اعترف أنني لا أفهم شيئاً مطلقاً في علم الفلك،فكل معلوماتي عن هذا العلم تنحصر في أن بالقاهرة شارعاً اسمه شارع الفلكي .
كذلك لا أفهم شيئاً في النجوم والتنجيم وقراءة الطالع غير ان هذا لا يمنع من الاعتراف بأنني عملت كمنجمة ذات يوم اذا كنت احرر باب بختك هذا الأسبوع.
وفي كتابة باب البخت لم أكن أعمل بالتنجيم بقدر ما كنت أحاول بث التفاؤل في نفوس قراء البخت،فما دامت المسألة كذب المنجمون ولو صدقوا فما المانع من أقول لمواليد برج العقرب:مفاجأة سارة في انتظارك.
وأن أقول لمواليد برج الحوت:سعادة تامة في محيط الأسرة،وأن ابشر مواليد برج الميزان بفلوس زي الرز.
والصحيح أن المفاجأة السارة لواحد عقربي_من مواليد برج العقرب_قد تكون إيقافه من العمل واحالته إلي النيابة الإدارية
وبالنسبة لواحد حوتي فقد تكون السعادة التامة في محيط الأسرة هي خناقة لرب السماء تنتهي بالعبارة المأثورة:والله منا قاعده لك في البيت.
وفي الوقت الذي أبشر فيه واحد ميزاني البرج بفلوس زي الرز قد يكون هذا الميزاني دايخ علي جنيه سلف لأول الشهر.
كل هذا صحيح ..
ولكنه لا يمنع أن أعطي القارئ الامل الجميل وأن أملأ صدره بالتفاؤل فما دام المنجمون كذابين ولو صدقوا وما دامت المسألة مفترضاً فيها الكذب في النهاية أليس هذا اذن افضل من أن أقول للقارئ:مصيبة محترمة في انتظارك أو ضائقه مالية تنتهي بفضيحتك والحجز علي ملابسك.
تلك كانت علاقتي بالنجوم عزيزي القارئ فلا أنا فلكية ولا أفهم في البروج والكواكب ولا أميل إلي أي علم فيه أرقام...
فبسبب علم الحساب قضيت طفولة سعيدة جدا كلها ضرب في ضرب وعندما كان المعلم الخصوصي يعلن أنني قد توصلت بقدرة قادر إلي حل مسألة جبر كانت أمي تقيم ليلة لأهل الله.
فما بالك بعلم الفلك!!