ابتركَ علَىٰ عتَبةِ المَنزل الخَشبيةَ وَأنشأَ يَنتَعِلُ حذَاءهُ الرياضيَّ أبيضَ اللَّونِ بخفَّةٍ، ثُم نهضَ مُسرعًا قَبلَ أن يَفُوتَهُ أوَانُ الوَاقِعة.
أدركَ الشَّابُّ وجهَتهُ بَعدَ مَسيرةِ خمسَةَ عشرَ دقيقةٍ أمضَاها في دَندَنةِ أنغامٍ خَافِتةٍ اعتَلَقَت أَطلالُ ألحَانها بجُدران ذَاكرتِه.
مُنتَزهُ إلِـزْيَان*، رُقعةٌ فَسيحةٌ تَكتسي بُسُطهَا بحشَائش الدينَار المُورقَة، وَتَحُفُّها أشجَارٌ مَخرُوطيةُ الشَّكل يَصلُ ارتفَاعُها إلَىٰ حَوالَي عشرينَ مِترًا في العَادة، ويُرمَزُ لأشجَار العَفص في اللغَةِ الصينِية بـ'شجَرةِ الحيَاة' نَظرًا لدَورها الفَعَّال في المجَالَين الاقتِصادِي والطِّبي، ولمَقدِرَتها العَظيمَة في الحفاظِ علَىٰ استدامةِ نضَارتِها رُغمَ الظرُوفِ القَاسِية.
تَبَعزقَت أصنَافُ الأزهَارِ البَديعةُ بأرجَاء المكَان، تَتضمَّنُها أزهَارُ الجَرس* التي تَتسمُ ببَتلاتٍ رقيقةٍ تُحاكِي فنَاجيلَ القهوَةِ الخَزفيةَ، وقَد نُفِثَ في جَوفِها سِحرُ البَنفسجيِّ الدَاكن وطَيفُ الحَرير الوَردي. وكَذلِكَ اتشَحَت تُويجَاتُ التوليبِ والزَعفران بصُفرَةٍ أشرقَ بَهتُها بخطُوطٍ قُرمُزيَّةٍ نحيلَة، تُجاورُها أزهَارُ الكَتَّان والبُوشكين* قُنطُرْيُونِيَّةُ* اللَّون، تَتربَّعُ بقَواعدهَا بُسلاتٌ خَضراءُ شَاحبَة.
وإذا هَبَّ نسيمُ الصِّبَا تصَافَقت كُؤوسُها الخلَّابةُ، فتَنسجُ من بذُورهَا عَبقًا يُخاتلُ العقُولَ، فيُخيَّلُ للنَّاظرينَ من شِدةِ فَوغَتهِ أنهُ مَقطُوعةٌ مُوسيقيَّةٌ تَتناثرُ أنغامُ سَلالِمهَا الشَّجيةُ؛ فَتخلقُ الوئامَ، والطُّمأنينَةَ وتَبعَثُ الأُوارَ إلَىٰ أروقةِ الجنَان القَارسَة.
سلكَ الشَّابُّ مَمرَّ مُربعاتِ الرُّخام المُتباعدةِ، فقطعَ طريقهُ عبرَ المَرج حَتى جاوزَ أشجَارَ العَفص، وبلغَ الجُزء الخَلفيَّ للمُنتزَه.
يَشقُّ مُنتَصفُ البسيطَةُ الخَضراءُ نَهرٌ دَافقٌ، تَجري اللمعَةُ علَىٰ ماءهِ الفَيرُوزيةُ العَذبَة، ويَنتصِبُ فَوقهُ جسرٌ مُقبَّبٌ من خشَبِ الصنَوبر، عَلىٰ جَانِبَيهِ تَراكيبٌ صَخريَّةٌ مُفردَة.
كَانت كِلَا ضِفَّتي نَهر الرَّاين مَصفُوفةٌ بمقَاعدٍ منَ الحَجر الرَّملي، تُظِلُّها أشجَارُ التُّفاح المَلكيَّة* تُعانقُ أغصَانُها الفَارعة ورُودٌ أُرجُوانيةٌ ذُو شَكلٍ تَاجيِّ، تُضاهي في رَونقِها أشجارَ الساكُورا اليَابانِية. تُقاسمُها البُقعة شُجَيراتُ التنُّوبِ* مُتراميةَ الأطرَافِ ذُو الأوراق الفضِّيةِ المُمتزجةَ بالأزرَقِ الشَّاحِب.
أنت تقرأ
مُذكرَة|VK
Fanfiction"مُذكِّرتي العَزِيزة، هَل أخبَرتُكِ مِن قَبل كَم أُحب كِيم تَايهيُونق كَثِيرًا؟ إذَا كَان الجوَابُ هو لَا فَإذًا مَرحبًا، أنَا مُغرمٌ بكِيم تَايهيُونق بشِدَّة، أشكُركِ لاستِماعكِ لحَدِيثِ أُحب كِيم تَايهيُونق، إلَى اللقَاءِ غدًا". حَيثُ يَعثرُ تَاي...
