 𝘿𝘼𝙔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن