رغم معرفتي ان الحياة لن تعطيني فرصة اخري لتقديم شيء ايًا كان لتلك العلاقة الماضية إلا انني رغبت برؤيتها للمرة الاخيرة.. حتي وان كانت عبر فتحه زجاج مكسور.ركضتُ الي الداخل واضعًا يدي فوق طاولة المشروبات التي يقف خلفها سام بينما يُلمع الاكواب بمنديل ابيض نظيف.
"لقد اتيت اسرع مما توقعت، للحظة ما اعتقدت ان اعصار قد سيطر علي المقهي"
تنفست احاول تنظيم انفاسي المتناثرة و اللاهثة لركضِ الي هنا بسرعة لاردف من بين شفتاي ما استطعت تجميعة بعقلي..
"هل حقًا سوف تأتي خلال يومين؟، ستكون هنا بحق؟؟ انتَ متأكد صحيح؟"
رفع يديه الحامله للمنديل و الاخري التي تعانق الكوب في علامة استسلام بينما يرمش بقوة وهو يهتف..
"لن اكذب وانا اعلم انكَ سوف
تكون بهذه الحالة"اخرجت اخر انفاسي الهائجة لأنظر الي يدي المتشابكة فوق الطاولة و كلماتي تخرج بتساؤل منكسر..
"كنتُ منذ لحظات فقط اتمني ان اراها من ابعد مسافة حتي و لكن ان اراها و الان.. جعلني اطمع بالكثير، و ما اعنيه بالكثير هو التحدث معها و الشعور بملمس يدها مجددًا"
سمعت تنهديته الطويلة يليها وضعه للكأس فوق الطاولة و المنديل مع عناق ذراعية ضد صدره.
"رغم انه من المستحيل حدوث هذا العمق و الاشياء التي ترغب ان تحدث الا انني لن امنعك من تخيلها علي الاقل، فهي الان لم تعد متاحة كما كانت امام عينيك.."
حركت رأسي بإيمائه بسيطة معترف فيها عن ان كلماته الصحيحة قد فتحت ذلك الثقب بشكل اكبر، شعور الندم بداخلي لا يتوقف و كلما حاولت طمس وجوده بذاكرتي يعود مجددًا للظهور.
كما لو انني اقتل ذاتي بيداي و لكن انتظر رؤيتها حتي تشفيها، لن تستطيع تقديم شيء و ليس بيدها حيله ولكنها مازالت هنا..
علي الاقل عودتها تعني انها تتذكر كل شيء، حتي انا.. هذا ما اتمني انه يحدث.
"اراك لاحقًا سام"
هتفت بها استدير متجهًا الي الخارج و لكن صوت سام اوقفني مما جعلني التفت له بملامح خالية من اي تعبير، اقترب مني وهو يرفع فرده حذائي الاخر امام وجهي.
"انت حقًا تمتلك ذهن قد علق به الكثير"
ابتسمت بهدوء لارتدي الحذاء و اخرج متجهًا الي الفندق مجددًا، المارين ينظرون لي بأستغراب بالطبع.
لقد ركضت باسرع ما يمكنني فور الاجابة علي اتصال سام الذي اخبرني بحضورها قريبًا، هرعت بملابس النوم و حذائي المنزلي و كنتُ اقف داخل المقهي منذ لحظات بشعري المبعثر و هيئتي المتشرده تلك.
حاولت تأخير قرأه الرسالة الي نهاية اليوم شيئًا فشيئًا و انشغلت ببعض العمل بتلك الاثناء حتي ابقي كلماتها بنهاية يومي قبل نومي.
حل المساء و كانت الاضواء بالشارع قد انخفضت و اغلق بعضها بينما اراقب الشوارع الفارغه عبر نافذة الغرفة، فتحت الرسالة التالية و التي احتوت علي شريط احمر.. كانت تلك اخر رسائلها لي.
اليوم الاخر للرسائلها و لرؤية ذلك الصندوق، اردت قرائه اخر كلماتها وانا اغلق الرسالة علي صورة وجهها المبتسم لي.
الرسالة " البنية" :
الثالث و العشرين من فبراير سنة 2008
مرحبًا كيم جونميون..
انه اليوم الاخير لكتابة الرسائل، عندما بدأت بكتابتها في الواقع اعتقدت انني سوف استمر لوقتٍ اطول من هذا ولكن اتخاذ القرار جعل الوضع اقصر مما اعتقدت.
ربما تكون الان قد تلقيت دعوة الزفاف الموافق فبراير القادم، اتمني حضورك رغم انشغالك.
لقد تخطيت الامر اخيرًا ميون، لقد استطعت اتخاذ قراري و حفظ تلك المشاعر لهذا الوقت و ايقافها اليوم، لن اسمح بأن تصبح ذكري سيئة قد المتني او جعلتني اكرهك بشكل ما.
اتخذت مشاعري شكل كلمات تمنيت ان تصل لك و لا اعلم ان كانت ستفعل و لكنني متأكدة ان ذاتي القديمة رغم كل شيء كانت لتتمني ان تصل لك حتي النهاية لذا سوف ارسلها علي اي حال علي آمل رؤيتك لهم بيوم ما.
حفل الزفاف سوف يكون بالخريف مثلما توقعت انه سوف يحدث، عاجلًا ام اجلًا سوف اراك لذا اتمني ان تكون بذلك الوقت بخير و مثل كل رسالة سوف اضع ذلك السؤال الذي كان يثير تساؤلاتِ دائمًا.
هل الشتاء كان فصلكَ المفضل الوحيد حقًا؟
•بارك يونا
✿✿✿
طويت الورقة واضعًا اياها داخل الظرف مجددًا، لاعود للصق عيناي بذلك المشهد الليلي اللامع.
"لقد كان الخريف دائمًا.. "~🖤.
أنت تقرأ
𝘼 𝙈𝙀𝙀𝙎𝘼𝙂𝙀 𝘼 𝘿𝘼𝙔
Short Storyكـانـت الـسـطـور ربـيـعـة و ذكـريـاتـه خـريـف لا يـعـزف عـن رفـض الـعـودة.. فـبـيـن ثـنـايـا الـحـيـاة كـانـت تـلـمـع هـي. كـيـم جـونـمـيـون بـارك يـونـا. •رواية ذات اجزاء قصيرة~