بدأ جونيل سنته الثانية و هو يشعر أن هنالك شيءٌ جيد سوف يحصل معه ، و لكنه لا يعرف ما هو ، و قد أغلق صفحة ذلك الملاك في قلبه ، و إلى الأن لم يخبر أحد ماذا رأى وماذا جرى له ولا حتى رون أو والديه ليس لأنهم لن يتفهموه أو لأنهم سيعتقدون أنه مجنون ، بل لأنه أحب الإحتفاظ بتلك الذكرى بقلبه وتكون خاصة له وحده ،
ومضت الإيام سريعاً إلى أن جاءت إجازة نصف السنة ، و قررا هو و رون أن يذهبا سوياً إلى مدينة الألعاب ، و في الساعة الرابعة عصراً إتفقا على الإلتقاء هناك ، فوصل جونيل أولاً على الموعد وظل ينتظر رون ،
فمرت الربع ساعة وجونيل ينتظر وأضاف ربع ساعة أخرى وهو ينتظر ، و يتسائل لما تأخر رون؟ ، فحاول أن يتصل به و لم يجبه ، ثم وجد رسالة من رون يعتذر بها عن عدم مجيئه فأرسل له جونيل رسالة يتسائل ما سبب عدم مجيئه فلم يرد عليه ، فكاد جونيل أن يرحل و لكنه سمع ضجيج الملاهي خلفه ، فقرر أن يدخلها ويتسلى بمفرده فقطع تذكرة الدخول ودخل ،وبينما هو يتجول يبحث عن لعبة مناسبة ليعبها بمفرده لاحظ أن هنالك شاب يتبعه يبدو في عمره تقريباً يرتدي ملابس بيضاء شعره رمادي فاتح تنبعث منه رائحة جميلة جداً ولديه وجةٌ برئ ، فنظر إليه جونيل وبدا الفتى متفاجئاً و كأنه يعرفه فسأله جونيل: هل أنت بمفردك؟.
فابتسم الفتى ثم نظر جونيل إلى يده فتعجب أنه لا يحمل تذكرة دخول فتجاهل الأمر ، ثم تلفت جونيل حوله فوقع نظره على لعبة لها كرسيان فتمنى أن يكون رون معه ، فخطرت بباله فكرة أن يلعب مع هذا الشاب فقال له مشيراً للعبة: هل تود ركوبها معي؟.
فابتسم الشاب مشيرًا بالموافقة ، و ذهب جونيل برفقته ليقطع تذكرتين للعبة ومن دفع كان جونيل ، فلعبوها سوياً ولعبوا باقي الألعاب معاً وكان جونيل تارةً يصيح وتارةً يضحك وتارةً يبكي والشاب الذي معه لا يملك أي ردة فعل فقال له جونيل: لما لا تتفاعل؟!.
فنظر الشاب لجونيل متعجباً فضحك جونيل: آه عرفت السبب يبدو أنك معتادٌ عليها!.وبعدما لعبوا عدة ألعاب جميعها دفع حسابها جونيل أيضاً تجولوا ليبحثوا عن لعبة أخرى ، فتوقف جونيل متذكراً أنهم لا يعرفون أسماء بعض فقال له جونيل مبتسماً: لما لا نتعارف؟! أنا اسمي جونيل وأنت ما اسمك؟.
فنظر الشاب في الأرجاء قليلاً ثم قال: اسمي ماكي!.
فضحك جونيل قائلاً: ماكي! اسمٌ جميل!.
فابتسم ماكي له ،فمرت امرأة تجر طفلها بعربة أطفال ، فتحمس ماكي كثيراً حين رأى الطفل وقام بإضحاكه وضحك الطفل وهو يريد أن يمسك بوجة ماكي ، فاستلطف جونيل موقفه وتعجب منه حيث ظهرت له ردة فعل أخيراً فقد كان صامتاً منذ أن لاقاه وقال ضاحكاً: واه! أخيراً تفاعل!.
فنظرت أم الطفل لجونيل و قالت: إنه يريد أن يلعب معك!.
فابتسم جونيل لها ومشى قائلاً: هيا لنذهب!.فتعجبت الأم من موقف جونيل ، و تبعه ماكي ليمشي بجانبه فقال جونيل: هل أنت جائع؟ إنني أتضور جوعاً!.
فابتسم ماكي وأشترى جونيل فطيرتان أخذ واحدة وذهب ليعطي ماكي الثانية فرفض ماكي أخذها فتعجب جونيل قائلاً: ألا تعجبك؟.
وقد قضم جونيل قضمة من خاصته فقال ماكي: أنا لا آكل الطعام!.
فضحك جونيل ساخراً: إذن ماذا تأكل إذن؟ ألست بشراً؟!.
فتجمد جونيل!
لما وصل له عقله من نتيجة!!
وظل ينظر لماكي
ومرت لحظات صمت بينهما لا يسمعُ جونيل سوا صوت ضربات قلبه التي تتسارع ، وتنفسه الذي يتثاقل شيئاً فشيئاً ،ثم دنى رأسه للأسفل مغلقاً عيناه وقال جونيل بشفاه مترددة: ههل اأنت ذلك الذي رأيته تلك الليلة؟.
فلم يتلقى جونيل أي إجابة وأستغرب ففتح عيناه وانصدم لِما شاهده وصرخ: أين ذهب؟!!.
فراح يبحث عنه كالمجنون ويسأل الناس عنه فلم يجيبه أحد فصرخ بقوة: لما رحلت فجأة!!!!.
وجميع الناس متعجبين: ياله من مجنون!!.بعد أن طار ماكي ظلَّ يراقبه من فوق
وقال مبتسماً: لا أحد يستطيع رؤيتي إلا إنسانٌ صادق ، و أنت كذلك يا جونيل!.ثم طار ماكي إلى السماء البعيدة حتى إختفى ،
إستمر جونيل بالبحث عنه طويلاً ، و بعد أن هدئ قليلاً جلس على إحدى كراسي الإستراحة والفطيرتان موضوعة بجانبه ظلّ يفكر بما حصل معه تلك الليلة التي صادف بها ماكي أول مرة ، محاولاً تذكر ملامحه فقد حدث سريعاً ، و كان مرتعباً وقتها ، فتأكد أنه هو وشعر بالخيبة فقام بدلك المنطقة بين حاجبيه ثم ضرب رأسه عدة مرات وهو يردد: غبي!! غبي!!.فخطرت بباله فكرة جعلته يركض مسرعاً ذاهباً إلى قسم المراقبة بالكاميرا ، و قام الحارس بفتح مقاطع الكاميرا منذ الساعة التي دخل بها ، و كانت المفاجأة أن الكاميرات أظهرته وحيداً منذ أن دخل ولعب ثم جنّ جنونه ، فأنصدم جونيل مما رأى ، ثم خرج و هو مشتت الذهن ، و في طريقه عائد إلى المنزل لم يفارق عقله التفكير فيه متذكراً بالتدريج ما حصل معه ، و ماذا كانت الإشارات التي أوضحت أنه ملاك منذ البداية ، كان يملك وجةً ملائكياً لم يكن يحمل بطاقة دخول ولا مال ليلعب ولم تكن له أي ردة فعل لخوف أو مرح و ذلك الطفل الذي ضحك حين رآه عرف الأن ما سبب قول السيدة "يريد أن يلعب معك" لأنها لم تراه ،
فتنهد جونيل تنهيدة خائبة لإنه لم يلاحظه منذ البداية ، فشاح بنظره بعيداً آلا بصديقه وتلك الفتاة معاً في إحدى المطاعم يضحكان ، فتجمد جونيل مما رآى وأحس بشعور غريب جداً لم يشعره من قبل حين رأهما معاً ، و تخبططت أحاسيسه فإندهش رون حين رآه وقام مرتبكاً ينظر إلى جونيل فتعجبت الفتاة من تصرف رون ثم نظرت لما ينظر إليه رون فأمسكت على فمها قائلة:يا إللهي إنه جونيل!!!.فركض جونيل هاربًا ، و تحرك رون ليلحق به و لكنه أضاعه بين الحشود ..
أنت تقرأ
ملاكي الطيب
Fantasyاسم القصة: ملاكي الطيب نوع القصة: خيالي, شريحة من الحياة ،إنمي عدد الفصول: ٩ فصول تاريخ التأليف: ١٢ ـ يونيو ـ ٢٠١٩ تاريخ العرض: ١٤ - مايو - ٢٠٢٠ الشخصيات الرئيسية:- جونيل/ طالب جامعي, وسيم. ماكي/ ملاك. نبذة عن القصة:- تدور أحداث القصة حول "جونيل"...