*فُقاعة.

772 43 23
                                    

مُذكرتِي العزيزَة،

خلالَ فُسحةِ الغداء سَألني تَايهيُونق ما إذا كان بإمكَاني التَسكُعَ بصُحبتهِ بعدَ انتِهاء الدوامِ المَدرسي، أَخذًا بعَين الاعتِبار مَيلَ قَلبيَ الضعيفِ أمامَ رقةِ مَبسمهِ ولين طَبعهِ فلَم أستَطع مُقابلةَ طَلبهِ إلا بالموافقةِ بكُل سرُور، وهَكذا آلَ بنا المَطافُ إلىٰ المَمشى الرياضِي معًا.

اِنخَرطنا في أحَاديثٍ مُختلفةٍ تَخلَّل سُطورُها ضَحِكاتٌ وهَمهَماتٌ مُتشوقةٌ بينما نُهرولُ عَلى طول ضفافِ النهر،
وكَم وَددتُ حينهَا أن لَا يردَ طُبولي سُوى هَسهسةِ حُليِّ صوتِه، وأَن لا تعكِسَ عُيوني سُوى بهاء صورتِه.

وبِخفةِ ظِلال راقص البَاليه على الساحةِ الزلِقة دَارت عَقاربُ الساعةِ حثيثةُ الخُطى لِتطبقَ ساعتَين من عُمُرنا كانتَا أشبهَ بالحُلُمِ الرغيد.

كنتُ أسيرُ هائمًا عَلى وَجهي خَميصَ الحَشى، يَحضُّني العَياءُ عَلى الإهراع إلَى مَنزلي؛ بيدَ أنَّ بَراعمَ الألَم قَد أنشَأت تَتفتحُ في أنحاءٍ مُتفرقةٍ من جسميَ المُثقل بالدبق والرطُوبة.

أشعرُ أنني داخلَ فُقاعةٍ وَرديةٍ لَا تَلبثُ أن تَهنأَ بتَحليقها حَتى يَفقأَ منقارُ الغُرابِ مَسرَّاتها، آهٍ كم هيَ الأحلامُ مريرةٌ يا مُذكرتي.

[16-06-2018,
12:38 am]

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 28, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُذكرَة|VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن