الفصل الاول

45.9K 904 66
                                    


* احيانا يجب أن تظل الأمرو عاديه لأن مكامنها قد تكون مؤلم لدرجه لن نتقبلها *

❤❤❤❤❤❤❤❤

سارت بخطوات هادئه خارج أعتاب منزلها بعد أن ودعت والدتها في محاوله ناجحه أنهت بها ذلك الصراع اليومي الروتيني ... أعتلت دراجتها الهوائيه لتنطلق في طريقها المعتاد متوجهه إلى مدرستها ... تطلعت بهدوء وأعين بارده إلى شوارع مدينتها ... نفس الشوارع ونفس المحلات نفس كل شيء ليس هناك من تغيير في حياتها الروتينيه فقط مزيج بين البررود والجنون المزيف .

هي مريم مغربية الاصل تعيش مع عائلتها في المدينه الحمراء مراكش ... فتاة عاديه جدا يومها ينقضي بين المرح والدراسه لاشيء غير ذلك ... حياتها طبيعيه للغاية أو ربما هذا ما يظهر للعيان ... فليست العيون دائما صادقه فيما ترى ورسائلها للعقل ليست دائما صحيحه تمام الصحه فهناك دائما مجال للخطأ في الحياة وخصوصا حين يتعلق الامر بحواس البشر وهذا ماجاء على لسان رائد المنطق والفلسفه العقلانيه ديكارت .

إنها سنتها الأخيره في المستوى الثانوي وبعد شهر من الان ستقوم باجتياز امتحانها النهائي لتستطيع التقديم للجامعه التي تريدها لكن امانيها اكبر من ذلك بكثير ... فلطالما تمنت أن تسافر إلى دوله أوربيه لتكمل دراستها تريد أن تصبح شيئا عظيم أن تجعل اهلها يفتخروا بها ... ياليتهم يعلمون كم تحبهم ربما هي لا تستطيع التعبير عن مشاعرها أو  ربما هم لا يستطيعون فهمها ... أفاقت من سهوتها على صراخ أحد سائقي السيارات .

سائق السياره بصراخ : أيتها الغبيه أن كنتي لا تعرفين القياده فلا تركبي دراجه

مريم بتساءل : أنا غبيه

السائق بسخريه : وهل يوجد غيرك

مريم ببرود: نعم يوجد

السائق بعدم فهم : من ؟؟

مريم ببرود : أمك لانها أبلت العالم بأبله مثلك ... يا لك من أبله

إنطلقت دون إهتمام لصراخه الذي يصل لأذانها ربما كانت قد تتأسف لو كانت كلامه أكثر تهذيبا لكن معا كلماته الوقحه فل يشكر الرب أن أهانه كانت كافيه بالنسبة لها وليس شيئا غير ذلك ... أكملت طريقها وهي تنظر إلى نفس الطرقات التي تراها كل يوم وهي تفكر أن حياتها حقا بائسه .

في غضون دقائق كانت أمام مدرستها متنفسها لذلك الجنون والمرح المزيف الذي خلقت منه تلك الشخصيه الوهميه التي تخفف عنها حزنها وتجمل من واقعها ولو مؤقتا ... ظلت تتمشى في الساحه لتبحث  عن صديقتها الحبيبه أو كما تلقبها "خديجتي"  أصبحت صديقتها منذ المستوى الاعدادي والعجيب أن صداقتهم بدأت بنفور ... كل منهما كانت لا تحب الأخرى إلى أن إجتمعا في قسم واحد حينها تعرفا على بعضهما وأصبحوا مثل التوأم ... تنفست بعمق وأخيرا بعد بحث طويل إستطاعت إيجادها ... تقدمت منها بخطوات سريعه سرعان ما إحتضنتها من الخلف .

امرأه كالمغناطيس (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن