حَلُّ القَيد.

431 39 37
                                    

مُذكرَتي العَزيزة،

أخبَرتُكِ ذَاتَ مرَّةٍ، أنَّني أخشَىٰ الوقُوع في الحُب ثُم التَحطُّمَ بعدها.

ولَكنني أدرَكتُ أن الإنسَانَ عندما يُواجهُ لحظةَ الخَوفِ ويَفرُّ منهَا، يكونُ قد حكمَ علىٰ نَفسهِ أن يَعيش خَائفًا طيلةَ عُمرهِ؛ فإمَّا هذا أو أَن يَخطُوَ خَطوةَ شجاعةٍ يُقرُّ فيها بمَخوفهِ، ويُغالبُه حَتىٰ يتَجاوزَه، سواءً حصدَ مِنها ثمارَ التَقدُّمِ أَم لَم يفعَل.

مُعظمُ الأشخَاص لا يَترَفَّهُونَ بعلَاقاتهم.
أوَتعلمينَ لِماذا يا مُذكرتي؟

أعتَقدُ أن الإجابةَ هي، الشعُورُ بالخَوف.

في مُستَهلِّ الحكايَةِ، نكونُ حَذِرينَ منَ الوقوع في الحُبِّ دُونَ قَلبٍ يُبادلُنا أو يَتشبَّثُ بقُضبان صُدُورنَا المُتهالكَة،
وإذَا مَا ابتسَمَت لَنا عَجلةُ القَدر؛ وَقُوبلَت حمَاوةُ مشَاعرنَا بحَفاوةِ المُوافقَة،
فظَفِـرَت مسَاحاتُنا الشاغرةُ بإتيَان أحبَابٍ تَحرَّقَت أفئِدَتُنا لِحَمِيَّةِ لُقياهُم، بَعدَ طُول انتِظار.

ولأنَّهُم جلُّ ما تَملِكُ دواخِلُنا الدَامسةُ من ضِياءٍ دافءٍ نُواري بهِ سَدفَ الليَالي وقَرسهَا،
سَيُداهِمُنا هَاجسُ الفُقدان بَعدئِذٍ، فَنبيتُ مُتوَجسينَ مِن أن نَصحُوَ ذَاتَ غُدوَةٍ أو نُمسِيَ ذاتَ ليلةٍ دُونَ أن نَجِدَ كنَّ أجسَادهم يُقاسمُنا أحضَاننا،
فيَظلُّ الخَوفُ مُلازمًا لنَا طيلةَ علَاقاتِنا بمَن نُحب.

وهكذَا من جَديد،
نعودُ لمُنطَلق البدايَة...

مَتىٰ إذًا سنَتَوقفُ عَن الاستِسلام لبنَاتِ عقُولنَا التي لَا يَكفُّ رَجعُ صدَاها عن الطنين داخلَ رُؤوسنَا؟
مَتىٰ سنَحلُّ قُيودَ عجَزنَا ونَهنأُ بحيَواتِنا دُونَ الإسرافِ في التَبصُّر بشَأن كُلِّ خُطوَةٍ نَحذُوها؟

أنَا يا مُذكرتي،
لَا أُريدُ أن يتَملَّكَني الخَوفُ طوَالَ عُمُري أو أن يَبلُغَني الإدرَاكُ بعدَ انقِضاءِ الأوَان،
ولهذَا عَقَدتُ العَزمَ علَىٰ أخَذِ المُخاطرةِ والوقُوع في حُبِّ تَايهيُونق مَهما كانتِ العوَاقبُ وخيمةً.

حَتىٰ وإن قُوبلتُ بالرَّفض،
حَتىٰ وإن حُطِّمَ غشَاءُ الفُؤادِ وتناثرَت أشلائي،
أُوقنُ أنَّ مرارةَ جرُوحيَ سَتنضبُ مع مرُور الزمَان، وسأُشفَىٰ ذَاتَ يوم.

لِأنَّني أُدركُ أنهُ إذَا ما انسَلَّ خَافقي عَن قَفصي، في تِلكَ الثانيةِ القَصيرةِ بينمَا أسقُط وقَبلَ أن تَكتَنِفَ الأرضُ جُثماني،
سَتَنبسطُ أجنِحَتي، وسأُحلِّقُ سرُورًا بفِعل الحُب.
وأنا أرغَبُ أن أطيرَ مَسرُورًا بفِعل حُبِّيَ لِكِيم تَايهيُونق.

[1:34 am,10-6-2018]

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

[1:34 am,
10-6-2018].

-صَباحُ السرُور، أشعُر بالفَخر بجُونغكُوك لعُمق الإدراك الذي بَلغُه ولحَجم القرار الذِي اتخَذَهُ.

' 31 August 2020.

مُذكرَة|VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن