CH ~02

38 2 0
                                    

سحبتُ الباب الزجاجي لأدلف للداخل حتي توقفت نسمات الهواء الباردة عن تحريك خصلات شعري و وشاحي الابيض، المكان ليس مكتظ بهذا الوقت من السنه و الجميع بحالة هدوء و سكون لطيف.

اقتربت من الطاولة المجاورة لنافذة المقهي السوداء، كانت النافذة بطول الحائط وعرضها جعلها هي الحائط بالجهه اليمني مني، ابتسمت فور امتثال صورة الثلج المتساقط امام عيناي.

كان افضل مقهي لها ايضًا، لطالما احبت القدوم الي هنا بعد كل عاصفة تطلب نفس القهوة و يغيب وعيها عن الجميع اثناء النظر للنافذة فتبدو بعالم مختلف عن الجميع.

" وضعت الحكومة حظر تجوال بعد الساعة الثامنة مساءً وهذا بعد الاخذ بالتحذيرات بشأن هبوب العواصف القوية علي البلاد مجددًا، و بهذا الوقت من السنه يقل عدد السائحين بسبب الطقس البارد و كثرة العواصف التي تمنع الخروج من المنزل إلا بالحالات الطارئة فقط.. "

كان صوت المذياع يصل الي جميع الجالسين وانا بينهم ايضًا الا ان الجميع كان منشغل بشكل تام عن الصوت تمامًا، هناك من يقرأ كتابة بتركيز كامل وهناك من يكتب و هناك من يرسم بتركيز ايضًا.

"هل ترغب بطلب شيء ما سيدي؟"

التفت الي الجسد الذي كسر مدي رؤيتي لأري ابتسامته فور رفع رأسي لرؤيته جيدًا، فتحت فمي للتحدث الا ان صوته المنصدم رحب بي اولًا.

"انتظر.. كيم.. جون.. كيم جونميون
انه انتَ اليس كذالك؟!"

ابتسمت فور سماع اسمي بتذكر من قِبله لتتسع ابتسامته..

"اخبرتكَ ان لا تناديني بجونميون! انا سوهو الان"

ضحك بخفة علي نبرتي المتذمرة لأحرك عيناي بيأس فهو لن يستمع لي مهما حاولت..

"حسنًا حسنًا، مرحبًا بعودتكَ.. مازلت لا استطيع تصديق عيناي، اعتقدت انني لن استطيع رؤيتكَ مجددا ولكن يا إلهي كيف انسي انه الموسم المفضل لكَ"

اكمل بحماس و نظرة مستمتعة لأوميء له حتي يأخذ الامور بهدوء، لقد تناسي امر طلبي ايضًا.

"سام رجاءً انا بحاجة الي بعض القهوة لذا طلبي كالمعتاد و ان كنت انتَ من اعدها سوف اكون ممتن بشدة"

هتفت برجاء يتخلله بعض السعادة فرؤيتي له الان جعلتني اتذكر كل شيء كما لو ان الوقت توقف به، هو يبدو وسيم كعادته.

"رغم انكَ لم تقل لي مرحبًا عند عودتكَ ايها
الخائن.. إلا انني لن اتركك تذهب دون تذوق
قهوتي التي ستجعلكَ تعود مجددًا و مجددًا الي هنا"

اغلقت عيناي بقوة لأضحك لثقته التامة، تحدث قليلًا عن سعادته بعودتي و عمله فهذا المقهي اصبح ملك له بعد عمله داخله لسته اعوام.

علمتُ ايضًا ان مالك المقهي الاول كان قد افلس و اضطر لبيع المقهي إلا ان سام استطاع الحصول عليه اولًا و إعادة تشغيله افضل من السابق حتي، قهوته الافضل ايضًا وهذا جعل المكان مناسب بشدة لكونه مالكه.

سرعان ما ذهب لأستكمال عمله و اعداد القهوة لأجلي، وضعت يدي داخل جيب معطفي بتردد حتي اخرج الرسالة..

هل اخرجها اثناء شرب القهوة
ام افعلها الان فقط؟

غلب الفضول عليّ في النهاية لأخرجها و انظر الي لونها الذي اتخذ اغمق درجة من اللون الازرق، فتحتها لاستند بذراعي فوق الطاولة بينما احملها بيداي الاثنتان.

" الرسالة الزرقاء " :

الرابع عشر من شهر يناير بسنة ٢٠٠٨.


الطقس اليوم لطيف ليس بتلك البرودة وليس بتلك الحرارة المتوسطة، هو الطقس الذي تراه انت من جهتكَ ممل ايضًا.

اليوم اشعر كما لو ان هناك شعله قد انطفأت داخلي بشكل مفاجيء، اللحظات تتوقف عند نقطة معينه داخل ذاكرتي وجميعها اصبحت تحمل جزء من الندم دون ادراك مني.

هل احب حياتي ام لا؟ هل استمر بكوني انا ام لا؟ هل اخلق اجواء المرح اكثر لهم ام لا؟ اتسأل ان كان الجميع حولي سوف يحبون حقيقتي المخفية داخلي..

الامر يبدو كما لو جزيرة اطلانتس داخلي قد اختفت ومازلت ابحث عنها.. غريب كون تفكيري بأن العثور علي الاجابة لسؤالي سوف يكون مخيف.

ادركت وبشكل مفاجيء انني وبحق اتقدم بالعمر و ان الحاجة تفرض تساؤلات بجب ان تحصل مقابلها علي اجابات و إلا كان الندم اول شيء يستقبل حياتي لوقت طويل، انا افكر بالندم من الان ولكنكَ اخبرتني دائمًا ان الوقت الذي سأفكر به عن ما سوف اندم عليه بالمستقبل هو الوقت الذي يمكنني الهرب بعيدًا ولي تصريح بذلك ايضًا.

ولكن الورقة لا تسقط دائمًا بالجهه اليسري لاننا نفضل ذلك، عليّ مواجهه القادم وبشكل ما استمد قوتي من الماضي اكثر من الحاضر.

اتمني ان اجد تلك الاجابة الضائعة بين الثلوج المتراكمة، هل وجدت اجابتكَ بالفعل ام مازالت الثلوج تسقط عليها بصمت؟

الي اللقاء مجددًا..

•بارك يونا

✿✿✿

اغلقت الرسالة بحذر بينما احرك اناملي علي الاسم بالاعلي، وجهت نظراتِ الي النافذة بجانبي لأسمح لعقلي بتتبع رقاقات الثلج.

"لقد طمست اجابتي في النهاية، صحيح؟"

~🖤.

𝘼 𝙈𝙀𝙀𝙎𝘼𝙂𝙀 𝘼 𝘿𝘼𝙔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن