خرج جونيل من محطة القطار متجهاً إلى القرية ، وبدأ يتنفس هواء قريته النظيف الذي أعتاد منذ ولادته أن يتنفسه ، و أحس أنه عاد لوطنه وحيث ينتمي ، و أول ما وصل للحي الذي يقطن به نبحت كل الكلاب المتواجدة هناك فهي أيضاً إشتاقت له! وتعجب قائلاً: لازالت تتذكرني!.
و إستغرب الجيران من نباح كلابهم و خرجوا من منازلهم ليروا ما الأمر ، و حين رأوا جونيل صاحوا يرحبون به وبعودته ، و فرح جونيل كذلك وعندما سمع والداه الضجيج خارجاً ، عرفت والدته أن السبب جونيل و خرجت تركض سعيدة ومتلهفة للقياه ولحقها والده وصرخت: جونيل! عزيزي!.
فسمع جونيل صوتها وألتفت فرآها تركض نحوه ففرح وركض هو كذلك نحوها وتعانق الإثنان وقبّل والدته على جبينها برقة وقبّل يداها وقبّلته هي بجبينه وبخديه وبيديه وعانقته مرة أخرى وهي تقول: لقد إشتقت لك! لقد أشتقت لك!.
وترك جونيل أحضان أمه لينتقل لأحضان أبيه فتعانق الإثنان بحنية ووالده يربث على ظهره و يقول: أهلاً بعودتك بُني! أهلاً بعودتك!.ودخلوا جميعهم المنزل وذهب جونيل لغرفته وتمدد على سريره قائلاً: إشتقت لك أيضاً!.
وسقط نائماً من تعب السفر لساعاتٍ قليلة ، ثم نهض وذهب ليغتسل ونزل لغرفة المعيشة فوجد طعام العشاء جاهزًا ، و كانت رائحته تغوي جونيل فهذا طبخ والدته الذي إشتاق إليه ،وتناول الغداء ووالديه ينظران إليه بسعادة كيف يأكل بشراهة فقالت والدته وهي تمسح على ظهره: إشتقت لطعام المنزل أليس كذلك؟!.
فضحك جونيل قائلاً: بالطبع!.وتذكر طعام تلك الفتاة وابتسم ، و بعدما انتهو من تناول الطعام ، جلسوا على الكنب يتسمرون وجونيل يحكي لهم ما حصل معه منذ أن ذهب للمدينة وتارة يحزن والداه وتارة يضحكون بهستيرية ثم نظرا والداه له وهو يشرب الشاي بعدما ضحكوا كثيراً وقالت والدته: لقد حكيت لنا عن كل شيء صار معك ولكن ألن تخبرنا بشيء آخر؟.
فنظر جونيل لها متعجباً وقال: شيءٌ مثل ماذا؟.
فضحكت قائلةً: أنت بعمر الزهور ولدي أليس لديك .. هه؟ أفهمت ما أقصد؟.ففكر جونيل قليلاً وفهم ما تقصد ولمعت عيناه متذكراً تلك الفتاة بمخيلته ثم أجاب قائلاً: هههه لا ليس بعد.
فحزنت الأم: متى يا ولدي نحن عجولين نريد رؤية أطفالك فنحن كبار بالسن!.
فصرخ جونيل خجلاً: أمي! مازلتُ صغيراً!.ففهم الأب خجل جونيل وقال مهزئاً: يا امرأة لا تضغي عليه!.
فعارضه جونيل: لا لا لا بأس!.ونظر لوالدته قائلاً: أنظري أمي عملتُ على نفسي جاهداً حتى لا أقع بالحب قبل آوانه منذ كنت صغيراً بالثانوية و حتى الجامعة الأن ولكنني أعدك بعد إنتهائي من الجامعة سأبحث عن عمل أولاً وأشتري منزل وسيارة ثم سأقع بالحب وأتزوج! وترين أحفادك!.
فبكت الأم وسيغمى عليها وتصرخ: لاااااا هذا كثيراً سأموت قبل أن أرى أحفادي!.
فغضب جونيل وقال بلطف: أمي إنك تمثلين!.
فأصبحت أمه جادةً فجأة وقامت بإمساك يديه ونظرت إلى عينيه و قالت: بُني! هل أنت سعيد؟!.فأحتضن والدته وربث على كتفها وقال: أنني لم أقع بالحب بعد ، هذا لا يعني أنني لستُ سعيداً! ، أنا فقط أريد أن أحسن الإختيار.
ثم نظر لعينيها ومثّلَ أن قلبه أنصاب و هو يقول: هل تريدين أن ينكسر قلبي قبل آوانه هكذا آعع!.
فضحكت والدته وقالت: يالك من مشاكس و عنيد!.و قضى جونيل أجمل أيامه مع والديه إلى أن إنتهت الإجازة و ودع والديه ثم إنطلق إلى المدينة إلى شقته الصغيرة وحياته الجامعية يتهيئ لسنته الثانية ..
و عندما وصل لشقته وترك أغراضه ، عزم على الذهاب مباشرة لذلك الجسر الذي إلتقى فيه ذلك الشيء الغريب ، و تنهد تنهيدةً مخلوطة بيأس مع ذبولٍ في عيناه ، و كان لا يتوقف عن لوم نفسه ولوم خوفه الذي منعه من لقاء ذلك الشيء الذي يتحرق للقائه فقال في نفسه: يبدو أنني لن ألقاه مجدداً سأترك هذا الشيء للقدر كما لم يكن في الحسبان كالمرة السابقة.
وعاد لشقته خائباً مثل كل مرة ولكن هذة المرة كانت القاضية وإستلقى في سريره ولم يتوقف عن التأفف كلما تذكر تضييعه لتلك الفرصة ..
أنت تقرأ
ملاكي الطيب
Fantasyاسم القصة: ملاكي الطيب نوع القصة: خيالي, شريحة من الحياة ،إنمي عدد الفصول: ٩ فصول تاريخ التأليف: ١٢ ـ يونيو ـ ٢٠١٩ تاريخ العرض: ١٤ - مايو - ٢٠٢٠ الشخصيات الرئيسية:- جونيل/ طالب جامعي, وسيم. ماكي/ ملاك. نبذة عن القصة:- تدور أحداث القصة حول "جونيل"...