استيقظت مبكرًا اليوم و بدأت بأعداد حقيبتي مجددًا، حزم الأمتعة كان مرهق بحق هذه المره..فكلما حاولت كنتُ اتوقف و اتكاسل، لم ارغب بالرحيل عن هذه المدينة يومًا و كانت دائمًا الملجأ الذي القبه بمنزلي.
كثرة تنقلي جعلتني اكره العودة هنا مجددًا، فبكل مره اشعر بالمرارة لترك هذا المكان مره اخري.
انتهيت اخيرًا من حزم كل شيء قبل موعد الطائرة بساعتين بعدما حضر سام و قد كان يصرخ حتي اصبحت اشعر بشرخ بأذني بسبب توقفي عن التحرك و النظر الي النافذة بين الحين و الاخر.
ارغب بالبقاء ليوم اخر و اري منزل العائلة، و رغم معرفتي انني ان فعلت فلن يكون هناك طريقة للخروج من المدينة و لكن سأتمني رغم هذا.
طلبنا بعض القهوة الساخنة بتلك الاثناء و جلسنا نتناولها اثناء النظر للمارة..
"تبًا لك يا رجل، لا اصدق انني اضطررت لتناول قهوتي وهي باردة بهذا الشكل"
قالها بأنزعاج وقد خمنت ان ملامحه ممتعضه الان بقوة، لأنبثق انا بعد لحظات صمت مريح..
"يحزنني انني اضطر للذهاب مجددًا بعيدًا عن البلاد، رغم حبي الكبير لها إلا انني خائف من ان احتجز هنا لوقتٍ طويل و الآمر بالحجز هو انا"
التفت له لألتقط نظرته اليآسه بينما صنعت ابتسامة خرقاء و عيناي متركزه علي كوب القهوة.
أنه بارد و رائحته الدافئة قد اختفت بشكل ما، اصبح لون الكوب الذي انتهي منسوبة بني بدرجة اخف من السائل.
"لا اعلم ما يمكنني فعله حتي اقنعكَ بالبقاء و لكنني استطيع انتظار عودتك و قول مرحبًا بك"
تنهدت واقفًا انظر الي الرسالة فوق الطاولة الاخري، ارغب برؤيتها و قرأه كلماتها و لكن..
ولكن ماذا ان كانت كلمات تحمل النهاية، او وداع و لا يوجد بعده لقاء..
اتجهت الي الغرفة الداخلية للفندق مبتعدًا عن اعين سام التي تكاد تخترق جسدي بشرارة مميتة.
كان عليّ فقط طرده منذ البداية حتي لا يتحول الي شخصيته المتسلطة تلك، لملمت ما تبقي من اوراق عملي و حاسوبي.
انتهيت انظر اليهم نظرة اخيره اتأكد من عدم نسيان شيء و للحظة كدت اخرج دون الانتباه الي الصورة فوق الارضية.
حملتها سريعًا بين اناملي اتأملها.. و اتأمل ما كنت عليه و ما كانت هي عليه في ذلك الوقت..
أنت تقرأ
𝘼 𝙈𝙀𝙀𝙎𝘼𝙂𝙀 𝘼 𝘿𝘼𝙔
Short Storyكـانـت الـسـطـور ربـيـعـة و ذكـريـاتـه خـريـف لا يـعـزف عـن رفـض الـعـودة.. فـبـيـن ثـنـايـا الـحـيـاة كـانـت تـلـمـع هـي. كـيـم جـونـمـيـون بـارك يـونـا. •رواية ذات اجزاء قصيرة~