الفصل الثالث

16.7K 657 22
                                    

* عندما نسلك طريق مجهول باحثين عن الراحه فعلينا تحمل النتيجه لأنه فالنهايه كان اختيارنا *
  
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

دخلت تلك المجنونه الى بيتها بعد يوم دراسي جديد ليبدأ ذلك الصراع اليومي المعتاد ... صراع اصبح لدى مريم شيء روتيني تحس بتعجب إذا لم يحدث .

والدتها سعاد بعصبيه: أين تاخرتي لقد تعديتي وقت قدومك بخمس دقائق

مريم ببرود : لقد تاخرت مع صديقتي كنا نتحدث ونحنوا قادمون هذا ما حدث

سعاد بشك : هل انتي متأكد ؟

مريم بهدوء : وهل ساكدب عليكي مثلا

سعاد بسخريه : ومذا تفعلين غير ذلك

مريم بألم خفي : سامحكِ الله ... هذا متظنين بي

لتدخل إلى الغرفه و قلبها متألم لظن أمها بها يجرحونها ولا يعرفون ظنا منهم انها لا تثأثر بكلامهم لكن الحقيقه أنه يترك ندبه دائمه في أعماق قلبها لطالما كان الأحباء أكثر من يألموننا .

تركت مريم التفكير وقامت بتغيير ثيابها لتذهب لغرفه الجلوس وجدت والدها جالسا لتقترب منه مقبله خده وتجلس بجانبه ... كانت تنظر له على أمل أن يسألها عن دراستها لكن خاب أملها لقد اكتفى بسؤال بارد عن حالها وإن كانت تحتاج شيء فقط ... هذا هو والدها مصطفى تعلم أنه يحبها ويعتبرها مدللته فهي الفتاه الوحيده وسط ثلاث اولاد ذكور الاخ الاكبر أمجد ويشتغل تاجرا و الأوسط أحمد يشتغل في الشرطه أما الصغير  عمر وهو يدرس في المستوى الابتدائي .

هي الإبنه الوحيده بينهم ومع ذلك لاتستطيع الشعور بحب عائلتها بعيدون عنها رغم قربهم قاسون رغم حبهم وكم يأذيها هذا كم يكسر قلبها إلى أشلاء لكن ليست هي من تنكسر من تظهر ضعفها تستطيع التحمل لقد تعودت .

قطع سيل أفكارها صراخ والدتها من جديد لتتنهد بيأس ... بإختصار هذه هي حياه مريم روتين بين المدرسه عائلتها لم تبعد عن هتين المساحتين لكن هذا لم يجعلها ساذجه أو طيبه بشكل مبالغ إنها عكس ذلك ... ذكيه ماكره قويه شرسه ضده كل من يمسها بسوء .

قررت أن تخلد إلى النوم  بعدما انهت مراجعه دروسها لتتوجه إلى تلك الغرفه التي تشتركها مع أخيها الصغير ... اه حتى في نومها ليس لها مساحه ...  متى تصبح الحياه أفضل ... فقط متى ؟

________________________________________________

توج القمر ملك في سماء الليل البهيم ولازال ذلك الوسيم يجلس في المقابر يتك برأسه عند أحد القبور ... قبر كتب عليه بخطوط عربيه أصيله " ليلى الرشادي" والدته الحبيبه التي أمضت سنوات من عمرها رفقت حبيبها الاوحد " راغب الاسدي " ضحت بالعيش في وطنها لاجله وهو لم يكن بخيل عوضها بحبه لها وكانت وصيتها له بعد موتها أن تدفن في بلدها مسقط رأسها وكم قهر عند موتها بعد ولادتها لشقيقة أيهم الصغيره .

ظل أيهم جالس يبكي عند قبرها كما كان يبكي عند قدميها وهو صغير إذا ضايقه أحد ... تضمه وتغمره بحنانها ... حنان ضاع عند موتها ولم يجده إلا مع ليلى ... ليلاه الحبيبه ... حبيبته التي كان اسمها نفس أسم والدته بعثها الله لتعوضه لكن أخدها مجددا ليزداد عذابه ... ناظر قبرها هي الاخرى بعتاب وهو يقول بصوت ملأه الالم .

ايهم: ليه سبتيني ياحبيبتي ليه ... كنت فاكر ربنا عوضني بيكي  بس رجع واخدك انا راضي بس مش قادر والله وخصوصا اني السبب فموتك سامحيني يا ليلتي

وضع رأسه واتكئ على قبرها مجددا عازما أن يظل هناك تلك الليله ... ليلة عتاب للاحباء لفراقهم المؤلم بقوه .

______________________________________________


إستيقظت مريم صباحا ... خرجت من المنزل بعد وصلت الصراع اليومي متوجه إلى مدرستها تسلك طريقها وهي تؤنس نفسها بالغناء بصوتها الشجي إلى أن وصلت  لوجهتها ... مره يومها كما المعتاد بين دراستها وجنونها مع أصدقاءها لينتهي سريعا وتنطلق هي خارج المدرسه عائده إلى منزلها من جديد .

تذهبت لحارس الدراجات لاخد دراجتها لكنها تفاجأة بحدوث أكتر شيء تكره ... لقد تعطلت دراجتها هذا يعني شيء واحد انها ستطر إلى المشي لمده ساعه للوصول لمنزلها نظرت حولها بيأس لتعلن في النهايه إستسلمها .

سارت في الطريق لمده من الزمن لكنها بدأت تحس بتعب والعياء ... نظرت لطريق الطويل أممها بملل لتقرر سلك أحد الطرق الجانبيه ... كان الطريق شبه خاليا لكنها لم تهتم ليست هي من تخاف من هذه الاشياء وبكل هدوء سارت في ذلك الطريق .

وفي منتصف الطريق صدمت بوجود رجل واقع أرضا في حالة إغماء بجانب سياره ... نظرت له لثواني قبل أن تقترب منه وجدته رجل أشبه بنجوم السينما كما تقول صديقتها الحمقاء .

نفضت كل شيء من تفكيرها لتضع يدها على كتفه تهزه برفق بدأت تتفحصه بعيون خبيره ليظهر لها أنه كان في حاله إختناق او ازمه تنفسيه ... توجهت بسرعه إلى سيارته تبحث فيها و تدعوا أن تجد ما تريد ... أطلقت تنهيده عميقه عندما وجدت غايتها ... بخاخ الاكسجين ... إقتربت من الرجل بسرعه واضعه البخاخ بفمه ومساعده إياه على التنفس .

أخرجت قنينه ماء من حقيبتها وتقوم برمي قطرات الماء على وجهه ... رأته يحرك جفونه ببطئ معلنا عن إستفاقته لتبتسم بهدوء وراحه .

فتح عينيه ويا الله ما أجملهم كأنك تنظر لسماء لكنها حقا لم تهتم لذلك بعد رأيتها لمعالم وجهه المصدومه التي أدهشتها ومازاد دهشتها كثيرا كلماته التي نطق بها

: أختي ليلى !!!!

وبسرعه كبيره كان يسحبها لأحضانه ضاما إياها بقوه شديده

يتبع .....

تحياتي ماريا ❤❤❤

امرأه كالمغناطيس (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن