التزَلجُ والحُب!

662 57 7
                                    

مُذكرتي العزيزَة،

اغفِري لِي غَلبتي واستِسلامي للنومِ ليلةَ الأمس،
ودعينِي أُعاود كتَابةَ سطُورِ تحتَملُ في طياتهَا التحاصَ تعَاستِي.

أتَعتقدينَ أن الوقُوعَ في الحُبِّ
مُشابهٌ للتَزلجِ علَىٰ الثلج؟

يَشعرُ الفردُ في بادئ الأمرِ بالخَوفِ من السقُوط والأذىٰ المُترتبِ عنه، فيُحاولُ جَاهدًا إقامةَ التوَازُنِ بينَ أطرَافِ جسدهِ المُرتعش، حَتى يَبدأ بتأنٍّ الإنزلَاق عبرَ الثلج،
ثُم تُتْبعُ الخُطواتُ الضَيقةُ بخُطواتٍ أوسعَ وأكبَر، حَتىٰ تَتقدُ نَارُ الحماسِ بدَاخلهِ فينبَجسُ المُتزلجُ مُندفعًا دُونَ أن يُبالي بإيذاءِ ذاتهِ بعدهَا.

وإنهُ لَباقٍ علَىٰ شغفهِ بالنسيمِ الباردِ وصَوتِ احتكَاكِ الشفراتِ المعدنِيةِ إلىٰ أَن تَبدأَ قدماهُ بالشعُورِ بالوخزِ نتيجَةً لإعيَاءِ جسدهِ، فيُحجمُ عن فعلهِ ويَفضُّ عنهُ أحذِيةَ التزلُّجِ حَتىٰ يهُمَّ بالنهُوضِ لِينزُلَ بهِ وجَعٌ جسيمٌ يغشَىٰ كاملَ بدنِه.

كمَا هُو الحُبُّ تمَامًا من منظُوري الشخصِي.

يُصيبُ سهمُ الغرامِ فُؤادَ المُحبِّ علَىٰ حينِ غَفلةٍ منهُ، فيَبيتُ يتهَادىٰ بينَ الإسلامِ للهوَىٰ أو الإحجَامِ عنه، وما أَن يُشغَفَ بمَحبُوبهِ، لِتزدَانَ الدُنيا بعَينيهِ فتَستحيلُ إلَى فردَوسٍ ذا أجلٍ مُسمَّىٰ.

وإنهُ لا يزَالُ مأخُوذًا بسَحنةِ الحُبِّ حَتىٰ تعودَ مرارةُ الواقعِ لتُداهِمهُ، فيَهُمُّ باستجمَاعِ القُوىٰ ومُغالبةِ المُنىٰ؛ ليُدركَ مَا ألمَّ بالفُؤادِ من أذًىٰ، طَالَ الجنَان والجسدَ والعقلَ.

أعتَرفُ أنني لَا أُحبُّ تَايهيُونق لِلقَدرِ الذي أزعَمُ أنَّني أُحِبهُ فيهِ، إلَّا أنني مُعجبٌ بهِ بالتأكيد.

رأيتِ؟ هَا أنا أُعاودُ الكرةَ ولا أكفُّ عن مُساءلةِ نفسِي حيالَ مشَاعري التي أُكنها لتَايهيُونق.

أذَلِكَ مُهمٌّ حَتىٰ؟

الحقيقةُ يا مُذكرَتي أنَّني خَائف.

أعلمُ أنهُ لا يَنبغي لِي التلَجلجُ بشَأنِ كُل خُطوةٍ أخطُوها، لرُبما يتَوجب علَيَّ أن أترُكَ نفسِي تمُوجُ في عبَابِ الهيامِ بلَا وثَاق.

بيدَ أنَّني لَا أسطِعُ علَىٰ حَلِّ القيدِ هذهِ المَرة، أتعلمِينَ لمَ يا مُذكرة؟ لأنَّني أفطِنُ أنَّ ما هُو آيلٌ للسقُوطِ، آيلٌ للتحَطُّمِ كذلِك.

بيدَ أنَّني لَا أسطِعُ علَىٰ حَلِّ القيدِ هذهِ المَرة، أتعلمِينَ لمَ يا مُذكرة؟ لأنَّني أفطِنُ أنَّ ما هُو آيلٌ للسقُوطِ، آيلٌ للتحَطُّمِ كذلِك

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

[27-4-2018,
3:40 am].

'5 July 2020.

مُذكرَة|VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن