[ "لقد إشتَقتُ إليك!" ]

112 8 6
                                    

سارت الأيام سريعًا ، و جونيل و رون و ليسا أصبحوا أصدقاء مقربين من بعضهم جدًا ،
صاروا يلتقون كثيراً و يمرحون معاً ،

و لكن جونيل دائماً ما يشعر أنه مشتاق لماكي ، فهو يتحرق شوقًا للقُياه ،
هاهو قد أكمل سنته الثالثة و لم يتلقِ به بعد! ، كان دائمًا يمر بالجسر الذي ألتقى به أول مره و بمدينة الألعاب تلك كلما إشتاق إليه ،

إلى أن جاء يوم و في و قتٍ متأخرٍ جداً من الليل ، كان جونيل ساهرًا من أجل المذاكرة ، و عندما شعر بالتعب فرك عيناه و أطفئ النور ليستعد للنوم ، و حين أوشكت أن تنام عيناه ،

طرقَ أحدهم باب منزله فتعجب جونيل من قد يكون الطارق في هذا الوقت! ،
ففتح الباب ،
فتنهد بسعادة و راحة كبيرة ،
عندما رأى ما كان ينتظره بشوقٍ شديد ،
فقال جونيل مبتسماً: هأنتَ ذا أخيراً!.

إنه ماكي! ، أخيراً جاء إليه! ، إنه بنفس الهيئة بمدينه الألعاب ، فجلسا معًا في الصالة و كان الجو غريبًا بالنسبة لهما ، فهما لم يجلسا بهذا الشكل من قبل فابتدأ جونيل الحديث قائلاً: كيف حالك ماكي؟.
فابتسم ماكي: أنا بخير!.
فقال جونيل متعجباً ألن تسأل عن حالي؟!.

أجابه ماكي: أنا أعرف حالك جيداً!.
ضحك جونيل: وكيف تعلم؟.
ماكي: أنا أظل أراقبك من وقتٍ لآخر.
فقال جونيل: لماذا؟! من أكون حتى تهتم بي هكذا؟!.
فقال ماكي: أنت شخصٌ طيب القلب و صادق ، و في كل مرة كنت تعود للجسر كنت آراك ، فأدركت أنك تود رؤيتي و بشدة! ، لذلك تعلقت بك!.

فأغلق جونيل على عيناه ضاحكاً بسعادة ، ثم قال: هل لي أن اسألك؟.
فقَبِلَ ماكي
جونيل: هل أنتَ ملاك؟.
فأجابه: نعم!.
جونيل: لماذا أنا الوحيد الذي أستطيع رؤيتك؟!.
فقال ماكي: لست الوحيد! ، فالأطفال يستطيعون رؤيتي! كذلك.
..
فصمت جونيل للحظات ثم قال: لماذا تتأخر كل مرة حتى تلقاني؟.
ماكي: نعم أنا أجعلك تنتظر كثيرًا ، و لكن حريتي ليست بيدي!.
فقال جونيل: لماذا لست حرًا؟!.
فأشار ماكي للأعلى بإصبعه وقال: أنا مأمور.
..
فصمت جونيل مرعوبًا ، و أضاف ماكي: أنا آخذ الإذن حتى ألقاك!.
فقال جونيل مندفعًا: هل تعلم ما هو مصيري؟.

فحرك ماكي رأسه بلا

و قال: بل هو يعلم ونحن لا نعلم!.

اضطربت نبضات قلب جونيل ، فالكلام الذي يقوله ماكي وضح الكثير من الحقائق له ،

فإستقام ماكي و نظر إلى الأعلى منصتًا ، بدا و كأنه أحس بشيء فقال: لقد جاء وقتُ الرحيل!.

فقلق جونيل: لما بهذة السرعة؟! .
فابتسم ماكي و قال: لا أملك الكثير من الوقت.

فقال جونيل بقلق: كم سأنتظر حتى ألقاك مرةً أخرى؟؟!.
فقال ماكي: لا أعلم.

و مشى ماكي تاركًا الباب مفتوحًا خلفه ، و قبل أن يرحل ناداه جونيل: مهلاً ماكي!! .

فألتفت ماكي نحوه متسائلًا فلم يستطع جونيل تماسك نفسه و قام بإحتضانه من الخلف و دموعه ملأت عيناه والعِبرةَ تخنقه: لقد إشتقتُ إليك!!.
فابتسم ماكي و تركَ يداه بلطفٍ و مشى مبتعداً عنه للممر الخارجي و قد كانت شقتة جونيل في الدور الثاني ، فظهرت أجنحة ماكي ثم طار إلى السماء بسرعة ، و كانت مشاهدته و هو يرحل عذاب بالنسبة لجونيل فهو يريد قضاء وقتٍ أطول معه ،

رجع جونيل لشقته و هو حزينٌ جدًا فتمدد بالصالة ، في المكان الذي كان ماكي جالسًا فيه ، فهو لم يستطع مفارقة المكان الذي تركه و نام هناك و الدموع لم تفارقه ..

في اليوم التالي جاء جونيل للجامعة وما زال الحزن مرسومًا في عيناه ، و لاحظ ذلك أصدقائه رون و ليسا ، و سألوه ولكنه لم يجبهم ،

و مرت الأيام و السنين و لم يلتقي جونيل بماكي ، و لكنه كان يشعر أنه ما يزال يراه و يراقبه من السماء ، فيطمئن بتذكر كلامه ،

و هاهو الأن سيتخرج من الجامعة! ،
فإرتدى هو و رون زي التخرج وهما سعيدان جدًا ، و مستعدان للإنطلاق لعالمٍ ومحيطٍ آخر ، فأحضرت ليسا لهما الزهور و قالب حلوى ، و باركت لهما فقالت: أنا أفضل منكما فأنتما لم تحضران لي شيئاً عندما تخرجت.
فنظرا رون وجونيل لبعض وهم منحرجان منها ، ثم ضحكت صاحت بسعادة: مباركٌ لكما!!.
فضحكا و أحتضنتهما ، ثم قالت: بما أنني أعمل في شركة رائعة الأن فالعشاء على حسابي.

ففرحوا كثيرًا و قضوا يوم تخرجهم بكل سعادة ، و أرسل جونيل لوالداه صور تخرجه فسعدوا كثيرًا بذلك ، ورقصا فرحًا من أجله ، و من بعدها بأشهر قليلة من البحث عن عمل ، حصل جونيل على عرض عمل رائع ، و باشر عمله في شركة ضخمة و رون أصبح معيداً في الجامعة ومعلمًا رائعًا ، و ليسا مازالت بنفس عملها ،

و بعد فترة قصيرة تقدم جونيل لخطبة ليسا ، و قاموا بعمل حفلة صغيرة فرحًا بذلك ، و من ثم أخذ جونيل ليسا إلى والديه ليعرفهما عليها فأحبوها و أحبتهم كثيرًا ، قضوا ثلاثة أيام هناك ، ثم عادا لأعمالهما و ضجيج حياة المدينة ،

ثم بدأن يتعاونان على جمع المال ، ليشتريان منزل أحلامهما سيكون الأمر صعبًا ، و لكنهما سيكفحان معًا ،
أما السيارة التي لطالما حِلمَ بها جونيل ، جاءته هدية من شركته إزاء عمله المثمر والناجح ، ففرح بها كثيرًا و قال في نفسه متحمسًا: بقي القليل حتى أحضر والدي إلى هنا!.

ملاكي الطيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن