CH ~04

26 1 0
                                    


انحنيت لاجلس امام الشجرة بجانب لافتتها البارزة عن الارض حاملة اسم جدتي، وضعت باقة الزهور البيضاء بجانب اللوحة لتزين جانبها.

حركت يدي فوق اسمها حتي اسمح رقاقات الثلج المتناثرة فوقها بأهمال و عدت للجلوس بظهري للشجرة و عيناي تلتقط الاسم بين الحين والاخر.

"لقد عاد حفيدكِ بعد وقت طويل من
التمرد خارجًا"

اردفتها بسخرية مزيفة لأعود برأسي للاعتماد علي الشجرة لمساندتها، ثبت نظراتي علي الشجرة العملاقة امامي بهدوء بينما ذراعي تستند علي ركبتاي.

"يونا اتت الي هنا قبلي، هل كانت بحالة
جيدة بذلك الوقت جدتي؟ مازلت اتساءل"

اكملت بهدوء تخلله الفضول الغريب بينما نظراتي تبحث عن معني اخر غير الحزن لأرسالة الي تلك الشجرة المسكينة امامي، التفت الي اللافتة بأبتسامه.

"لقد فتحت الرسائل اخيرًا، امتلكت الشجاعة
لأختيار الاجابة بعد وقت طويل"

نظر اليّ غريبان يعبران من امامي بنظرات تصفني كمجنون يتحدث الي نفسه، كرمشت انفي بينما اوميء لهما الا انهما ابتعدوا عني بمسافة كافية.

لن استطيع تصليح صورتي حتي وان حاولت، لا بأس لأبدو كشخص فقد عقله للحظات ليس بالامر الكبير.

اخرجت الرسالة التي اخذت لون هاديء من درجات الاخضر، تأملت لافتة القبر للحظات اطلب الاذن منها حتي افتحها بجانبها، فتحت الرسالة بعد لحظات حتي اقرأ جزء جديد.

" الرسالة الخضراء " :

السادس من ديسمبر سنه ٢٠٠٧.

اليوم يحمل طقس ممل بالنسبة لي وهذا يجعله الاكثر سوء بالنسبة لكَ، يا إلهي الهواء ساخن بشكل سيء داخل الاستوديو.

اليوم ذهبت لتسجيل احدى دروس البيانو بينما احمل بين افكاري امور اخري اردت فعلها، لم استطيع العودة الي المقهي اليوم بسبب ازدحام الاعمال لدي ايضًا.

لا اعلم ما هو طبيعة حالتي اليوم ولكنها هادئة بشكل عادي، لست بتلك السعيدة ولست بتلك الحزينة انا فقط احمل معني مليء بالفراغ.

اريد رؤية اختلاف بالحياة يجعلني ارغب بالركض تجاه حلمي مجددًا ولكن المطر توقف عن الهطول و الشوارع جافة بنظري، كيف كانت لتقابلني ذاتي القديمة ان علمت انني مترددة بشأن شيء ما؟

لابد انني كنت لاضحك علي ذاتي الحالية، لا اعلم كم تغيرت عن السابق ولكنني سأحاول ان يكون للافضل بشكل مختلف و مؤثر.

هل مازلت كما انت بالماضي حقًا ام تبدلت الامور بشكل مفاجيء لكَ ايضًا؟

الي اللقاء مجددًا..

•بارك يونا

✿✿✿

اغلقت الرسالة لأضعها فوق الارضية بجانبي، تنفست لاخرج بعدها هواء ساخن مما جعلها تبدو كغيمة خرجت.

"اعتقد ان ذاتي القديمة كانت
لتضحك ايضًا.. يونا"


~🖤.

𝘼 𝙈𝙀𝙀𝙎𝘼𝙂𝙀 𝘼 𝘿𝘼𝙔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن